بدت جمعة " لا للطوارئ" كغيرها من أيام الجمعة، ولم يشارك فيها أكثر من 4 آلاف شخص، ومنذ الصباح الباكر توافد العشرات لميدان التحرير للمشاركة في تظاهرات وهتافات وصلوات أقيمت طيلة اليوم، للتعبير عما يرفضه الشارع المصرى وقواه السياسية من قرارات أو قوانين تم اتخاذها على مدار الأيام الماضية. وعلى الرغم من تعدد القوى والائتلافات السياسية الداعية لتلك الجمعة فإن المشاركة فيها لم تتجاوز أربعة آلاف، وفق أكبر تقديرات، وذلك لكثرة المقاطعين لها من قوى وائتلافات رأت عدم ضرورة للخروج، إما لعدم وجود تنسيق كامل معها كما أعلنت "الإخوان"، وإما لانشغالها بالتحضير لمؤتمرات وتحالفات تجهز للانتخابات البرلمانية، وإما لإدانة تطبيق قانون الطوارئ كما فعلت قوى أخرى، وكذلك لحضور جنازة خالد جمال عبد الناصر التى شارك فيها الآلاف، وعلى رأسهم المشير طنطاوى والفريق سامى عنان. بدأت الجمعة بهتافات تدين تطبيق قانون الطوارئ الذى أعلنت الحكومة عن تفعيله عقب أحداث وزارة الداخلية والسفارة الإسرائيلية بيوم الجمعة الماضي، والتى انطلقت تحت عنوان "تصحيح المسار"، والتنديد بالمحاكمات العسكرية للمدنيين، فضلاً عن أمهات ثكلى نزلن الميدان ينادين بالإفراج عن أبنائهن ممن تم إلقاء القبض عليهم بأحداث تصحيح المسار. شهد الميدان كذلك مشادات كلامية بين البعض ممن أردوا التوجه للتظاهر أمام مبنى وزارة الداخلية، وآخرون معارضون لهذه الفكرة حتى لا يتكرر سيناريو الجمعة الماضي فى ظل تطبيق الطوارئ، كما قام أكثر من 20 شخصًا من اللجان الشعبية على مدخل شارع الشيخ ريحان والشوارع المحيطة بوزارة الداخلية بمنع وصول أى مسيرات قادمة من ميدان التحرير إلى مقر الوزارة. ظل اليوم هادئاً بين هتافات ونقاشات وحوارات بين الثوار، حتى حانت لحظة ختام "لا للطوارئ"، التى اختلف فيها المتظاهرون حول إغلاق الميدان أمام السيارات المارة من عدمه، حيث رأى فريق منهم أن العدد الذي تواجد في الميدان اليوم في جمعة " لا للطوارئ" لا يسمح بغلق الميدان، مما يؤدي إلى شلل مروري بوسط البلد. فى حين أصر الباعة الجائلون على غلق الميدان أمام السيارات المارة للبيع بسهولة، مما أثار بعض المنسقين والمهتمين بتأمين الميدان، وحدثت مشادات بينهم بسبب غلق الميدان، لأن ذلك من وجهة نظر المنسقين " يسىء للثورة والثوار". أما المنصة الوحيدة بالتحرير فقد توقفت عن العمل، وبدأ عشرات المتظاهرين مغادرة الميدان، فيما قام بعضهم بتنظيم مسيرات، وتجمعت مجموعة أخرى داخل الحديقة، فى حين غادرت اللجان الشعبية المسئولة عن التأمين، وعادت حركة المرور مرة أخرى إلى شارع قصر العينى.