أول يوم دراسي في حياة الطفل مشكلة يواجهها الكثير من الآباء والأمهات على نحو يشبه الصداع في رأس الأسرة المصرية.. فكيف يمكن تفهم هذه التجربة والتغلب على صعوباتها؟ سؤال يطرح نفسه مع حلول العام الدراسي الجديد. في البداية لابد أن نعرف أن هذه المرحلة تعتبر من المراحل الحاسمة والأساسية في حياة الطفل، وتتجلى خطورة الموقف حين يعلو صراخ كثير من الأطفال رافضين الدخول إلى المدرسة وإلى الحصة الدراسية مع تمسكهم الشديد بالأب أو بالأم بشكل خاص، كيلا تغادر وتتركهم، الأمر الذي يجعل الأبوين في ورطة حقيقية، فهما لا يعرفان كيفية جعله يحب الحضور إلى المدرسة دون بكاء ومعاناة يومية مستمرة، ومثالاً على ذلك تلك الأم التي عانت الأمرّين في اليوم الأول من إيصال طفلها لصفه الأول بعد أن تصببت عرقًا ريثما أدخلته صفه، وعادت للمنزل لتجد ابنها هاربًا من المدرسة إليها. لذا تبدو أهمية علاج هذه الظاهرة التربوية السلبية في مجتمعنا كي يعيش الطفل حياته المدرسية بشكل طبيعي، ولكيلا تقلق الأم باستمرار على طفلها بعيدًا عن بكائه وصراخه وتحايله بالمرض وغيره. وتختلف هذه الظاهرة بين أسرة وأسرة وبين مدرسة وأخرى، وبين الأم العاملة والأم غير العاملة والمتفرغة للمنزل، إذ لا شك أن الأم المتفرغة للمنزل أكثر معاناة من هذه الظاهرة، حيث إن طفلها اعتاد ألا يفارقها إلا في حالات بسيطة، أما اذا كانت الأم عاملة فيكون القلق أقل لأنه اعتاد على المكوث لأوقات بدونها. وينصح الإخصائيون الاجتماعيون الأسرة بأن تنشئ الأبناء تنشئة صحيحة بعيدة عن الدلال الزائد وتلبية جميع احتياجات أطفالهم في كل الظروف وفي كل الأوقات، ومطلوب من الأسرة أن تكون متفاعلة بشكل تام مع المدرسة وتوجيهاتها والنصائح المقدمة، ومطلوب من المدرسة في الوقت نفسه أن تعطي الطالب الجديد صورة جميلة عن المدرسة، وانطباعات في غاية الإيجابية خاصة في اليوم الأول، إضافة إلى الأيام الأخرى، لكيلا ينفر من المدرسة ويحاول الهروب منها، وذلك يقع على عاتق إدارة المدرسة كيلا يشعر الطفل بأي شعور غريب وهو بعيد عن أمه ووالده وإخوته، ويتوجب على إدارة المدرسة حماية الطلاب الجدد من الطلاب الذين يكبرونهم سنًا كيلا يتعرضوا للضرب أو المضايقات حتى يصبح لديه اندفاع ذاتي للحضور إلى المدرسة. ولا نتجاهل الدور الكبير الذي يقع على عاتق المرشدين الاجتماعيين في تقديم المساعدة والخدمة الاجتماعية لهذه الفئة مع تزويد أسرهم بالمهارات السلوكية المناسبة للتعامل مع هذه الظاهرة، وعلى الأم ألا تضرب طفلها إذا رفض يومًا الذهاب إلى المدرسة.. فذلك يجعل من المدرسة في ذهنه قرينًا للعقاب.. وقد يكون سببًا في كرهه للمدارس للأبد. ولابد من مراعاة احتياج الطفل للنوم، فعليه يتوقف مستوى انتباهه وتحصيله في الفصل وتفاعله مع معلميه.. فيجب أن ينال قسطًا مناسبًا من النوم ويفترض أن يعتمد على نفسه في تناول طعامه.. وارتداء ملابسه وقضاء حاجته.. فإذا كان يعاني من أي مشكلة في هذا الصدد.. لابد من إعلام المدرسة كي تشارك في الحل.