قال الداعية الدكتور محمد العريفى إن مصر أرض العلماء العظماء والمبدعين والأولياء، فالشاطبى والقرطبى والشافعى وحتى رشيد رضا وغيرهم قدموا مصر طلاب علم فصاروا عظماء، وأثنى على أهل مصر وأخلاقهم وكرمهم، واصفًا شعب مصر بأنهم أهل "أنس ومجالسة"، وهو الوصف الذى أطلقه نبى الله إبراهيم على زوجه هاجر أم ولده إسماعيل. وساق حديث النبى "ص" الذى رواه مسلم بسند ينتهى إلى أبى ذر الغفارى يحذر فيه من تسلل الخلاف بين أهل مصر، يقول نصه: إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ وَهِىَ أَرْضٌ يُسَمَّى فِيهَا الْقِيرَاطُ فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا فَأَحْسِنُوا إِلَى أهلِهَا فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا "، أَوْ قَالَ " ذِمَّةً وَصِهْرًا". وأضاف - فى خطبة الجمعة التى القاها من مسجد عمرو بن العاص - أن المصريين ليسوا أحباب الصحابة الذين قدموا مصر فحسب لكنهم أيضًا أخوال الأنبياء، فقد ساق الله لسيدنا إبراهيم عليه السلام السيدة هاجر القبطية زوجة مصونة لتنجب أبى العرب إسماعيل عليه السلام، ثم تزوج منهم النبى محمد صلى الله عليه وسلم حين اقترن بالسيدة مارية أم أبنه إبراهيم. وشدد خطيب الجمعة على ضرورة إعادة دور مصر الريادى لتقود العالم الإسلامى مجددًا، بعد أن كانت ملء السمع والبصر حين انتقلت إليها الخلافة الإسلامية قبل وصولها إلى تركيا. ودعا المستثمرين العرب لإقامة مشروعاتهم فى مصر قائلًا: إن أهلنا فى مصر أولى بأموال مستثمرينا وتجارنا من بنوك سويسرا. وقال إن مصر للعرب كلهم وليست للمصريين فحسب ويكفى أن حفيدى الشيخ محمد بن عبدالوهاب مؤسس الدعوة الوهّابية قدما مصر لتلقى علوم الشريعة بالأزهر الشريف، وإن مصر مهيأة لتصبح بلدًا عظيمًا، فهى ليست أقل من كوريا أو ماليزيا أو تركيا، ففيها من السواعد العفية والكوادر وكذلك الموارد الطبيعية ما ليس فى غيرها، ثم راح ينشد: "وقف الخلق ينظرون جميعًا كيف ابنى قواعد المجد وحدى..وبناة الاهرام فى سالف الدهر.· كفونى الكلام عند التحدى..انا تاج العلاء فى مفرق الشرق..ودراته فرائد عقدى.. أشئ فى الغرب قد بهر الناس.. جمالا ولم يكن منه عندى.. فترابى تبر ونهرى فرات..وسمائى مصقولة كالفرند..اينما سرت جدول كرم..عند زهر مدنر عند رند..ورجالى لو انصفوهم لسادوا..من كهول ملء العيون ومرد..لو أصابوا لهم مجالا لابدوا..معجزات الذكاء فى كل قصد..انا ان قدر الاله مماتى..لاترى الشرق يرفع الرأس بعدى..ما رمانى رام و راح سليما.. من قديم عناية الله جندى.. كم بغت دولة على وجارت..ثم زالت وتلك عقبى التعدى..قل لمن انكروا مفاخر قومى..· مثل ما انكروا مآثر ولدى".
· وتابع العريفى، يكفينا وصية النبى صلى الله عليه وسلم بأقباط مصر واهلها خيرًا لنكن لهم كل تقدير واحترام، فالأقباط أخوال ابنه ابراهيم من زوجه مارية، وتلا حديث النبى "ص" : "الله الله في قبطِ مِصرَ؛ فإنَّكم ستظهرونَ عليهم، ويكونُون لكم عُدَّةً وأعواناً في سبيل الله". وعرّج الداعية العريفى على قصة السيدة آسية زوجة فرعون موسى التى نشأ فى كنفها كليم الله موسى بن عمران. وكان العريفى قد بدأ خطبته بقصيدة شعر عصماء فى مديح مصر وأهلها، حرص أن تتضمن أبياتها أسماء عدد من البلدان المصرية من البحر إلى الجنوب إلى الطور وأنشاص وغيرها من أسماء المدن المصرية. وقال الأستاذ بجامعة الملك سعود، حين أراد النبى أن يضرب مثلًا فى النباهة وحسن التصرف لأحد أصحابه قال له: أعجزت أن تكون مثل عجوز بنى إسرائيل!!، فى إشارة للمرأة المصرية التى اشترطت على كليم الله موسى أن ترافقه إلى الجنة حتى تدله على قبر يوسف الكريم والذى كان قد أوصى بنى إسرائيل ألا يرحلوا عن أرض الكنانة دون أن يصحبوا رفاته معهم. واختتم العريفى خطبته بمسجد عمرو بن العاص بالدعاء بأن يرزق الله أهل مصر بوافر من فضله، وأن يؤلف بين قلوبهم ويرفع البغضاء من بينهم وأن ينصر الثواتر فى سوريا، وأن يقتص من بشار الأسد ويجعل منه آية لكل حاكم باغٍ طاغية.