في مليونية " تصحيح المسار " لا تقل يمين و يسار، و إنما ألتراس، فهذه الكلمة تفسر جزئيا لماذا احتشد كل هذا الجمع في ميدان التحرير, وسائر المحافظات، كما أنها ستكون كلمة السر في باقي أحداث اليوم . الألتراس في الأصل ، كلمة أجنبية تعني " التعصب للشيء"، لكنها في مصر تدحرجت من مدرجات الكرة، لتستقر في المكان الأهم : ثورة الشعب, أما قصة هؤلاء الذين حموا - باعتراف كثيرين- الثوار يوم موقعة الجمل، فتعود لسنوات خلت . و لم تكن الجهات النافذة في النظام السابق والحزب الحاكم تدرك أن إدخال فكرة الألتراس ستصبح يوما فرانكشتاين الحرية, مجموعة شباب في سن متقاربة يرتدون زيا موحدا, ويتعصبون لأحد الأندية ولهم دخلاتهم وأغانيهم الخاصة المبتكرة وعباراتهم التي تكيد للخصوم وتهزأ بهم لرفع معنويات فريقها تتحول الآن لتصبح وقودا لتغيير جديد في مصر. ثقافة الالتراس تقوم على أن الانتماء لشيء ما, فائزا كان أو خاسرا يمثل أولوية حتمية, لايحول بينهم وبين مساندته إلا الدماء، ومن ثم فإن تغيير الولاءات من الكرة إلى الثورة قد يمثل شريان حياة, وأمل جديد يعوض التيارات والأحزاب التي أبرمت صفقات أو حققت مكاسب للخروج من الميدان, وقد يمثل دخولا بالمجتمع إلى هاوية العنف . هذه النوعية من مشجعي الثورة لا تعرف المساومات، فهي تعرف هدفها بوضوح وتتجه إليه دون تقدير لعواقب التضحيات، كما أنها تمثل الجيل الذي لم يتلوث ولم يدخل السياسة بحسابات المكسب والخسارة وإنما بحساب حب الوطن وحده. فجأة اتجهت الأهازيج في مدرجات الأهلي الأسبوع الماضي من الكيد للفريق المنافس إلى الكيد للشرطة وأخذت الجموع تردد"كان دايما فاشل .. في الثانويه .. يادوب جاب .. 50% .. بالرشوه خلاص الباشا اتعلم .. وخد شهاده ب100 كلية..ياغراب ومعشش .. جوا بيتنا .. بتدمر ليه .. متعه حياتنا .. مش هنمشي على مزاجك .. ارحما من طله جنابك .. لفق لفق .. في القضية .. هي دي .. عاده الداخلية "http://www.youtube.com/watch?v=Z4-kDd4sqeE&feature=share ولم يتحمل الأمن هذا النوع من الكيد غير المسبوق فحدثت اشتباكات أصيب فيها أكثر من مئة من الجانبين. أما مظاهرات اليوم فقد دعوا اليها ببوستر يعبر عن توحد جماهير الألتراس لفرق عادة كانت متنافسة، لكن الثورة وحدتها، تقول كلمات البوستر"ألتراس واحد يجمعنا ثورة واحدة تحمينا 9/9 .. مفيش سلمية .. سلمية ماتت" وذلك في تغيير لهتاف الثائرين الذين طالما ذكروا به بعضهم وذكروا أجهزة القمع خلال ثورة 25 يناير بأنهم متظاهرون سلميون لا ينبغي استخدام الوسائل العنيفة ضدهم . حين تتوحد جماهير الألتراس وتصر على مطالب لابد من التعامل معها بصبر وحكمة، فالتهديدات والتعامل الحازم ربما يقود إلى مخاطر، فهؤلاء لايجيدون لغة السياسة وليس لهم في الصفقات أو المساومات, لذلك فإن مخاطر حدوث مواجهات تصبح أعلى من أي وقت مضى.