لا نعلم ما هو دافع بعض المحامين الكويتيين الذين هبوا للدفاع عن الرئيس المصري السابق حسني مبارك، ولا نعلم كيف سيكون موقفهم أمام الشعب المصري الذي قال كلمته في رئيسه السابق ونظام حكمه، ولم يقبل الا بتنحيته ومحاكمته ومحاكمة اركان حكمه على ما يعتبره جرائم ارتكبت بحقه، ولن يكون مقبولاً امام الشعب المصري ان يكون هذا التصرف من باب رد الجميل للرئيس السابق على مواقفه من الاحتلال العراقي للكويت، فالموقف المصري من الغزو العراقي للكويت يحسب للشعب المصري بأسره الذي وقف الى جانب الشعب الكويتي موقفاً مشرفاً وثابتاً لا مساومة فيه، سواء على الصعيد الدبلوماسي او العسكري او الاجتماعي، ثم كيف نسمح لانفسنا بالتدخل في شؤون الشعب المصري بينما نرفض ان يتدخل احد في شؤوننا، ألم نكن بالأمس مستائين ممن قاموا بالدفاع عن طاغية العراق؟ ألم نعتبر من وقف الى جانب الطاغية اثناء محاكمته يقف ضد الكويت وشعبها ويسعى الى تبرئة ساحة المجرم مما ارتكب من كوارث؟ المصريون اعلم بمصالحهم، ولم يقوموا بثورتهم الا بعد ان طفح بهم الكيل وذاقوا مرارة تعسف السلطة وجبروت من يقوم عليها، وهذا القول لا يعني كرهنا للرئيس المصري السابق، ولا نكرانا لمواقفه، ولكن شهادة حق على الواقع الذي عاشه الشعب المصري بمرارة في فترة حكم مبارك، واحقاقا لحق هذا الشعب في تقرير مصيره، واختيار حاكمه والنظام الذي يناسبه، مع التأكيد على ان هؤلاء المحامين لا يمثلون الا انفسهم، ولا يمثلون الشعب الكويتي الذي لم يمنحهم توكيلاً بذلك! فعذراً للاشقاء في مصر على هذا التصرف الشخصي من قبل البعض. نقطة شديدة الوضوح: كلنا يعلم ان النظام السابق ورجاله في مصر كانوا لا يتعاملون مع المواطن المصري الا بلغة البطش والقوة، والقمع والقسوة، وكل الاحتجاجات التي سبقت الثورة كانت تشير الى ان الشعب لم يعد يحتمل أكثر مما هو فيه من ظلم وكبت للحريات واعتداء على الحقوق ونهب للثروات، ولو كان من بين اركان النظام السابق قارئ جيد لما يدور على الساحة المصرية لما وصل الامر الى ما هم فيه اليوم من وضع مزر، ولكن قاتل الله البطانة الفاسدة ومن كان على شاكلة الطبال. عن صحيفة "الوطن" الكويتية