ذكرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية اليوم الثلاثاء أن الضغوط على أجهزة المخابرات البريطانية تزداد بشكل مضطرد بسبب فضيحة "بلحاج " والانباء التي تسربت عن تورطها في تسليم منشقين ليبيين الى السلطات الليبية عام 2004. ونقلت الصحيفة البريطانية - فى تقرير بثته على موقعها الالكترونى بشبكة الانترنت عن عبد الحكيم بلحاج القائد العسكري لقوات الثوار في طرابلس قوله -إن المخابرات البريطانية كانت على علم بتعرضه للتعذيب. وكشفت وثائق أظهرها بلحاج عن قيام الاستخبارات الامريكية باعتقاله في بانكوك عام 2004 بعلم ودعم من الاستخبارات البريطانية وتسليمه الى نظام القذافي. وأشارت "الاندبندنت" الى أن المعاملة السيئة التي تعرض لها بلحاج تسببت الان في عاصفة دبلوماسية دولية بشأن تورط اجهزة الاستخبارات البريطانية في تسليم مناهضين للقذافي للحكومة الليبية. ومضت الصحيفة تقول إن هذه الوثائق فيما يبدو ستثير الذعر والفوضى بين أوساط الحكومة البريطانية وخاصة بعد دعوة عدد من أعضاء البرلمان البريطاني الى ادخال تغييرات على النظام الامني وذلك بعد إثارة أسئلة هامة بشأن أداء جهازي المخابرات الداخلية والخارجية البريطانيين وخاصة فيما يتعلق بتسليم المعتقلين إلى دول واجهوا فيها التعذيب. وتشير الصحيفة الى أن قرب الاعلان عن اجراء تحقيق بشأن احتمال مشاركة السلطات البريطانية في تعذيب معتقلين واساءة معاملتهم. وقالت إن لجنة التحقيق التي سيرأسها القاضي المتقاعد بيتر جيبسون ستبحث في ادعاءات بترحيل منشقين ليبيين معارضين للعقيد القذافي الى طرابلس عام 2004. ومن جانبه أعلن ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني ترحيبه -خلال كلمة في مجلس العموم- بالتحقيق في ما أسماه "اتهامات بسوء المعاملة". وأضاف كاميرون انه على بعض الوزراء في الحكومة السابقة أن يجيبوا على اسئلة بشأن ما حدث. ومن جانبها نقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية -في تقرير بثته على موقعها الالكتروني بشبكة الانترنت- عن ايد ميليباند زعيم حزب العمال المعارض دعوته الى لجنة التحقيق لبذل كل ما في وسعها للتحقق من هذه المزاعم ، مضيفا " انه لا يجب أن يكون هناك جزء من الدولة البريطانية متواطئا في التعذيب".