توجه إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير وأنصاره لقطع طريق صيدااليوم الرابعة عصرا، وذلك بعد مرور فترة العزاء التي أعلن عنها بعد تشييع مرافقيه اللذين قتلا في مواجهات بين حزب الله وأنصار الأسير الأحد الماضي على خلفية إزالة أنصار الأسير لوحات للشيعة استعدادًا لموسم عاشوراء، وتدخل الجيش بعدها محاولا إعادة الهدوء لصيدا. فيما قال وزير الداخلية مروان شربل إنه سيطلب من الحكومة جعل صيدا منطقة عسكرية، وزار صيدا أمس قائد الجيش اللبناني جان قهوجي، مؤكدًا أن الجيش سيطلق النار علي كل من يحمل السلاح بشوارع صيدا عاصمة الجنوب ومعقل السنة جنوب لبنان. وفيما يستعد الأسير وأنصاره لقطع طريق صيدا عصر اليوم.. أفادت معلومات أمنية عن تكثيف صديق ومناصر الأسير الفنان فضل شاكر اتصالاته مع كوادر في مخيم عين الحلوة، للبحث معهم في إمكان الاستعانة بعدد من المقاتلين وضمهم إلى الجناح المسلح الذي ينوي الأسير إعلانه قريباً. وذلك بعد أن أظهر شريط الفيديو الذي التقط مشاهد من إشكال حي التعمير، بأن مرافقي الأسير لا يملكون خبرة ميدانية في القتال برغم أنهم تلقوا تدريبًا عسكريًا وتزودوا بالسلاح. وحاول الفنان المعتزل استثمار صداقاته وأمواله ونفوذ شقيقه أبوالعبد الشمندور، مسئول جماعة جند الشام، لاستقطاب العناصر السابقة في الجماعة وفي فتح الإسلام وأبناء المخيم من ذوي الخبرة القتالية ليقاتلوا إلى جوار الأسير في صراعه مع حزب الله داخل صيدا وضواحيها. وتحاول القوى الفلسطينية بالمخيم الحيلولة لمنع أبناء المخيم من التدخل في حركة الأسير ضمن قرار اتخذته القوي الفلسطينية بالمخيمات الفلسطينية بلبنان بعدم الانخراط في الصراعات الداخلية اللبنانية، رافضين أن يقاتل الأسير بهم ويستخدمهم دروعًا بشرية. ولأن الأسير نفسه لا يزال بانتظار منحه الضوء الأخضر لإعلان تنظيمه المسلح وتشكيل صفوفه، فإن معلومات تحدثت عن احتمال لجوئه حتى ذلك الحين إلى اعتماد أساليب أخرى انتقامًا من حزب الله لما جرى الاحد الماضي وقد تحولت غرف مسجد بلال بن رباح الذي يسيطر عليه الأسير وأنصاره غرفة عمليات تغطيها مراسم تقبل التعازي، وأكد شهود عيان أن شخصيات كبيرة تصل إلى المكان بمواكب أمنية سرية وسيارات ذات زجاج داكن، وما يسمح بتحركها بعيداً عن الأعين في المربع الأمني المستحدث بالعوازل وحواجز التفتيش المنتشرة في محيط المسجد، لكن موكب عضو كتلة المستقبل النائب خالد الضاهر برفقة الشيخ داعي الإسلام الشهال راعي السلفية الجهادية في لبنان كان واضحًا عند انتقاله من فيلا مجدليون، حيث زار النائبة بهية الحريري مساء، إلى منزل الأسير قبالة المسجد، وأعقبهما وفد من القوات اللبنانية قصد المسجد لتقديم التعازي. ووجهت رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائب السيدة بهية الحريري رسالة دعت فيها إلى جعل المدينة منزوعة الرايات واليافطات إلا من العلم اللبناني الذي يوحد الجميع، معتبرة أنّ مسئوليتنا عن صيدا واستقرارها فوق خصوماتنا وخلافاتنا، قائلا للرئيس نجيب ميقاتي إنني لا أدعوك إلى الاستقالة.. والقوى الأمنية والقضائية إيّاكم والظّلم .. إيّاكم والانحياز، إيّاكم والإستهتار بغضب الناس، كلّ النّاس، وكرامتهم وحقوقهم، إيّاكم أن تتركوا أمرًا هو في صلب رسالتكم الوطنية كي لا تضيع هذه المؤسسات بعد أن أضعنا ما أضعناه. وقالت عندما يتحوّل الخلاف السياسي إلى نزاعٍ مسلّح وعندما تُزهق الأرواح وتسيل الدماء الغالية والزّكية وعندما تصبح المودّة والأخوّة ضعفا والحرص على السّلم الأهلي أوهاما وعندما يصبح الإستقرار الحكومي قائماً على عدم الاستقرار الوطني عندما تَفقد النوايا الطيّبة معناها الحقيقي ويصبح الأبيض أسوَد ويلتبس الخير بالشّر، وتصبح الأداة أقدس من الغاية عندها لا بدّ لنا أن نقول على الدنيا السلام. وتوجهت الحريري إلى قيادة الجيش الوطني وقيادة الأمن الداخلي وقيادات القوى الأمنية والقضائية قائلة : إيّاكم والظّلم، إيّاكم والإنحياز، إيّاكم والإستهتار بغضب الناس، كلّ النّاس وكرامتهم وحقوقهم إيّاكم أن تتركوا أمراً هو في صلب رسالتكم الوطنية كي لا تضيع هذه المؤسسات بعد أن أضعنا ما أضعناه وإنّني أتوجّه من الأخوة الفلسطينيين لأقول لهم إنّ صيدا التي أحبّتكم وأحببتموها هي الآن أحوج ما تكون إلى وفائكم وحكمتكم وحرصكم على أمنها واستقرارها.