أكدت الصحفية المصرية إسلام عزام، العاملة في مؤسسة "الأهرام" أنه وصلها خطاب تهديد مزيل بتوقيع "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" تطالبها بأن تجعل زوجها الصحفي سعيد شعيب يتوقف عن "هجومه على الإسلاميين. وأكدت عزام أن الخطاب لا يشكل خطورة في حد ذاته، وأنها وزوجها وأسرتها لا يخشون أي تهديدات ولكن ما يشكل خطورة في هذا التهديد هو عدم اكتراث الحكومة المصرية والرئيس د.محمد مرسي بهذه التهديدات، التي تشكل خطورة على الصحافة والصحفيين المصريين. وكانت عزام قد تلقت تهديداً في 30 أكتوبر، عبر رسالة موقعة باسم "جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" تحمل تهديدات تطالبها بأن تجعل زوجها الصحفي سعيد شعيب يتوقف عن "هجومه على الإسلاميين وإلا لدينا الكثير لنفعله في حالة عدم الالتزام بما جاء في الرسالة". وجاء في خطاب التهديد "أننا نتابع مؤخراً الطريقة التي يكتب بها زوجك ضد الإسلام ونطالبه بأن يتوقف فوراً عن الهجوم على الإسلام ويترك العلمانية ويدافع عن الإسلام وشرع الله، ونطالبك بأن تلتزمي شرع الله والزي الشرعي لكل مسلمة، وتتوقفي عن ارتداء الملابس الكاشفة وعن العمل والاختلاط بالرجال وتهتمي فقط بتربية فتياتك تربية إسلامية سليمة، وتتوقفي فورا عن التدخين وشرب الكحوليات". وطالب التهديد بأن يتنازل زوجها الكاتب سعيد شعيب عن الدعوى القضائية التي رفعها ضد المرشد العام للإخوان المسلمين السابق مهدي عاكف، التي اتهمه فيها بسبه وقذفه علناً في إحدى الفضائيات المصرية. ولوحظ أن الخطاب يحمل "لوجو" أو شعار هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن إسلام عزام أكدت" أنها حتى هذه اللحظة لا تعرف هوية هذه الجماعة ولا تستطيع أن تتهم أحداً من تيارات الإسلام السياسي التي ظهرت على الساحة الآن، ولكنها ستتقدم ببلاغ إلى النائب العام المصري بهذا الخطاب بعد غدا الاثنين. كما أكدت أنها ستنظم تظاهرة احتجاجية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني ضد الحكومة المصرية لتراخيها عن عدم تحديد موقف واضح من مثل هذه التهديدات التي تشكل خطورة على المجتمع المصري كله وعلى الجماعة الصحفية المصرية. وقالت عزام: إن هذا الخطاب يعد نوعاً جديداً من أشكال الهجوم على الإعلاميين المصريين، الذين يعارضون التيار الإسلامي، وقد سمعت أن تهديدات أخرى قد وصلت إلى الكاتب عادل حمودة وعبدالحليم قنديل، والكاتبة عفاف السيد، وكشفت أن ما يزعجها هو أن النظام السياسي في مصر ليس له موقف واضح من مثل هذه التهديدات، لا بالرفض ولا حتى التحقيق في مصدر هذه التهديدات أو حتى القبول بها. وبدوره قال الكاتب الصحفي سعيد شعيب، المعروف بتوجهاته الليبرالية، زوج الصحفية إسلام عزام ل"العربية.نت": "إن هذا الخطاب يؤكد أن المناخ العام في مصر الآن يساعد على المبادرات الفردية للتطرف المرتبط بالعنف، والدليل على ذلك أننا لو رجعنا إلى تصريحات وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم حينما علق على مقتل شاب السويس على أيدي أفراد من هذه الجماعة، لوجدنا أنه قال وقتها "لو قال لهم الشاب آسف لما حدث ما حدث". وتابع قائلاً إن هذا الموقف غير الرادع من قبل مسؤول أمني في مصر يشجع على مثل هذه المبادرات الفردية، لما يسمى بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ورأى شعيب "أن التهديد في حد ذاته لا يعنيه ولكن الخطورة في أن المناخ السياسي في مصر يشجع على ذلك، فحتى الآن مثلا لم يتم اتخاذ إجراء قانوني ضد الداعية وجدي غنيم، الذي كفر معظم الكتاب المصريين، كذلك لا يتم اتخاذ إجراء قانوني ضد تكفير الكتاب والإعلاميين على منابر خطباء المساجد وانتهاك الخصوصية على الفضائيات نموذج قضية إلهام شاهين مع الداعية عبدالله بدر. ويضيف شعيب "أنه وسط عدم اتخاذ مواقف قانونية رادعة ضد هذه التجاوزات نجد أنه في نفس الوقت تتم محاكمة المدونين والكتاب بقوانين مبارك تحت زعم إهانة الرئيس، فما يحدث الآن في ظل حكم الإخوان استخدام قوانين مبارك لحبس معارضي الرئيس مبارك. وعما إذا كان لخطاب التهديد علاقة بالإخوان خاصة أن الخطاب يطالب شعيب بالتنازل عن الدعوى التي رفعها ضد مهدي عاكف، فلفت إلى أنه لا يستطيع أن يجزم، لكنه شدد على حالة التراخي من قبل "دولة الإخوان"، بحسب وصفه، في التصدي لحوادث التطرف مثل التراخي عن طرد المسيحيين من منازلهم في أكثر من مكان والتعدي على الحريات الشخصية في الفضائيات حتى ولو بالبيانات الروتينية.