أعلنت السلطات الأمنية مساء اليوم الخميس حظرا للتجول في مدينة تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، شمال غرب بغداد. جاء ذلك في أعقاب هجوم مسلح استهدف سجن التسفيرات بالمدينة قام خلاله مجهولون بتهريب عدد من المساجين، وقتل وجرح 12 من عناصر الشرطة. وقالت مصادر أمنية إن حظر التجول في المدينة تم إعلانه حتى إشعار آخر، كاشفة عن معلومات تشير إلى هروب عدد غير محدد من السجناء الى المنازل المجاورة. كما تحدثت المصادر ذاتها عن وقوع اشتباكات بين عناصر الشرطة وعناصر مسلحة داخل الأزقة في المناطق المحيطة بالسجن، أثناء محاولة قوات الأمن القبض على المهاجمين والسجناء الهاربين. وتتردد أنباء غير مؤكدة عن إصابة مدير السجن العميد ليث السكماني في الهجوم واحتجازه كرهينة داخل السجن، دون أن تُعرف الجهة المحتجزة له وهل هم من المهاجمين أم السجناء. وسادت حالة من الذعر بين المواطنين في تكريت ، وكانت قوة كبيرة من الجيش والشرطة بمحافظة صلاح الدين وصلت إلى مكان الحادث يرافقها تعزيزات أمنية من قيادة عمليات سامراء للسيطرة على الوضع وحفظ الأمن في تكريت. وبحسب المصادر الأمنية، بدأ الهجوم على سجن تسفيرات تكريت مساء اليوم بتفجير سيارتين مفخختين بشكل متعاقب عند بوابة السجن القريب من مبنى محافظة صلاح الدين، وسط تكريت، فيما اشتبك مسلحون مجهولون كانوا يرتدون زي الشرطة مع حراس السجن، وتمكنوا من تهريب معتقلين لم يعلن عن عددهم بعد، وما إذا كان من بينهم شخصيات معروفة. وتسعى قوات الأمن حالياً إلى اعتقال المجموعة المسلحة المتورطة في الحادث التي لم يُعرف بعد عدد أفرادها ولا الجهة التي ينتمون إليها. يشار إلى أن سجن تسفيرات تكريت يعد واحدًا من المعتقلات التي تمارس فيها إجراءات تعسفية ضد المعتقلين، بحسب ما تقول مصادر حقوقية ومعارضة عراقية؛ حيث شهد العديد من الاشتباكات بين نزلائه وحرّاسهم بسبب سوء المعاملة. وأعلنت قيادة شرطة محافظة صلاح الدين في ال19 من الشهر الحالي عن إحباط محاولة لهروب سجناء من داخل سجن تسفيرات تكريت الذي يكتظ بالمئات من المعتقلين. وكان عدد النزلاء بهذا السجن يقترب من ال900 نزيل، قبل أن تقرر الجهات المسئولة توزيع أعداد من هؤلاء النزلاء على سجون أخرى إثر أعمال شغب اندلعت خلال العام الماضي. وتكررت في العراق في الفترة الأخيرة عمليات فرار لسجناء بعضهم محكوم عليه بالإعدام، وبخاصة في بغداد والبصرة والموصل وتكريت وكركوك.