قال مسؤول عسكري أمريكي يوم الجمعة إن آخر مجموعة من تعزيزات القوات في أفغانستان ، التي أمر بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل ثلاثة أعوام، سُحبت من البلاد وعاد الوجود الأمريكي إلى مستوياته السابقة التي كانت تبلغ 33 ألف فرد. كان الغرض من هذه الزيادة في القوات الأمريكية هو دعم الجهود للتصدي لحركة طالبان وافساح المجال امام قوات حلف شمال الاطلسي لتعزيز قدرات الجيش الافغاني الى المستوى الذي يكون فيه قادرا على تولي مسؤولية الأمن في افغانستان ومن ثم سحب القوات الغربية في نهاية الأمر. وكانت القوات الأمريكية قد قامت بنقل آلاف المركبات العسكرية من أفغانستان إلى الولاياتالمتحدة كجزء من عملية سحب ثلاثة وعشرين ألف جندى بحلول الثلاثين من سبتمبر الحالي، وسيبقى ثمانية وستون ألف جندى أمريكى فى أفغانستان "لمحاربة المسلحين"، والمساعدة فى إعداد القوات الأفغانية لتولى المسؤولية الأمنية. وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما قد بحث ونظيره الافغاني حميد كرزاي الاربعاء ، في محادثة عبر الفيديو، الاجراءات التي اتخذت لوقف الهجمات التي تستهدف جنود حلف الاطلسي ويشنها افغان يرتدون زي الجيش والشرطة، كما اعلن البيت الابيض. وذكر بيان "أن الرئيسين بحثا جملة ملفات بينها الجهود المبذولة للحد من الهجمات واهمية مواصلة تشجيع ضبط النفس واللاعنف" حيال الفيلم المسيء للاسلام الذي اثار اعمالا دامية في العالم العربي والاسلامي. وجاءت المباحثات الأمريكية - الأفغانية بعد تأكيد صادر عن البيت الابيض "انه من غير الوارد تعديل الجدول الزمني للانسحاب من افغانستان الذي ينص على نقل تام للمسؤوليات الامنية الى القوات الافغانية من الان وحتى نهاية 2014 ، وذلك على الرغم من دعوة اعضاء نافذين في مجلس الشيوخ الى تجميد هذه العملية امام تصاعد "الهجمات من الداخل". واوضح المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان "الرئيس باراك اوباما يعتقد انه من الضروري جدا مواصلة نقل المسؤوليات الى الافغان وبعد عشر سنوات واكثر من الحرب في افغانستان، حان الوقت لانهاء هذه الحرب ونقل المسؤوليات الامنية تدريجيا الى الافغان". ويأتي الإعلان الأمريكي بعد أيام من إعلان حلف شمال الأطلسي تقليص حجم العمليات التي ينفذها بالتعاون مع جنود وعناصر شرطة أفغانيين. وكان الحلف قد أعلن مقتل 51 جندياً من قواته منذ بداية العام الجاري على أيدي عناصر القوات الأفغانية أو مسلحين يرتدون لباس الجيش والشرطة الأفغانيين. وكانت طالبان قد تبنت الهجوم النوعي على إحدى أكبر القواعد الأمريكية كامب باستيان ليل الجمعة الماضي ما أسفر عن تدمير ست طائرات على الأرض وإلحاق أضرار جسيمة في أخريين فضلاً عن تدمير بعض حظائر الطائرات ومقتل وجرح عدد من الجنود.