اعلنت شبكة مركز تليفزيون الشرق الاوسط" ام بي سي " انها اتخذت قرارا علي اعلي مستوي بمنع برنامج "انت تستاهل " الذي كان مقررا ان يقدمة الاعلامي اللبناني جورج قرداحي بعد عيد الفطرالمبارك وقالت الشبكة عبر موقعها علي شبكة الانترنت ان المستويات العليا فيها اتخذت هذا القرار " نظرا لمواقف "قرداحي" المؤيدة لنظام بشار الاسد ضد الشعب السوري ومطالبة العادلة في الحرية والكرامة لتصبح وبذلك تصبح "ام بي سي " اول ، جهة رسمية تتخذ اجرائيا عقابيا بحق احد الاسماء التي ورد اسمها في قوائم العار ، التي انتشرت في بعض الدول العربية، وتضم شخصيات اعلاميه وفنية كان لها مواقف منحازة للانظمة العربية الحاكمة ضد الثورات العربية في سوريا ومصر وتونس وكان جورج قرداحي تعرض لحملة إعلامية وشعبية واسعة، من المواطنين السوريين وبعض الصحفيين السوريين ، بسبب مواقفه من الثورة الشعبيه في سوريا، والتي اعتبرت منحازة للنظام وكان قرداحي قد وصف ما يحدث في سوريا ب "المؤامرة الخارجية" وقال في محاضرة ألقاها في مستشفى الأسد الجامعي في دمشق في يوليو الماضي: "ماذا أنجز هذا الربيع العربي المنشود وحقق لمن رحب به وعمل من أجله بصدق وإخلاص، إنه لم يحقق شيئا حتى الآن مما كان يطالب به الشعب، بل إن هذا الحراك لم يكن عفويا أو تلقائيا، بل نشر الفوضى في أنحاء الوطن العربي وأصابه بالشلل" وأضاف في معرض محاضرته: "إن البرنامج الإصلاحي الذي يقوده الرئيس السوري بشار الأسد هو الأقدر على نقل سوريا إلى المستقبل وليس المجهول" وكانت قوائم العار قد انتشرت على مواقع الإنترنت وفيس بوك، بهدف ، توثيق أسماء وصور كل من يقف ضد الثورات الشعبية وينحاز للانظمة ، وكان أشهرها قوائم العار المصرية التي ضمت أسماء فنانين واعلاميين وسياسيين بارزين ووصف الناقد الفني طارق الشناوي قولة أن قرار مجموعة" ام بي سي "ايقاف البرنامج الذي كان مقررا أن يقدمه جورج قرداحي هو قرار صائب، وان نحّيْنا الجانب السياسي وراء اتخاذ القرار، فإن هناك جانبا اقتصاديا يتعلق بالقرار من حق المجموعة أن تفكر فيه وقال طارق الشناوي لشبكة "العربية.نت": "إن شعبية جورج قرداحي قد تراجعت بسبب تصريحاته المناوئة للثوار السوريين، وبالتالي قد يؤثر هذا على نسبة مشاهدة القناة الأمر الذي يؤدي بها الى خسارة اقتصادية، ومن حق القناة أن تدافع عن مكانتها بين المشاهدين" وقال الشناوي "إن جورج قرداحي اتخذ موقفا ضد الثوار ومؤيد لبشار، فعليه أن يتحمل تبعات هذا الموقف فلو انتصر بشار مثلا على الثورة السورية فسيحظى قرداحي بجائزته على هذه التصريحات بقناة فضائية خاصة تحمل اسم جورج قرداحي، أما وأن الثورة ما زالت قائمة فأقل شيء أن يعاقب قرداحي بمنع برنامجه، فعليه أن يتحمل تبعات موقفه سواء كانت تبعات سيئة أو جيدة بالنسبة له". وأضاف الشناوي "وبشكل عام لابد أن يحاسب قرداحي سياسيا على تصريحاته، سواء بمقاطعة برامجه أو منعها من الأساس" وأشار الشناوي الى أن المنع هنا ليس له علاقة بالحجر على حرية الاعلامي أو الفنان بسبب ابدائه رأيا ما في قضية الربيع العربي، ولكنه حفظا لمشاعر الشعوب، فلو نظرنا الى الضحايا الذين يسقطون يوميا في سوريا سنجد أن أقل شيء هو منع برنامج قرداحي، فاذا كان من حقه أن يدلي بدلوه في الثورة السورية فمن حق الشعوب أن تعاقبه سياسيا،فالثوار يموتون من أجل حريتهم وموقفهم السياسي، ومنع برنامج لقرداحي ليس به ظلم له على الاطلاق وعن رأيه في القوائم السوداء التي وضعت لبعض الفنانين المصريين والاعلاميين بسبب موقفهم من الثورة المصرية وهل له تأثير في الساحة الفنية والاعلامية، قال الشناوي: "بالطبع هذه القوائم لها تأثير كبير وفعال، ففي مصر سقط فيلم "طلعت زكريا" الأخير، لأن الشعب قاطعه ولم يذهب الجمهور الى دور العرض السينمائية لمشاهدته، وكذا عادل امام لم يجرؤ على عرض مسلسله "فرقة ناجي عطالله" هذا العام، وسقط أيضا شريط "تامر حسني" الأخير "اللي جاي أحلى"، وهناك المطرب السوري نور مهنا الذي أنزله الجمهور الجزائري من على منصة الغناء رغم أن الجزائر ليس بها ثورة، وكذلك سقطت شعبية جورج وسوف"، بسبب أغنيته المؤيدة لبشار "كلام النت لا بيقدم ولا بيأخر" وأضاف الشناوي "المقاطعة سلاح فتاك بالنسبة لكل فنان أو اعلامي لم يقف منذ لحظات الثورات العربية الأولى ومنذ ولادتها ولفت طارق الشناوي الى أن هناك بعض الاعلاميين والفنانين حاولوا الولوج الى قلوب الثوار بتصريحات مخالفة لما قالوها في باديء الثورة، ولكن الشعوب تعي جيدا أن اللعب على الحبال لم يعد يجدي، فمثلا تصريحات جورج قرداحي الأولى التي هاجم فيها الثوار ثم عاد مؤخرا ليقول إنه يرفض التدخل الخارجي في سوريا وأنه طالب بشار الأسد بسحب الجيش وتنفيذ الاصلاحات رغم هذه النبرة التي تعتبر تراجعا عن موقف سابق الا أنها تصريحات ادانة لجورج وليس قوة له أو لموقفه، القضية أنه اتخذ قرار الانحياز لبشار ضد الثورة ولم يقف مع الثورة منذ مهدها فعليه وعلى كل الفنانين أو الاعلاميين مثله أن يدفعوا الثمن وقال الناقد الفني نادرعدلي لل"العربية.نت": "إن المسألة لا تحتاج في مصر الى صدور قرارات رسمية من أي قناة لمنع من هم في القوائم السوداء من العمل أو منع تواجدهم في ساحة الاعلام، فمجرد اصدار هذه القوائم خطوة نحو المنع وان كان بشكل غير رسمي واضاف "نحن أمام حجم من الفساد خلفه النظام البائد في مصر في كل مناحي الحياة والفن والاعلام والثقافة بشكل عام جزء من الحياة المصرية التي امتلأت بالفساد في عهد النظام السابق، ومن هم على هذه القوائم يحاولون الآن تحسين صورتهم بالظهور مجددا في بعض القنوات الفضائية التي أسستها رأسمالية عفنة كانت مستفيدة من النظام السابق، ومن هذه القنوات مثلا قناتي النهار وسي بي سي"، فمن خلال مشاهدتي لهما لاحظت أن كل من في هذه القوائم السوداء يعمل في هذه القنوات من خلال برامج توك شو أو مسلسلات تحاول تجميل صورة من هم على رأس هذه القوائم مثل تامر حسني وغادة عبدالرازق". ورأي عدلي "أن هذه القوائم تتسلل تسللا الى جماهير الثورة من خلال هذه القنوات لتغسل نفسها وتعيد انتاج نفسها أيضا بما يتوافق مع الثقافة الثورية، ولكن هذه الحيل لن تجدي لأن العمر الافتراضي لهؤلاء الفنانين أو الاعلاميين محدود جدا، وفترته قصيرة وأوراقهم ستحرق، ولكن بعدما نتجاوز هذه المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر وأكد عدلي أن معظم من هم في هذه القوائم غير مدركين للثقافة الثورية التي ستسود، وبالتالي فإن رؤيتهم الثقافية قاصرة، ومن هنا فهم ان تواجدوا اليوم لتطهير أنفسهم مما علق بها فإنهم لن يكونوا متواجدين غدا، ومن هنا فنحن لا نحتاج الى قرار فوقي لمنعهم