وصفت صحيفة "يسرائيل هايوم" تحركات وخطوات الرئيس المصري "محمد مرسي" بالمفاجئة، حيث لم يتوقع أحد منه ان يوقوم بعزل قيادات الجيش فى مرحلة مبكرة ويحصل على صلاحياته بنفسه، مفترضه أن القادة العسكريين أنفسهم لم يخمنوا أنه سيتم إجبارهم على ترك مناصبهم. وأن المفاجأة لم تكن لمن هم داخل مصر فقط، ولكن لجميع الدول ومن بينها إسرائيل. وأشارت إلى أن المفاجئة فى قرارات "مرسي" تكمن فى أنها كسر لقواعد وإفتراضات خاطئة ترسخت خلال الفترة الماضية ، ومن بينها "الجيش المصري" وأنه بأنه القوة المؤثرة وصاحب الشعبية الكبيرة فى النظام المصري ، حيث كان الإفتراض بأنه لا يمكن عزل قادة الجيش المصري بدون رد. موضحة أنه يمكن عزل "قائد" فشل ، لكن لا يمكن عزل أكثر من قيادة والمس بسلطاتهم . وتابعت "يسرائيل هايوم" تقريرها بأن الإفتراض الثالث الذي تم كسره هو الشك في أن يتقبل الشعب المصري هذه الاجراءات، فبالرغم من وجود دعوات لخلع المجلس العسكري لأنهم رأوا فيه إستمرارا لنظام مبارك إلا أنه يوجد الكثرين لم يكونوا ليتقبلوا العزل وسيرونه مرحلة مهمة لتحول مصر لدولة إسلامية يحكمها الإخوان المسلمين ويحكمون سيطرتهم على الدولة المصرية. وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن إفتراضا آخر كان سائدا بأن الرئيس المنتخب لن يستطيع تنفيذ إجراءات إقصاء قادة الجيش فى هذا التوقيت ، فترى أن الرئيس المصري كان لديه خيار الانتظار إلا أن كانت لديه معلومات بمؤامرة من الجيش للإنقلاب عليه وأراد أن يسبقها . ورأت الصحيفة أنه لم يكن من المقنع إلصاق المسئولية فى الحادثة الإرهابية للجنود المصريين فى رفح بقيادات الجيش، فربما تمنحه عزل مدير المخابرات اللواء "مراد موافي" لكن ليس عزل قادة الجيش ، لكن التفسير الذي قدمه "مرسي" أن هذه الإجراءات تمت ل "مصلحة الشعب" وهو أيضا ليس مقنعا . ولفتت إلى أن التحليلات بأن هذه الإجراءات سليمة وأن الجيش يجب أن يعود لثكناته مازالت سابقه لآوانها ، حيث أن مصر مازالت بعيدة عن الديمقراطية . ووفقا لتلك الافتراضات والتقديرات ، فقد كان من المتوقع أن تطول فترة الصراع بين "جماعة الإخوان المسلمين" ومؤيديهم وبين القيادة العسكرية ، حيث بدي أن الجانبين كانا غير مهتمين بالدخول فى مواجهة مباشرة وسيفضلان التوصل لإتفاق بينهما، حيث كان من الطبيعي أن يحتاج "مرسي" إلى تأييد الجيش للقيام بالمهام الصعبة التي ستواجه نظامه، ولهذا فسيبحث عن سبل للتعاون. وكان فى الحسبان إمكانية الدخول فى مواجهات بين الرئيس والجيش لمحاولة كل منهما فرض قوته، لكن كل هذه السيناريوهات بعيدة المدي . ولكن الأنتهاجات الأخيرة للرئيس المصري تبين فكر بصورة مختلفة ، فلربما إفترض "مرسي" أن لديه تأييدا كبيرا جدا من جمهور الإسلاميين عامة - والاخوان خاصة – فى رؤية القيادة العسكرية المخلوعة على أنها استمرار لنظام "مبارك" وأنها ستساعد فى إنجاح هذا الاجراء . وربما يكون أمل فى أن تعلق القيادة العسكرية ،التي عينها بعد إنتخابه رئيسا، به وتؤيد خطواته، ومن المنطقي أن نفترض أنه توقع أن تكون المفاجأة في الاجراء الذي نفذه في مصلحته . وفى نهاية التقرير الإسرائيلي ، قالت "يسرائيل هايوم" أنه يبدو أن "مرسي" قد نجح نجاحا كبير بلا مقاومة ، لكنه من السابق لآوانة أن يتم الحكم بأن الجيش سيسلم بالمساس بمكانته أو بإعادة الأمور للوراء ،ولكن فى كل الأحوال يجب أن نذكر أن "الربيع العربي" لم ينته بعد ، وأن هناك المزيد من المفاجأت التى قد نراها .