وسط أجواء من القلق المتزايد على حرية الرأي، أمر المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام في مصر بإحالة كل من الإعلامي توفيق عكاشة مالك قناة الفراعين، وإسلام عفيفي رئيس تحرير جريدة "الدستور" إلى محكمة جنايات القاهرة.. وقال المستشار عادل السعيد النائب العام المساعد والمتحدث الرسمي للنيابة العامة - في بيان له - إن النيابة قد أسندت إلى توفيق عكاشة تهمة التحريض على قتل الرئيس محمد مرسي، رئيس الجمهورية، والتعدي عليه بالإهانة وتوجيه عبارات تحمل عيبًا لشخصه. كما أسندت إلى إسلام عفيفي قيامه بنشر بيانات وأخبار وشائعات كاذبة في أعداد من جريدة "الدستور" تنطوي على إهانة رئيس الجمهورية من شأنها تكدير الأمن العام وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة وزعزعة استقرار البلاد وإثارة الفزع بين الناس. وأوضح المستشار السعيد أن النيابة قد باشرت إجراءات التحقيق خلال الأيام الماضية في البلاغات العديدة المقدمة إليها من بعض المواطنين في هذا الشأن وما ورد في تحريات الشرطة.. مشيرا إلى أن التحقيقات قد أسفرت عن توافر أدلة قولية ومادية وفنية تؤكد وقوع الجرائم سالفة البيان وارتكاب المتهمين لها. كانت النيابة العامة قد حددت للمتهمين أكثر من موعد لاستجوابهم في التحقيقات إلا انهما رفضا الحضور.. وقال المستشار عادل السعيد إنه تم إرسال ملف القضيتين إلى محكمة استئناف القاهرة لتحديد جلسة عاجلة لنظرهما. وقال يحيى قلاش، وكيل نقابة الصحفيين السابق، إن ما حدث تكميم لأفواه الإعلاميين خلال المرحلة المقبلة، وجاءت البداية بإغلاق قناة "الفراعين"، ثم أعقبها مصادرة أعداد من جريدة "الدستور"، والسبب واحد وهو تجاوزهما في نقد الرئيس المصري. واعتبر قلاش أن النظام السابق كان أفضل من النظام الحالي في تعامله مع الآلة الإعلامية، حيث كان يعطي قدراً من الحرية لمعارضيه، أما في الوقت الحاضر فقد انتقلنا من الاستبدادية إلى حكم الفاشية، مطالباً جميع السياسيين بالتصدي لمحاولات الهيمنة الإعلامية والدفاع عن حرية الصحافة والإعلام والتعبير عن الرأي، متوقعاً مصادرة صحف مثل "صوت الأمة والفجر" وغيرهما من الصحف المستقلة. وأشار الصحفي نبيل زكي، القيادي بحزب التجمع اليساري، الى أن مصر تشهد خطوات لإقامة دولة بوليسية إرهابية تريد تكميم الأفواه ومصادرة الرأي الآخر، وفرض نظام الفكر الواحد والرأي الواحد تمهيداً لفرض نظام الحزب الواحد في صياغة ديكتاتورية جديدة أكثر بشاعة مما سبق، بعدما تخيلنا أننا مقبلون على عهد جديد من حرية الرأي والكلمة والتعبير. وقال الصحفي عبدالله السناوي إن مصادرة "الدستور" وإغلاق "الفراعين" بمثابة هروب من الرئيس المصري محمد مرسي، وبدلاً من إيجاد حل للمشكلات التي يكشفها الإعلام يقرر إغلاق تلك الوسائل التي تثبت عدم تنفيذ برنامجه الانتخابي. ووصف جمال فهمي، عضو مجلس نقابة الصحفيين، جماعة الإخوان المسلمين بأنها تمارس أبشع أنواع الديكتاتورية والتي لم تشهدها مصر حتى في عهد حسني مبارك، وأنهم يكرهون الحريات ولا يهمهم سوى الهيمنة على الحكم.