حمل حزب التحرير المجلس العسكري ورئيس البلاد مسئولية التقصير في حماية جنود الجيش المصرى على الحدود، وتركهم لقمة سائغة، بينما أعداء الله ورسوله متأهبون وعلى أتم استعداد في أي وقت. جاء ذلك فى بيان صدر عن الحزب منذ قليل الذى نعى فيه الحزب ضحايا الجيش المصرى واستنكر استهداف المسلمين تحت اى ذريعة، وحذر البيان من الانسياق وراء اتهام الناس بالباطل، قبل التحقيقات، مطالبا بكشف الفاعلين الحقيقيين وراء هذا الحادث الأليم. كما اتهم البيان الامريكان واليهود بالضلوع فى الحادث، لافتا الى أن اكبر من هذا الحادث هم دولة يهود التي هي أُسّ البلاء في كل ما يصيب مصر من قلاقل واضطرابات في الفترة الأخيرة على حد قول البيان. ولفت البيان الى أن الحل الوحيد يتمثل فى استئصال هذا الكيان من جذوره، وذلك بعد إلغاء اتفاقية كامب ديفيد المشؤومة، وليس كما يُتداول الآن في الوسط السياسي في مصر من الحديث عن مراجعة بنود الاتفاقية فقط، وهذا يعني الدخول مع يهود في مفاوضات جديدة سيكون الأبرز فيها مسألة الترتيبات الأمنية على الحدود، تحت ذريعة حماية الحدود المصرية من الاختراقات الأمنية من الجانب الفلسطيني، بينما الترتيبات ستكون من أجل طمأنة اليهود وحمايتهم. وقال البيان: لقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية - في سياق مقالها الافتتاحي الذي أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت يوم الثلاثاء 7/8/2012" أن اعتراف مسئولين مصريين وإسرائيليين بأن ميليشيات مسلحة أصبحت تستبيح شبه جزيرة سيناء لتشن منها هجمات إرهابية يجب أن يدفع واشنطن لمساندة القاهرة في مهمتها لإعادة السيطرة على شبه الجزيرة المصرية وتأمينها"، مما يعنى زيادة الوجود الأمريكي في سيناء ومن ثَم التنسيق مع دولة يهود لحفظ الأمن في سيناء، وبهذا تكون تلك العملية الإجرامية الأخيرة، وما سبقها من انفلات أمني في سيناء قد أتى أُكُلَه وحقق مبتغاه. وتابع البيان: هذا بالإضافة إلى ما سيترتب على ذلك من إظهار عدم قدرة الرئيس على قيادة البلاد، ومن ثم إفشال ما يسمى "المشروع الإسلامي". ولفت البيان إلى أن ما يحدث الآن في مصر من انفلات أمني، وعدم القدرة على رعاية شئون الناس بشكل صحيح يؤكد ماقلناه وما سنظل نردده دائما أن هذه الحلول الترقيعية التي تسير فيها البلاد الآن لن تغير من الأمر شيئا، وأن الأمر يحتاج إلى تغيير جذري بإقامة الخلافة الإسلامية التي ستوفر الأمن والأمان لأهل مصر، مسلمين وغير مسلمين، ولغيرهم من أبناء الأمة في باقي بلاد الإسلام. جدير بالذكر أن حزب التحرير هو تكتل سياسي إسلامي يدعو إلى إقامة دولة الخلافة الإسلامية وتوحيد المسلمين تحت مظلة الخلافة.. ينظم هذا التكتل السياسي نفسه كحزب سياسيّ ينشط في المجالات السياسية والإعلامية وفي مجال الدعوة الإسلامية وبناءً على منشورات الحزب فإنه يتخذ من العمل السياسي والفكري طريقاً لعمله، ويتجنب ما يسميه "الأعمال المادية" مثل الأعمال المسلحة لتحقيق غايته. تأسس حزب التحرير في القدس مطلع عام 1953، على يد القاضي تقي الدين النبهاني، بعد تأثره بحال العالم الإسلامي إثر سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية في إسطنبول عام 1924. نظم النبهاني جماعته كحزب سياسي وسمى القيادة السياسية في حزب التحرير "الإمارة" يتولاها "أمير الحزب" الذي يتم انتخابه داخلياً طبقاً لآليات حزبية معينة وتكون مدة إمارته غير محدودة.. وكان النبهاني هو الأمير المؤسس، وبقي يقود الحزب حتى وفاته عام. يتخذ حزب التحرير من العمل السياسي والفكري طريقة للوصول إلى غايته، اقتداءً برسول الله محمد - حسب اجتهاد الحزب - أثناء عمله في المرحلة المكية التي سبقت هجرته إلى المدينةالمنورة وتأسيس الدولة الإسلامية فيها. ويتخذ الحزب من البلاد الإسلامية مجالاً لعمله لإقامة دولة الخلافة، ولديه ستة ناطقين رسميين في خمسة بلاد إسلامية، والكثير من الممثلين الإعلاميين. وللحزب انتشار واسع في العالم، وأبرزها فلسطين ولبنان ودول شرق آسيا، وبعض الدول الغربية كالمملكة المتحدة وأستراليا.. والحزب محظور في معظم الدول العربية والإسلامية، وفي ألمانيا وروسيا.