طرق كثيرة للموت صار يملكها هذا الوطن ، ودائما ما يبتكر لنا الجديد !! و لم تكن تلك الحادثة الا إحدى طرق استمتاع هذا الوطن بدم أولاده !! تذكرت هذا المقطع من رواية صديقي الشاب أحمد فكري ( شوية تراب ) وانا أتابع تطورات حادث دهشور والذي لقب اعلاميا بفتنة القميص ... الحادث فردي لكن تطوراته أخذت ابعادا طائفية كعادة اي حادثة يكون احد طرفيها من أقباط مصر .. ردود افعال متباينة أغلبها رافض للعنف و رافض للفتنة مؤكدا على وحدة هذا الوطن وقوة العلاقات التي تربط جميع ابنائه من مسلمين او مسيحيين او بهائيين مؤكدين على أن الوطن للجميع ومشددين على حرية العقيدة ... لكن بعض ردود الفعل والتي يغذيها بكل أسف رجال دين من الطرفين جاءت عنيفة بها الكثير من التطرف الذي يؤكد أن الفتنة الطائفية في مصر لها جمهور يرحب بها ويترصد بالطرف الآخر .... واغرب ردود الأفعال هي ردود افعال هؤلاء الذين يروجون للصور المنتشرة على مواقع التواصل الأجتماعي لمسلمي بورما ويؤكدون ان هناك آلاف المسلمين يتم ابادتهم في تصفية عرقية وعقائدية وكأن هذا الحادث الذي لم تعلن ابعاده الحقيقية في وكالات الأنباء العالمية مبررا لأبادة أقباط مصر ... تعجبت كثيرا من اصحاب تلك النظرة العنصرية للأمور وكيف يوافقون على قتل مواطن مسيحي فقد حياته وتيتم ابنائه من أجل حرق قميص احد المسلمين ؟!!! ... عزيزي المواطن المصري لن أقول لك ان المسلم والمسيحي يد واحدة واننا تربينا معاً وان لا شئ يمكن أن يفرقنا ولا ايا من هذه الاكليشيهات المحفوظة، لكن دعني اقول لك شيئاً بسيطا لعله يجعلك تراجع موقفك من الحداث مرة أخرى او يجعلك تنظر لأخوتك في الوطن نظرة مختلفة .. في بنوك الدم التي نتبرع فيها بدمائنا .. أكياس الدم لا يكتب عليها هذا دم مسلم او دم مسيحي .. لا يكتب عليها بعد التأكد من خلوها من الأمراض غير فصيلة الدم .. يعني ببساطة ممكن جدا مسلم يتم نقل دم مسيحي له والعكس صحيح .. فأرجوكم افهموا ان الذي بينا ليس فقط وطن وتاريخ مشترك .. الذي بينا دم مشترك و لو حاربنا في يوم من الأيام لا قدر الله سنكون يد بيد مسلمين ومسيحيين ضد العدو الخارجي .... أعتقد هذا مبرر كافي يجعلني أهتم بأقباط بلدي اكثر من اهتمامي بمسلمي بورما ... وأخيرا ادعوا الله ان يكفينا جميعا شر الفتنة فالدم كله سواء حرام بأمر الله لا فرق في هذا بين مسلم ومسيحي او بوذي و يهودي ... لقد جاءت جميع الديانات لتحقق السلام على الأرض بين الجميع وللجميع فهل نترك العنف والتحيز والعنصرية جانبا ونتعايش جميعا معاً بسلام بغض النظر عن العقيدة و الأنتماء ..