أصبحت مكاتب التنسيق التابعة للجامعات المصرية، مجرد جهة للإجابة عن استفسارات وتساؤلات الطلب وأولياء الأمور، بعد ان كانت بمثابة بوابة العبور نحو الجامعة. جاء ذلك بعد مابدأت الأسرة المصرية تتقبل فكرة التنسيق الإلكتروني وكيفية استخدامه سواء كان ذلك من خلال شبكة الإنترنت الخاصة أو من خلال الشبكة التي توفرها الجامعات في معاملها الخاصة. وفي جولة ل "المشهد" داخل مكاتب التنسيق ومعامل كلية الهندسة المتاحة لتسجيل بيانات الطلاب، رصدت بعض العقبات التي واجهتهم أثناء عملية التقديم الإلكتروني، كما وجدت فئة قليلة مازالت متخوفة من عملية التنسيق الإلكتروني لذا فضلت التوجه إلى مكتب التنسيق والتقديم من خلال الشباك المخصص لذلك. من ناحية أخرى، شهدت المقار الخاصة بالتنسيق التقليدي هدوءًا نسبيًا في عدد الطلاب الذين فضلوا التقدم عبرها تخوفًا منهم من الطرق الحديثة والإليكترونية في التقديم، في حين تزايد أعداد الطلاب الذين قاموا بالتقديم من خلال موقع وزارة التربية والتعليم على شبكة الإنترنت من أجل الاستفسار عن مدى صحة ما قاموا بفعله حيث أن التخوف من عدم تسجيل الرغبة مازال السمة الغالبة على معظم الطلاب رغم مرور عدة أعوام على استخدام التنسيق الإليكتروني. في البداية، يقول الطالب محمود حسين والذي سيقوم بالتقديم خلال المرحلة الثانية إنه حرص على التواجد داخل مكاتب التنسيق للتأكد من كيفية استخدام شبكة الإنترنت في التسجيل حتى لا يقع في أخطاء أثناء كتابة الرغبات، مشيرًا إلى التنسيق الإلكتروني من أفضل الوسائل للتقديم إلا أن التخوف منه مازال قائمًا لدى البعض وخاصة أولياء الأمور الذين طلبوا منه التوجه إلى المكتب زيادة في الاطمئنان. ويضيف أن التنسيق الإليكتروني به العديد من المزايا التي تمكن الطلاب من كتابة الرغبات في أي مكان سواء كان داخل المعامل التابعة للجامعة أو خارجها فضلاً عن إمكانية التعديل في هذه الرغبات خلال فترة كل مرحلة، وذلك على النظام الورقي القديم والذي كان يلتزم فيه الطالب بشراء مظاريف خاصة بالتنسيق من المكتب وما يصاحب ذلك من أخطاء سواء في لصق الطوابع أو كتابة البيانات فالمسألة أصبحت أكثر مرونة من خلال أجهزة الكمبيوتر والتي من خلال ضغطة واحدة يمكن إزالة الأخطاء وإدخال البيانات الصحيحة. ويشير إلى أن التنسيق الإلكتروني مازال غير منظم داخل مصر حتى الآن، حيث أن المخاوف من عدم تسجيل البيانات أمر يؤرق كل أسرة مصرية لديها طالب بالثانوية العامة، وهذه المخاوف لا تختفي إلا بظهور النتيجة والتأكد من أن البيانات تم وصولها للجامعات. بينما أكد الطالب أحمد محمد، أن المعامل التابعة للجامعات والتي تتيح إمكانية التقدم من خلال شبكة الإنترنت هي أفضل الحلول للخروج من أزمة تخوف الأسر المصرية حيث يشرف على هذه العملية وإدخال الرغبات متخصصون في علوم الحاسب ولديهم الخبرة الكافية للتعامل مع أي مشكلة قد تواجه الطالب أثناء التسجيل الإليكتروني، مضيفًا لن يتبع النظام القديم في التقديم ولكن مازالت هناك بعض الأخطاء في البيانات المخزنة بأجهزة الحواسب، فهذه المشكلة تعرضت لها شخصيًا أثناء تسجيل رغباتي فجاءت بياناتي بها بعض الأخطاء ولكن المختصين بالجامعة استطاعوا التغلب على هذه المشكلة وتعديل بياناتي الشخصية. ويضيف أنه لم يكن يتمكن من ذلك وتفادي تلك المشكلة إذا قام بتسجيل رغباته من خلال جهاز الحاسب الشخصي، قائلاً أن المخاوف من التنسيق الإليكتروني في تناقص مستمر فكل عام تزداد الشريحة التي تقوم بالتسجيل الإليكتروني عن العام السابق له. ويؤكد أن أخطاء البيانات تكررت مع زملائه أيضًا ولكنه نصحهم باللجوء إلى المعامل التابعة للجامعة حتى يمكنهم مساعدته وتفادي تلك الأزمة. وتقول الطالبة دعاء صلاح والتي توجهت إلى مقر مكتب التنسيق برفقه صديقتها الطالبة نورهان السيد، إنها واجهت مشكلة في التنسيق خاصة بالخطوة الأولى في تسجيل الرغبات حيث أنها عندما بدأت بإدخال البيانات تأتي الخطوة الأولى ليطلب منها إدخال رقم الجلوس الخاص بها والرقم السري إضافة إلى رقم تأكيدي ثم تضغط على الخطوة التالية لإتمام باقي الخطوات إلا أنها بالضغط على زر الخطوة التالية تظهر لها رسالة تفيد بأن رقم الجلوس الخاص بها خطأ ولا يمكنها بالتالي الانتقال للخطوة التالية، موضحة أن هذه الرسالة تكررت مرات عديدة معها الأمر الذي أثار غضبها ولكنها توجهت إلى مكتب التنسيق لتجد الحل بأنه يجب عليها تسجيل الرغبات من متصفح "الانترنت إكسبلور" فقط حيث أن طلبة كلية الهندسة أصحاب هذه الفكرة قد برمجوا التنسيق بحيث لا يتعامل مع متصفح آخر غيره.
وتضيف أن مثل هذه الأمور البسيطة يجب أن تكون مدونة على المواقع الإلكترونية كمعلومات إرشادية يمكن للطلاب من خلالها الاستفادة في حل المشاكل التي تواجههم دون الاضطرار إلى الذهاب إلى مقار مكتب التنسيق، مشيرة أنها جاءت من مكان بعيد وخاصة وأننا في شهر رمضان. وتوضح زميلتها نورهان السيد أن ترتيب الرغبات يجب أن يكون وفقًا للتوزيع الجغرافي وهذا الأمر صعب تنسيقه خاصة وأنه لا يوجد معلومات تفيد كيفية ترتيب الرغبات بهذا الشكل المطلوب، مضيفة أنه فيما عدا ذلك لم تواجهها أية مشاكل ولكنها جاءت للمكتب بحيث يطمئن قلبها. ويرى الطالب محمد جمال أن قيام معامل كلية الهندسة بتعليق كشوف بأسماء الكليات المتاحة لكل شعبة من العلمي أو الأدبي يعد خطوة جيدة ساهمت في كتابة الرغبات بشكل أكثر سهولة على عكس التقديم الإليكتروني والذي لا يستطيع الطالب من خلاله الاختيار فيما بين الكليات بحرية مطلقة. ويضيف أنه قام بإدخال رغباته من خلال شبكة الإنترنت الخاصة به وعند الانتهاء من التسجيل والوصول إلى الخطوة الأخيرة وهي خطوة طباعة البيانات لم يتمكن من طباعته وعندما قام مرة أخرى بالدخول لطباعتها وجد أن رقم الإيصال قد تغير الأمر الذي جعله يتجه إلى أحد المعامل للتأكد من تأثير تغيير رقم الإيصال على رغباته. أما هناء سعيد الموظفة بوزارة الصحة - وإحدى أولياء الأمور - فتقول إن نجلها سيقوم بالتقديم من خلال إحدى معارفها والتي لديها الخبرة الكافية بالتعامل مع مواقع الإنترنت بحيث لا تقع في أية أخطاء أثناء عملية تسجيل الرغبات، ولكنها توجهت لمكتب التنسيق بحيث تقوم بالاستفسار عن بعض الشروط الخاصة بالكليات حيث أن تلك الشروط غير متوافرة على المواقع الإليكترونية. وتضيف هناء أنه على الرغم من الوعى بالتنسيق الإلكترونى إلا أن بعض الأهالى مازالوا يتخوفون منه، ولكنها تؤكد أنها قامت بكتابة الرغبات في العام الماضي من خلال الإنترنت لابنها الآخر والذي كان في الثانوية العامة ولم تذهب إلى الجامعة إلا بعد ظهور النتيجة وذلك من أجل تقديم الأوراق المطلوبة في الكلية فقط. وتشير إلى أن توفير الوقت والجهد وخاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة الحالية من أهم مزايا التنسيق الإليكتروني، هذا بالإضافة إلى إمكانية تعيد تلك الرغبات في أي وقت غير أنها لا تفضل قيام الطلاب بتعديل رغباتهم كثيرًا حتى لا يحدث أخطاء فيها. بينما حنان الهمشري مدرسة لغة عربية وأحد أولياء الأمور تصيبها حالة من الغضب حيث أنها تعيش بدولة الكويت وكانت سعيدة جدًا بفكرة التنسيق الإليكتروني حيث ستقوم بإدخال البيانات من خلال مواقع الإنترنت ولا تعود إلا بعد ظهور النتيجة لتقديم الأوراق المطلوبة ولكنها فوجئت بأن المواقع تفصل كثيرًا أثناء إدخال البيانات، مطالبة بضرورة توفير مواقع وإيميلات يمكن من خلاله متابعة الجامعات والتأكد من إدخال البيانات بالصورة الصحيحة فضلاً عن تطوير التواصل فيما بين أولياء الأمور والجامعات بدلاً من الذهاب إلى المقر. وتضيف أنها قامت بالعودة إلى مصر بعد أن تعثرت في تسجيل الرغبات من خلال التنسيق الإليكتروني لتقوم بالتسجيل من داخل أي جامعة. أما أية عز العرب – عضو اتحاد الطلاب بكلية الهندسة - والتي تواجدت أمام مدرج التنسيق الإلكتروني لإرشاد الطلاب وأولياء الأمور ومساعدتهم على حل أي عقبة تواجههم، تؤكد على أن كل من يأتي إلى الجامعة لتسجيل بياناته ليس من لا يمتلك شبكة إنترنت بمنزله فقط ولكن المتخوفين هم الشريحة الأكثر حرصًا على التواجد بمعامل الكليات بحيث يتفادوا أية أخطاء من الممكن أن تحدث أثناء تسجيل الرغبات حيث يقوم مهندسون من الكلية بكتابة وتسجيل الرغبات بعد أن يقوم الطالب بتسجيل رغباته في ورقة خارجية. وتشير إلى أن الأخطاء التي حدثت في أرقام الإيصال الذي يظهر في الخطوة الأخيرة من التسجيل ناجمة عن تكرار الطالب في الدخول بعد إنهاء خطواته، مشيرة إلى أن رقم الإيصال الأخير هو الذي تعترف به الكلية وليس له تأثير تمامًا على رغبات الطالب. من جانبه أكد الدكتور رضا مسعد السعيد رئيس قطاع التعليم بوزارة التربية والتعليم ان الوزارة لم تصلها أية شكاوى من أولياء الأمور مشيرا إلى أن الوزارة ليست هى المسئولة عن التنسيق الالكتروني مؤكدا على أن وزارة التعليم العالي هى المسئولة عن تنسيق قبول الجامعات. مشاكل التنسيق الإلكترونى. مشاكل التنسيق الإلكترونى مشاكل التنسيق الإلكترونى.. مشاكل التنسيق الإلكترونى....