شاومينج اسم فرض نفسه على مصر كلها شعبا ورئاسة وحكومة ومؤسسات وأجهزة أمنية ورقابية عندما قام بزيارة غير رسمية طاف خلالها مصر كلها بمدنها وقراها ونجوعها وشوارعها وحواريها ومدارسها ....ظهر الاسم وبرز بقوة مع بدء امتحانات الثانوية العامة تلك الشهادة المفصلية التى تحدد مستقبل اولادنا وهل سيدرسون ما يحبون ام سيدرسون والسلام وهل سيدخلون جامعات حكومية ام سيدخلون جامعات خاصة ويدفعون دم اهلهم من اجل تعليم يعلم الله وحده هل سيفضى الى وظيفة ام لا....من غير المعروف أن كان شاومينج اسما صينيا أو يابانيا ومن غير المعروف معناه.... شاومينج أصبح مثل الشبح الذى يظهر ويختفي فجأة...وأصبح مثل سوبرمان الذى يطير فى السماء ويلتقط الطلاب قبل السقوط...وأصبح مثل آرسين لوبين اللص الذى يساعد الفقراء غير أن شاومينج يساعد فقراء الفهم والذكاء فضلا عن فقراء الطلاب الذين لم تسمح لهم امكانياتهم بالحصول على دروس خصوصية أو سمحت لهم بها على يد مدرسين فرز ثالث ورابع وخامس... شاومينج بيغشش ثانوية عامة...هكذا أعلنها شاومينج بكل صراحة وتحدى وعلى قارعة الفيسبوك....شاومينج لم يكتف بالكلام والوعد فقط بل نفذ ونجح فى نشر امتحان اللغة العربية بعد ربع ساعة فقط من بدء الإمتحان مشفوعا باجابات نموذجية خلاصة الخلاصة كما نجح فى تسريب امتحان الدين الذى تم تأجيله كما فعلها مع امتحان اللغة الانجليزية....شاومينج نجح فى اختطاف الثانوية العامة...شاومينج أعلن شروطه لإطلاق سراح الثانوية العامة ورهائنها من أول وزير التربية والتعليم مرورا بكل الأجهزة المسئولة عن تأمين الامتحان....مطالب شاومينج تبدو منهجية وعقلانية...إعادة الاعتبار للمعلمين ورد كرامتهم عليهم....إصلاح المناهج.....الفاء الحشو....القضاء على الدروس الخصوصية بصورة تامة. فمن يكون شاومينج بناء على مطالبه تلك؟!السؤال أصعب من كل أسئلة الثانوية العامة التى سربت والتى لم تسرب...البعض يقول انه من كبار مسئولى وزارة التربية والتعليم.....والبعض يقول انه أحد أولياء الأمور الذين عانوا مرارة الأيام بسبب الثانوية العامة....والبعض يقول شاومينج من أهل الشر الذى يتآمرون على كل شيء بدءا بسعر الدولار ومرورا باسعار الأرز والبانيه ووصولا إلى الثانوية العامة الحدث الأكثر أهمية وإثارة للبيوت المصرية. ليس المهم من يكون شاومينج فالمؤكد انه يكشف مدى الهشاشة والسيولة التى اصابتنا وجعلتنا نغض الطرف عن منظومة تعليمية هيكلية(كده وكده) قوامها مدارس لا تعلم وهذا ما ينطبق بنسبة تكاد تصل ل 100%لطلاب الثانوية العامة وكتب مدرسية لا تفتح ومعلمين يظهرون مهاراتهم في المراكز(السناتر)والبيوت....شاومينج أثبت بما لا يدع أى مجال للشك أن مقولة (كله تمام)ومقولة (كله تحت السيطرة) التى تتردد كثيرا على السنة المسئولين ليس محل من الإعراب أو الصحة. شاومينج يدعونا للتفكير بإخلاص فى أحوال التعليم وفلسفة التعليم فى بلدنا وفلسفة الامتحانات ....شاومينج يدعونا لترشيد تصريحاتنا التى تقول كله تحت السيطرة وتعليمنا الأفضل....شاومينج يدعونا لنكون أكثر تواضعا. المشهد .. لاسقف للحرية المشهد .. لاسقف للحرية