سواء اتفقت أو اختلفت مع السياسى البورسعيدى المخضرم البدرى فرغلى فأنت لا تملك إلا أن تحبه وتحترم حماسه واخلاصه وتجرده...شخصياً أحببت البدرى فرغلى منذ سنوات بعيدة وأنا أراه يصول ويجول تحت قبة البرلمان وازداد حبى واحترامى له عندما عرفت من صديق بورسعيدى من أبطال حرب اكتوبر-لا أشك لحظة واحدة فى صدق كل كلمة يقولها-أن البدرى فرغلى بسيط جداً لم يسع للحصول على أية مكاسب من عمله السياسى، ويتنقل مثل عدد كبير من أبناء المدينة الباسلة على دراجة هوائية(عجلة) والكل يناديه يا بدرى بدون ألقاب لا (بك)ولا(باشا)ولا(سعادة النائب) واخبرنى صديقى أن أى انسان فى بور سعيد لديه طلب ما عليه إلا أن يذهب لبيت البدرى فرغلى وينادى(يا بدرى) والبدرى يجيبه ببساطة...وإذا كان الأمر يتطلب السفر للقاهرة سأله البدرى هل معك سيارة وإذا كانت الإجابة لا فالبدرى لا يغضب ولا يشترط إحضار سيارة ويقول على بركة نلتقى غدا صباحا على محطة الأتوبيس. البدرى فرغلى هذا السياسى المخضرم الذى يمكن أن نطلق عليه وبدون أدنى مبالغة المناضل لم يعد عضوا فى البرلمان وأعطى كل وقته وجهده لقضية أصحاب المعاشات بصفته رئيس جمعية أرباب المعاشات واحد الذين يعانون من البون الشاسع والفارق الهائل بين المرتب وقت أن كان فى الخدمة والمعاش وقد بلغ الكبر،قضية البدرى فرغلى هى أين ذهبت أموال المعاشات ولماذا لا تنفق على أرباب المعاشات ولماذا لا يحصلون منها سوى على أقل القليل الذى لا يسمن ولا يغنى من جوع ولا يكفى لدواء يعالج الأمراض المزمنة التى يعانى منها معظم أصحاب المعاشات. البدرى فرغلى ووسط كل دعوات الإفطار الرمضانية دعا الى اغرب افطار لأصحاب المعاشات فى ميدان طلعت حرب اسماه(إفطار العيش الحاف) للتعبير عن حال أصحاب المعاشات...البدرى جدد مطالبه المشروعة برفع الحد الأدنى للمعاش ورفع قيمة المعاش الذى يصل فى بعض الدول العربية إلى ما يزيد عن 80% من إجمالى ما كان يتقاضاه الإنسان قبل إحالته للتقاعد(فى مصر لا يتعدى المعاش ربع المرتب وقت الخدمة) نعم نقدر الظروف الاقتصادية الدقيقة ولكن على الدولة أن تتعامل مع أرباب المعاشات باعتبارهم الأولى بالرعاية والأولى بزيادة مخصصاتهم.... فاصحاب المعاشات تحسبهم أغنياء من التعفف ولا يصح أن يسألوا الناس الحافا. المشهد .. درة الحرية المشهد .. درة الحرية