قال خبراء ومحللون سياسيون إن حذف الأممالمتحدة اسم التحالف العربي من قائمة انتهاكات حقوق الأطفال في اليمن، يعتبر “انتصارًا” للدبلوماسية السعودية في أروقة المنظمة الدولية. وكانت الأممالمتحدة قد أدرجت في وقت سابق اسم التحالف العربي في قائمة الانتهاكات هذه، ما أثار غضبًا في السعودية، التي تقود التحالف. لكن المنظمة الدولية تراجعت عن قرارها.
وأضاف الخبراء، في تصريحات صحافية، أنه “عندما صدر قرار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بشأن إدراج التحالف في قائمة الجماعات والدول التي تنتهك حقوق الطفل، لم يكن أحد يتوقع أن تتراجع المنظمة الدولية عن قرارها بهذه السرعة وبتلك الكيفية؛ لكن ما كان يبدو مستحيلًا أصبح واقعًا”.
وأشاروا إلى أن “الغضب السعودي على المنظمة الدولية اتخذ شكلًا تصاعديًا، بدأ بردٍ من المتحدث العسكري باسم التحالف أحمد عسيري، اتهم فيه الأممالمتحدة بالتناقض، لأنها لا تعترف بشرعية انقلاب الحوثيين واستيلائهم على السلطة، وفي نفس الوقت تتعامل معهم وتخاطبهم بمراسلات رسمية. ورأى أن هذه الخطوة تمثل رسالة سلبية لمحادثات السلام في الكويت”. وانتهى هذا الغضب بمطالبة جماعية من دول الخليج والدول الأعضاء في التحالف العربي، بشطب التحالف من القائمة.
وتابعوا أن “الحملة التي قادتها الرياض ضد قرار كي مون، عُززت بنشر خطاب رسمي من مكتب المنظمة الدولية في صنعاء إلى القائم بأعمال وزير الخارجية المعين من قبل الحوثيين، يتضمن المطالبة بتزويد المنظمة الدولية بمعلومات عن الانتهاكات التي طالت الأطفال أثناء المواجهات”.
ورأى الخبراء أنه “في الوقت الذي يشكل فيه تراجع كي مون عن الخطوة، انتصارًا إضافيًا للسعودية، فإنه يلقي بظلال من الشك حول صدقية المنظمة الدولية والتقارير التي تصدر عنها؛ لأنها الجهة الأكثر حضورًا في اليمن طوال الحرب، ولديها فرق ميدانية تعمل في الشؤون الإنسانية”.
وأضافوا أن “ما حدث يشكل أيضًا انتكاسة للحوثيين وأتباع المخلوع علي عبدالله صالح، ويؤكد لهم أن الرياض لا تزال تحظى بنفوذ قوي على الصعيدين المحلي والدولي، يصعب على الحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح، التأثير عليه، مهما ظهر لهم من تعاطف بعض الأطراف الدولية أو المنظمات الحقوقية”.
وقال متحدث باسم الأممالمتحدة، الثلاثاء، إن كي مون رفع اسم التحالف العربي من قائمة سوداء بشأن حقوق الأطفال، انتظارًا لمراجعة بشأن الضحايا الأطفال في اليمن.
وتعليقًا على ذلك، قال مندوب السعودية في الأممالمتحدة، عبدالله المعلمي، إن “المنطق والحجة والمعلومات، كانت كفيلة بتصحيح قرار بان كي مون”، مشيرًا إلى أن “رفع اسم التحالف عن القائمة نهائي ولا تراجع عنه من الأممالمتحدة”.