لو أردنا اختيار أكثر شخص كان مؤثراً في تاريخ نادي ريال مدريد فالاختيار سيقع على سانتياجو برنابيو بلا أدنى شك، فهو الرئيس الذي وضع النادي على القمة وجعله واحد من أفضل أندية التاريخ إن لم يكن أفضلهم، لذلك كان من المنطقي أن يتم تسمية ملعب الفريق باسمه بعد كل الإنجازات التي حققها سواء عندما كان لاعباً أو رئيس للنادي. سانتياجو برنابيو ولد عام 1895 وانضم إلى نادي ريال مدريد عندما كان في سن 14 عام، حيث كان يشارك مع فريق الناشئين في ذلك الوقت في مركز رأس الحربة، وخاض أول مباراة رسمية له في سن 17 عام وقضى بعدها 16 موسم في صفوف الفريق الأول وتمكن من تسجيل 76 هدف من 74 مباراة خاضها، وأعلن اعتزاله ممارسة كرة القدم عام 1927.
بعد الاعتزال قرر سانتياجو برنابيو إكمال دراساته في الحقوق وعاد إلى النادي بعد ذلك فاستلم منصب المدير الرياضي ونائب رئيس النادي كما أنه درب الفريق في أكثر من فترة أيضاً بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وساهم في إعادة بناء النادي في ظل المخلفات التي تركتها الحرب من تدمير المنشآت وما شابه ذلك.
وفي عام 1943 تم انتخاب سانتياجو برنابيو رئيساً لنادي ريال مدريد ومن هنا بدأ تاريخ النادي الحقيقي، وكانت أولى مشاريعه بناء ملعب ضخم يتسع ل120 ألف متفرج تحت مسمى “تشامراتن”، وتم افتتاحه بالفعل في عام 1947 خلال مباراة ودية مع بيلينسش البرتغالي.
سانتياجو شكل فريق لا يقهر في فترة الخمسينيات والستينيات، فكانت ضربته الأولى التعاقد مع الأسطورة الأرجنتينية دي ستيفانو الذي حصل على لقب البيتشيتشي في 5 مناسبات على التوالي، من ثم تبعها بصفقات كبيرة أخرى مثل بوشكاش وخينتو وكوبا وميجيل مونوز والذين حققوا 5 ألقاب في دوري أبطال أوروبا على التوالي.
وكان سانتياجو من المساهمين في تأسيس بطولة دوري أبطال أوروبا، حيث اجتمع بفندق في باريس مع جابرييل هانوت صحفي في صحيفة ليكيب والذي كان صاحب الفكرة التي كانت تتمحور حول تأسيس بطولة تضم كبار الدوريات الأوروبية الكبرى وكان معهما جوستاف زفين وبيدراقنان، وتم اقتراح الفكرة على الاتحاد الأوروبي ووافق عليها رغم عدم اقتناعه بشكل كامل.
وأثناء ولايته كرئيس للنادي الملكي من عام 1943-1978 حقق الفريق إنجازات عظيمة، حيث فاز بلقب دوري أبطال أوروبا في 6 مناسبات 5 منها على التوالي، بالإضافة إلى 16 لقب في الدوري الإسباني، و6 ألقاب في كأس ملك إسبانيا، عدا عن الإنجازات التي حققها مع فريق كرة السلة الذي توج ب19 لقب خلال فترة تواجد كرئيس للنادي.
وتوفي سانتياجو برنابيو عام 1978 قبل انطلاق كأس العالم في الأرجنتين بأيام قليلة، وفي المباراة الافتتاحية وقف اللاعبون دقيقة حداد على رحيله بعد الإنجازات الكبيرة التي حققها في عالم كرة القدم.
