لا أحتاج للاغنيات التى تغازل القلب حتى اتذكرها، ولا احتاج للتكثيف الاعلامى الذى يسبق عيدها حتى اتذكرها،فالحقيقة اننى لا اتذكرها لأنها ببساطة تجرى فى دمى،المح طيفها كل صبح وكل مساء وكل ضحى،أعيش لحظات سعادة فأرى وجهها يتهلل فرحا وأتألم لاى سبب من الأسباب فأسمع (الآه) تخرج من صدرها، وانى وإن كنت لا ألقاها ألقاها وان طرفى موصول برؤيتها وان تباعد عن مثواى مثواها وكيف أذكرها إذ كيف أنساها اشتعلت رأسى شيبا ووهن العظم منى لكننى ارتد طفلاً فى رحابها...أحلم بهدهدتها و لمسة يدها وقبلتها.... اتوق إلى حضنها... وأحسب بل واجزم أن ما ينطبق على ينطبق أيضاً على ملايين بل مليارات البشر على اختلاف أعمارهم والذين يعيشون أجمل اللحظات فى رحاب نبع الحب وواحة الأمن والأمان وسيدة القلوب. أمى (أم عبده) رحمة الله عليها كانت كل ذلك واكثر،كانت السد العالى الذى يحتجز ويمنع كل ما من شأنه ايذائنا أو تهديدنا أو حتى مضايقتنا وتعكير صفونا،كانت الملاذ الآمن الذى نفئ إليه فنطمئن وتهدأ نفوسنا وتتبدد مخاوفنا،أمى كانت أمية لا تقرأ ولا تكتب ولكنها كانت فيلسوفة تنساب الحكمة على فمها،أمى كانت تذاكر وتمتحن معنا....ننام ليلة الامتحان وتظل هى مستيقظة حتى تطمئن علينا وتودعنا بالدعوات فنشعر بالارتياح والأمل والتفاؤل....تنظر فى وجوهنا عقب العودة فتعرف النتيجة دون أن ننطق بكلمة . أمى كانت وتد البيت وكانت نعم المعين لوالدى رحمة الله عليهما،هو كان القائد الأعلى للبيت وهى كانت رئيسة الأركان التى تشرف على كل كبيرة وصغيرة...وهى كانت وزيرة اقتصاد بامتياز تخطط وتدبر لمعالجة العجز دون أن تشعرنا ...تعرف متى تبسط يدها ومتى تتقشف وتدخر و(تدبق) للايام، وامى كانت وزيرة عدل بإمتياز توزع علينا الحب بالعدل وتطبق برقى ووعى قاعدة الصغير حتى يكبر والمريض حتى يشفى والغائب حتى يعود. أمى الحبيبة:كبرت وشعرى شاب وولادى بقوا شباب لكن مازال جوايا طفل أجمل كلمة عنده يا ماه يامايا يا امى...امى مشتاق لضمتك محتاج لدعوتك....احن إلى طلعتك وخبزك وقهوتك ولمستك يا امى.....سلام عليك يا من جعل الله الجنة تحت قدميك.. المشهد .. لاسقف للحرية المشهد .. لاسقف للحرية