دعت الحركات الشبابية أبرزها "الاشتراكيون الثوريون" و"6 إبريل" المواطنين للنزول للتظاهر فى الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير باكرًا العام الحالى، مؤكدين أن الثورة لم تحقق مطالبها حتى اللحظة الحالية، وعدم محاسبة قتلة المتظاهرين، وبقاء أزمات، الكهرباء، والغاز، وارتفاع الأسعار، إضافة إلى الاختفاء القسرى لبعض النشطاء الثوريين، وقتل المواطنين فى السجون". فيما يرى باحثون أن هذه الدعوات لا تثمر فى هذا الوقت، ولن يشارك فيها عدد كبير لأسباب عديدة، خصوصا حالة الإحباط، محذرين من استغلال جماعة الإخوان ومناصريها لهذه الدعوات فى أهداف ضيقة. من ناحيتها وزعت حركة "تحرر" المعارضة لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسى آلاف المنشورات فى أنحاء الجمهورية بشكل ساخر تحت هاشتاج جديد دعت إليه الحركة بعنوان #مش_نازل_25يناير. وتضمن المنشور الذى سيوزع فى أنحاء الجمهورية بأن "تحرر" تدعو للاحتفال ب 25 يناير نتيجة الإنجازات الثورية التى تحققت مثل الكهرباء والبنزين وتوظيف الشباب والقبض على البلطجية ومحاكمة مبارك ونظامه بشكل ساخر. وقال محمد فوزى المنسق العام لحركة "تحرر" إن الثورة تخلق فينا الابداع، مؤكدًا أنه أعد حملة إعلامية ضخمة لتغطية الحدث من الآن، وأن الشعب المصرى سيقول قراره للسيسى يوم 25 يناير. وتم إطلاق صفحة "هنسقط الاستبداد 25 يناير 2016" والتى أعلن نحو 100 ألف شخص من خلالها مشاركتهم فى تظاهرات 25 يناير المقبل، بالإضافة إلى 25 ألف مهتم، ويترقب الموقف من بعيد، وذلك بعد أيام قليلة من الدعوة بالصفحة. وتأتى الاستعدادات لذكرى ثورة 25 يناير وسط حالة من سخط مع تزايد الاعتصامات والإضرابات خلال الفترة الأخيرة. وأعرب نشطاء وحركات ثورية عن استعدادهم للنزول والمشاركة فى هذه التظاهرات بعد استيائهم من الوضع الحالى وفشل النظام فى تحقيق ما كان يتطلع إليه الناس. وقال محمود عزت القيادى بحركة "الاشتراكيين الثوريين"، إن "أسباب نزول الناس للشارع فى 25 يناير 2011 متوفرة حاليًا وربما أقوى من أى وقت مضى، لأنه بعد مرور ما يقارب من 5 أعوام على الثورة لم يتحقق شىء من أهدافها. وأضاف أن النظام الحالى ينتقم من كل ما يمثل 25 يناير"، مشيرًا إلى أن "قطاعات كبيرة من الشعب غيرت رأيها فى النظام الحالي بعد كم المشاريع الوهمية والمشكلات الاقتصادية التى يعانى منها الشعب واتباع سياسة الاعتقال العشوائى بحق كل من يفكر فى معارضة الدولة". وعن توقعاته لحجم المشاركة فى المظاهرات المرتقبة، أوضح أن "درجة المشاركة ستكون جيدة، لكن لن ترقى لأكثر من ذلك بسبب حالة الإحباط الكبيرة بين الناس، كما أن القوى السياسية والحركات الثورية المتوقع مشاركتها ليس لها قواعد شعبية عريضة أو مؤثرة". وأكدت الناشطة غادة نجيب، المنشقة عن حركة "تمرد"، أن "كل يوم يمر فى وجود هذا النظام يدعونا إلى الرجوع للميدان والمشاركة فى مظاهرات ذكرى يناير، لأننا نتجه وبقوة للهاوية بسبب السياسات الفاشلة المتبعة فى إدارة الدولة". وأضافت "الكذب كان هو الركيزة الأساسية التى كان يعتمد عليها النظام الحالى فى تسويق نفسه بداية من المشروعات الوهمية والوعود بتوفير حياة كريمة وحرية رأى، فى ظل وجود أكبر عدد من المعتقلين السياسيين فى السجون المصرية". واعتبرت غادة أن "الثورة مجرد فكرة فى الأذهان ولا تقمعها أى سلطة فى الدنيا، مستدلة بوقفات حملة الدكتوراة والماجستير وطلبة الثانوية العامة والموظفين. وعن توقعاتها لنسبة المشاركة فى المظاهرات، قالت: "إن حجم المشاركة يعتمد فى الأساس على كسر حاجز الخوف لدى الناس والذى حاول النظام الحالى إيجاده من خلال قمعه لأى صوت مخالف". وقال محمد نبيل، الناشط بحركة "6 إبريل"، "إن دعوات النزول والتظاهر شىء مبشر، فى ظل وجود قبضة أمنية شديدة وقمع لكل صوت معارض بما يدل على أن فكرة الثورة مازالت موجودة ولن تقمعها مثل هذه الممارسات"، مضيفًا: "النظام الآن يعانى من ضعف شديد ويعيش حالة من التخبط الملحوظ نتيجة عدم قدرته على مواجهة المشكلات والتحديات التى تمر بها البلاد". وعن توقعاته لنسبة المشاركة، قال إنها "ستكون أكثر من ذكرى 25 يناير 2015 وسبب ذلك الأزمة الاقتصادية التى يعانى منها قطاع كبير من الشعب المصرى الذى تبين له بعد مرور أكثر من عامين على عزل الدكتور مرسى من السلطة أن الوعود البراقة التى وُعد النظام الحالى بها بحياة كريمة ومستوى معيشى أفضل ما كانت إلا كذبًا". فيما ذهب الدكتور يسرى العزباوى، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب"الأهرام" إلى أن "هذه الدعوات لا تثمر فى هذا الوقت وأن الشباب ليس لديه أى رغبة فى النزول للتظاهر بسبب الملاحقات الأمنية وحالة الإحباط التى مُنى بها قطاع كبير منهم". وأضاف: "غياب الرؤية وعدم وجود اتفاق على أهداف محددة من التظاهر سيصب فى مصلحة النظام"، محذرًا من استغلال جماعة الإخوان ومناصريها لهذه الدعوات وتصدر المشهد وحصره على مطالب معينة تسعى الجماعة إلى تحقيقها.