يعد اللواء سامح سيف اليزل، المنسق العام لقائمة "فى حب مصر" الانتخابية ووكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، أحد الشخصيات المؤثرة فى سير الانتخابات البرلمانية، منذ بدايتها وحتى إتمام الاستحقاق الثالث من خارطة طريق مابعد 30 يونيو بحصد القائمة للعلامة الكاملة المخصصة للمقاعد وهى 120 عضوا، من أصل 596 عضوا بالبرلمان. ظهر اليزل على الساحة الإعلامية عقب ثورة 25 يناير، بصفته وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق والخبير الاستراتيجى، ليصبح خلال أشهر قليلة المعلّق الأول على بيانات المجلس الأعلى للقوات المسلحة، خلال الفترة الانتقالية، والداعم الأول لقرارات المجلس، وتولى بعدها منصب مدير مركز الجمهورية للدراسات السياسية والاستراتيجية. ومنذ مطلع العام الماضى، بدأ اليزل جهوده الحثيثة لتشكيل قائمة موحدة لخوض الانتخابات البرلمانية، تضم معظم الأحزاب والائتلافات المصرية، وبعد سلسلة طويلة من المناقشات واللقاءات والحوارات، نجح فى النهاية فى تكوين "فى حب مصر"، التى ضمت رموزا سياسية ورياضية وعامة من 10 أحزاب، منهم وزير الإعلام الأسبق أسامة هيكل، والكابتن طاهر أبوزيد، والناشط طارق الخولى، ومؤسس حركة "تمرد" محمود بدر، وآخرين، بعد أن فضل البعض تشكيل قوائم منفصلة لخوض الانتخابات، مثل تيار الاستقلال بزعامة أحمد الفضالى، والمستشارة تهانى الجبالى والفريق حسام خير الله، بقائمة "التحالف الجمهورى". وقد داهم مرض سرطان الدم، اليزل فى إبريل الماضى أى خلال فترة التحضير للانتخابات إلا أنه سافر إلى أمريكا وقضى بها بضعة أشهر، أجرى خلالها عدة مداخلات هاتفية ببرامج دون الكف عن مكان تواجده، ليعود بعدها مختلف الملامح من أثر العلاج، ويبدأ فى قيادة القائمة لحصد المقاعد، ومواجهة الاتهامات الانتخابية التى كانت أبرزها من المستشارة تهانى الجبالى بتلقى أموال ودعم من جماعة الإخوان، دفعته لفتح النار على الجميع واتهامهم باستخدام المال السياسى وإنفاق ملايين الجنيهات قبل بدء الدعاية الانتخابية، للسيطرة على اختيارات المواطنين وشراء أصواتهم فى الانتخابات. وعقب المرحلة الأولى من الانتخابات، خاض سيف اليزل معركة جانبية مع الفريق حسام خير الله، الذى كشف عن حدوث مشادة بين رجل الأعمال نجيب ساويرس وسيف اليزل، لاختلافهما حول اسم رئيس الحكومة القادم، إلا أن الأخير انتصر فيها باتهام خير الله بأنه لا ينتمى إلى جهاز المخابرات العامة، وأنه يستخدم المال السياسى لحصد مقاعد البرلمان، كما نفى اختيار أجهزة الأمن لبعض أعضاء القائمة، مؤكدا فى الوقت ذاته التعاون مع تلك الأجهزة للكشف عن بعض الأسماء المشكوك فى انضمامها للقائمة. ورغم أن اليزل نفسه قد توقع أن يكون رئيس البرلمان المقبل من المعينين بقرار من قبل الرئيس وليس من الفائزين، إلا أن نجاح قائمة "فى حب مصر" منقطع النظير وحصدها للمقاعد التى نافست عليها كاملة، أسفر عن ترشيح عدد من أعضاء القائمة للواء اليزل لرئاسة البرلمان، كونه واضعا خطة القائمة ومنفذها الأول بنسبة نجاح 100%. ولا تقف قدرات سيف اليزل ومعلوماته بين جدران تحالفه الانتخابى، وإنما تتوافر له معلومات لا تتوافر لغيره من رؤساء الأحزاب أو حتى التحالفات، وقد أعلن عقب انتهاء فرز جولة الإعادة فى المرحلة الثانية أن الرئيس عبد الفتاح السيسى سيعين فى البرلمان المقبل 28 نائبا، نصفهم من الرجال والنصف الآخر من النساء، لافتا إلى تعيين خبراء فى بعض الاتجاهات المطلوبة داخل البرلمان، كما سيكون من بينهم بعض المعارضين. كما كشف اليزل عن عزمه ضم قائمة "فى حب مصر" ضمن تحالف جديد باسم "الدولة المصرية"، لتمثل ما أسماه "صوت المعارضة" فى البرلمان، ليمثل الرجل كما عهده متابعوه، بوصلة للأحداث السياسية التى ستحدث آجلا.