قررت نيابة العجوزة، اليوم الأحد، حبس المتهمين الثلاثة في الهجوم على ملهى "الصياد" الليلي، أربعة أيام على ذمة التحقيقات . ووجهت النيابة للمتهمين، ارتكاب جريمة القتل العمد ل16 شخصًا، والحريق العمدي وحيازة مواد حارقة. كما قررت النيابة ، اليوم، حبس ربة منزل ووجهت لها تهمة التستر على المتهمين الذين نفذوا الواقعة. أجريت التحقيقات تحت إشراف أحمد البقلي المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة، والمستشار هادي عزب رئيس نيابة العجوزة. كانت النيابة بدأت التحقيق مع 3 متهمين فى الواقعة ألقى القبض على اثنين منهما بمحافظة السويس عقب هروبهما عقب الحريق، فيما ألقى القبض على المتهم الثالث بمنطقة إمبابة بالجيزة. وتبين من تحقيقات النيابة وتحريات المباحث أن وراء الواقعة كلا من محمد عماد محمد على وشهرته (حماصة) 18 عاما، طالب، ومقيم فى شارع السوق بدائرة قسم شرطة إمبابة، والسابق اتهامه فى القضية رقم 23161 لسنة 2014 جنح قسم شرطة إمبابة خطف، ومحمد عبدالرحمن زكى عبدالرحمن وشهرته (محمد المجنون) 19 عاما، ميكانيكى ومقيم بالمنيره الغربية بدائرة قسم شرطة إمبابة، و2 آخرين. وأضافت التحقيقات بناء على تحريات المباحث، أن خلافا نشب بين المتهمين الرئيسيين أثناء سهرهما بالملهى قبل الحادث، بيوم بعد إصرارهما على اصطحاب فتاة من الملهى والخروج بها إلا أنها رفضت فنشبت مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة تدخل على إثرها حراس الملهى وطردوهما. وأشارت التحريات إلى أن المتهمين عادا فى اليوم التالى للسهر فى الملهى إلا أن الحراس طردوهما وغادرا بعد مشادة كلامية. ولفت التحريات التى أشرف عليها اللواء مجدى عبدالعال، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، إلى أن المتهمين اصطحبا اثنين من أصدقائهما ودراجة بخارية وعدد كبير من زجاجات المولوتوف وانتظرا حتى قرب موعد إغلاق الملهى فى الساعة السادسة صباحا وألقوا زجاجات المولوتوف على الباب الأمامى للملهى ما أدى لاشتعال النيران به وفروا هاربين. وتابعت التحريات أنه بعد علم المتهمين بزيادة أعداد الضحايا فرا إلى محافظة السويس للهرب من جريمتهما، فيما فر المتهمان الآخران واختفيا فى إمبابة وأوسيم، إلى أن تمكن فريق البحث الذى يشرف عليه اللواء طارق نصر، مدير أمن الجيزة، مع التواصل بمديرية أمن السويس من القبض على المتهمين وترحيلهما لأمن الجيزة. فيما قال مصدر أمنى بمديرية أمن الجيزة إن حملات أمنية توجهت لمناطق أوسيم وإمبابة لضبط المتهمين الآخرين، مشيرا إلى أنه ألقى القبض على المتهم الثالث والدراجة البخارية المستخدمة فى الحادث فى منطقة إمبابة، مؤكدا أنه تم تحديد هوية المتهم الرابع وجارٍ ضبطه. وقالت مصادر قضائية إن فريقا من النيابة العامة مكون من المستشارين محمود هاشم، مدير النيابة، وعلى السيسى وأسامة الزناتى، وكلاء أول النيابة، انتقلوا لموقع الملهى الليلى لإجراء المعاينة لمكان الحادث، والتى تبين من خلالها أن الملهى يقع على مساحة تتراوح بين 300 و400 متر، وأن باب الملهى من الخشب ومدخله ضيق والذى قد يكون السبب فى عدم تمكن المجنى عليهم من الخروج عقب اشتعال النيران. وأضافت معاينة النيابة أن الملهى يفتقد لعدد من إجراءات السلامة الأمنية والتى أصدرت النيابة قرارا للاستعلام من الحى التابع له الملهى عن استكماله لها من عدمه، والاستعلام عن شروط الترخيص الخاص بالملهى، كما تبين أثناء إجراء المعاينة عن غلق باب الطوارئ عن طريق قفل حديدى مما حرم الضحايا من الخروج والهروب من النيران. وأشارت معاينة النيابة إلى أن فريق النيابة عثر على طفايتين حريق بالملهى وتبين عدم استخدامهما فى إطفاء النيران، مشرة إلى أن أغلب أساسات الملهى مكونة من الخشب ما ساعد على اشتعال النيران بشكل واسع فضلا عن وجود العديد من زجاجات الخمور. من ناحية أخرى استنكر الإعلامي جابر القرموطي، شماتة البعض في ضحايا انفجار الملهى الليلي، بحجة أنهم كانوا يرتكبون معاصي داخل الملهى، موجهًا حديثه للشامتين قائلا: "قولوا خير أو اصمتوا". وأضاف، القرموطي، خلال برنامجه "مانشيت"، المذاع على "أون تي في" ، الأحد: لا يجب أن نأخذ الناس بظواهرها ولكن بجوهرها، فالدين المعاملة، ونحن لا نعلم ظروف وحياة هؤلاء حتى نحكم عليهم، فضلا عن أننا لا يجب أن نصدر الأحكام على الآخرين، لأن الحكم لله وحده . وأوضح، أن أسرة ضحية من العاملين داخل الملهي الليلي أكدت أنه كان يعول 3 أسر ويعمل في أكثر من مهنة حتى يكسب قوت يومه ويصرف على أفراد عائلته. وتساءل :" لهذه الدرجة تدنت سلوكياتنا وأخلاقياتنا حتى ندعي على الموتى ونشمت فيهم؟!، بدلا من أن نذكر محاسن موتانا؟!.. لا تعليق". كذلك قال الكاتب والسيناريست وحيد حامد إن ضحايا حادث حريق ملهى العجوزة، ماتوا وهم يعملون أعمالا شريفة بقصد الحصول على الرزق الحلال، وهم أفضل ألف مرة عند الله من المتسببين فى موتهم، لأنهم أعطوا تصاريح وتراخيص بالخطأ لخراب هذا البلد . وأضاف فى مداخلة هاتفية لبرنامج العاشرة مساء، على فضائية دريم: "ليا عتاب على أهالي أسر الضحايا، فلا تخجلوا من أعمالهم الشريفة أو الغير الشريفة، لأنها أفضل من أعمال تجار المخدرات والمرتشين، وللأسف نحن بقينا نعيش في مجتمع يعاني من الازدواجية".