على عكس ما كان متوقعًا من عقد لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة المناخ المنعقدة في العاصمة الفرنسية باريس بهدف التخفيف من حدة أزمة إسقاط الطائرة الروسية شنّ تبادل الرئيسان الاتّهامات بعبارات حادة للغاية. وجدد بوتين ادعاءاته بشراء تركيا النفط من تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي “داعش” كما زعم أن مقاتلي التنظيم تتم حمايتهم من قبل المخابرات التركية. فيما اتهم أردوغان بوتين بشن الافتراءات والأكاذيب، داعيًا إيّاه إلى إثبات صحة ما يقوله. ولم يحدث لقاء بين بوتين وأردوغان في باريس كما كان متوقعًا بهدف تهدئة رياح الحرب التي الكلامية التي اندلعت بين البلدين عقب إسقاط المقاتلة الروسية التي انتهكت المجال الجوي التركي في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وكان الكرملين قد أعلن أنه من غير المتوقع عقد لقاء في باريس بين بوتين وأردوغان على هامش قمة المناخ، وذلك بعدما أعرب أردوغان الجمعة عن رغبته في عقد لقاء مع بوتين خلال القمة،حيث يشهد البلدان أزمةد بلوماسية خطيرة منذ إسقاط المقاتلة الروسية. ورفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب أردوغان بعقد لقاء بينهما. ولم يلتقبا قط خلال قمة المناخ. لدرجة أنهما لم يظهرا في الصورة الجماعية للمشاركين في القمة، كما رفع بوتين من حدة الاتهامات الثقيلة التي وجهها لتركيا. وفي حديث له أمام الصحفيين عقب اللقاءات الثنائية في القمة جدد بوتين ادعاءاته بأن تركيا تشتري النفط المهرب من تنظيم داعش. وزعم بوتين أنه تم إسقاط المقاتلة الروسية بهدف تأمين مسار شاحنات البترول المهرب من سوريا إلى تركيا. وأضاف: “حصلنا على معلومات تثبت أن جزءًا كبيرا جدًّا من البترول الواقع تحت سيطرة داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى يذهب إلى الأراضي التركية. ولدينا سبب يجعلنا نفكر في أن قرار إسقاط طائرتنا يرتكز على رغبة تأمين طرق الشحن للموانئ لتعبئة النفط في الصهاريج. وأرى أن زعم تركيا أنها تحمي التركمان مجرد ذريعة من الذرائع”، على حد قوله. كما ادعى بوتين أن تركيا تؤوي أعضاء المنظمات الإرهابية – الذين يقومون بعمليات تفجيرية في روسيا- في المناطق التي تتم حمايتها من قبل المخابرات والشرطة. أردوغان يرد بحدّة وجاء رد فعل الرئيس التركي أردوغان على هذه الادّعاءات شديدا للغاية. ورد على ادعاء شراء تركيا النفط من داعش وبيعه بقوله: “إن موقف “ترويج الافتراءات والأكاذيب ولو لم تصب”، سيترك أثرًا” متأصلا في تقاليدهم. وليثبت صحة هذه الادعاء، وسأستقيل من منصبي. لسنا معدومي الكرامة لهذه الدرجة التي تجعلنا نتواطأ ونعمل مع منظمات إرهابية. لم تحدث حتى اليوم مثل هذه الأشياء على حد علمي”.