كنت اتابع خطاب فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الكلية الحربية مصنع الرجال بمناسبة الذكرى آل 42 لانتصارات حرب السادس من أكتوبر المجيدة عام 1973- التى اعتبرها أعظم حدث عاصرته طوال حياتى - عندما شعرت به يسيطر على كل حواسى ويطلق نوبة صحيان جعلتنى فى قمة الانتباه لاستقبال ما سيقوله....فالرئيس مهد تمهيداً رائعا استخدم فيه كل وسائل التشويق مثل قوله: هقولكم حاجة ماقلتهاش قبل كده، وتكراره هذه العبارة هقولكم حاجة ما قلتهاش قبل كده بل وتنبيهه إلى أن البعض قد يعترض ويقول لماذا افشيت تلك المعلومة غير أن الرئيس أكد إصراره على أن يصارحنا بما لم يقله أحد من قبل تأكيدا لايمانه بمبدأ الشفافية المطلقة. ما قاله الرئيس زادنى فخرا بقواتنا المسلحة التى تنازل ضباطها وصف ضباطها وجنودها عن نصف مرتباتهم على مدى 20 عاما من أجل بناء القدرات الاقتصادية لجيش مصر العظيم الذى لا يضع أمامه إلا مصلحة مصر ومصلحة المصريين....وما قاله الرئيس السيسى جعلنى اشاركه فى توجيه التحية للمشير محمد حسين طنطاوى صاحب فكرة تنازل كل من ينتمى لجيش مصر العظيم عن نصف مرتبه من أجل مصر التى يدين لها الجميع بلحم اكتافهم.. وإذا كان الرئيس السيسى قد وجه التحية لصاحب الفكرة المشير محمد حسين طنطاوى فاننى أوجه التحية للضباط وضباط الصف والجنود الذين ضحوا بنصف مرتباتهم بكل سماحة ورضا من أجل مصر ليس لشهر أو لسنة وإنما قبلوا الحياة بنصف مرتباتهم على مدى 20 عاما. وأتمنى أن يأتى اليوم الذى يجعلنا نفخر أكثر وأكثر بقادة جيشنا العظماء ويكشف فيه الرئيس عبد الفتاح السيسى عن حجم ما تنازلوا عنه....أتمنى أن أعرف كم كان يتقاضى صاحب الفكرة المشير محمد حسين طنطاوى كقائد عام ووزير للدفاع وكم كان المبلغ الذى يتنازل عنه....وأتمنى أن أعرف كم كان يتقاضى الفريق عنان رئيس الأركان وكم كان المبلغ الذى يتنازل عنه...وكم كان يتقاضى الرئيس نفسه وهو يشغل منصب مدير المخابرات الحربية وكم كان المبلغ الذى يتنازل عنه. اننى أثق تماما فى أن عقيدة ضباط وضباط صف وجنود وقادة القوات المسلحة المصرية هى التضحية حتى بأرواحهم من أجل مصر....كل التحية لمن ضحوا من أجل مصر....كل التحية لشهداء قواتنا المسلحة عبر التاريخ....وكل التحية للقائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أثق تماما فى إيمانه بالشفافية وأنتظر منه المزيد حتى يتضاعف فخرى. المشهد .. لاسقف للحرية المشهد .. لاسقف للحرية