ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية اليوم الثلاثاء أن إنتاج طهران للنفط انخفض إلى أدني مستوياته منذ 20 عامًا أي منذ الحرب الايرانية - العراقية وذلك نظرًا للعقوبات الغربية المفروضة عليها التي باتت تهدد اقتصادها بشكل قوي. وأضافت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته علي موقعها الالكتروني - أن تجار النفط وصناع السياسة الغربية الذين يراقبون تقديرات إنتاج النفط الإيراني أكدوا أن طهران قامت بضخ نحو 3.2 مليون برميل الشهر الماضي قائلين: "تعد هذه النسبة قليلة للغاية منذ عام 1992". ونقلت الصحيفة عن جيمس تشانج، محلل شئون النفط في بنك ستاندرد بلندن قوله: "إن النطاق والتأثير الكامل للعقوبات المفروضة على إيران لا يزال متروكًا لمعطيات السوق كي تحدده".. مؤكدًا أنه قبل خمس سنوات فقط أنتجت إيران نحو 4.2 مليون برميل في اليوم وضخت نحو 3.7 مليون برميل في اليوم خلال العام الماضي. وقالت الصحيفة أن إنتاج طهران للنفط انخفض بصورة كبيرة وتجاوز التوقعات الأولية لواشنطن وبروكسل كما أدت العقوبات الاخيرة التي دخلت حيز التنفيذ أول الشهر الجاري إلي تعطيل هذه الصناعة التي تعاني من ضعف الاستثمارات منذ سنوات. ورأت الصحيفة أن الانخفاض الحاد في إنتاج النفط الايراني يأتي في ظل التوتر الدبلوماسي المتزايد حول البرنامج النووي الايراني وفشل طهران خلال محادثاتها مع القوي الغربية التي عقدت علي مدي الاشهر الثلاثة الماضية في التغلب على خلافاتها حول برنامجها النووي. وأعربت الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفاؤها الاوروبيون عن أملهم في أن تقدم طهران تنازلات في مفاوضاتها مع القوي الغربية لتجنب زيادة أضرارها الاقتصادية. وأفادت بعض الدول الاسيوية -التي تعد المقصد الأساسي للخام الايراني- أن الشحنات انخفضت بشكل حاد وأوقفت كوريا الجنوبية شراء النفط الشهر الجاري، بينما أرجأت كل من اليابان والصين شراء بضائع جديدة حتى الشهر القادم بسبب تأثير الحظر الأوروبي على التأمين على ناقلات النفط التي تنقل النفط الخام الإيراني. جدير بالذكر أن صادرات النفط الايرانية توفر نصف عائدات حكومة طهران وتشكل 80% من صادرات البلاد الإجمالية، وذلك حسبما أفادت وزارة الطاقة الأمريكية.