أكدت مصادر الصليب الأحمر اللبناني ارتفاع عدد الإصابات جراء أعمال عنف أعقبت مظاهرة خرجت للاحتجاج على الفساد وتراكم النفايات قرب مقر البرلمان ورئاسة الحكومة إلى أكثر من 400 جريح، في وقت دعت فيه الكويت رعاياها لمغادرة لبنان بينما تفاقمت التوترات الطائفية مع الدعوة لحماية مقر رئاسة الوزراء التي تمثل المركز السياسي الأهم للسنة بالبلاد واتهام عناصر "مندسة" باستهدافه. ونقلت سكاى نيوز أن محتجون لبنانيون قالو أنهم أرجأوا مظاهرة كان من المقرر تنظميها مساء يوم الاثنين بعد أن شهدت احتجاجات يوم الاثنين اشتباكات مع قوات الأمن في بيروت. وقال منظمو حملة (طلعت ريحتكم) التي تأتي احتجاجا على أزمة تراكم القمامة في بيروت وحولها الشهر الماضي على صفحتهم على الفيسبوك إنهم سيعقدون مؤتمرا صحفيا في وقت لاحق يوم الاثنين لشرح قرارهم. ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية أيضا خبر تأجيل المظاهرة. و"قالت حملة "طلعت ريحتكم" التي أشرفت على تنظيم المظاهرات أمس الأحد قبل تحولها إلى أحداث شغب، إن الحراك "لم ولن يتوقف" ولكنها أعلنت تأجيل التجمع المقرر الاثنين إلى موعد آخر "لإعادة تقييم وترتيب المطالب والاستماع للناس وما تقول" واعدة بعقد مؤتمر صحفي لتقديم التفاصيل، كما ناشدت الحملة "كل من أصيب برصاص عادي أو مطاطي او بفعل عنف القوى الأمنية خلال التظاهرات" التوجه لوزارة الداخلية لتسجيل شكوى بحق من أعطى الأمر بإطلاق النار.
ودخلت قضية الاعتصام على خط الصراع السياسي والمذهبي في البلاد، فبعد اتهام البعض ل"حركة أمل"، إحدى أبرز التنظيمات الشيعية والتي يقودها رئيس البرلمان، نبيه بري، بالتسبب بالصدامات لإفشال المظاهرة ردت الحركة بالقول إن اتهام عناصرها "عار من الصحة"، واصفة ذلك بأنه "محاولة مكشوفة لإثارة الفتنة."
بالمقابل رد النائب معين المرعبي، أحد أبرز نواب شمال لبنان الذي تقطنه غالبية من السنة، بدعوة أبناء المنطقة إلى "الاستعداد للدفاع عن السراي الحكومي" مقر رئيس الوزراء، في إشارة إلى المنصب السياسي الأرفع للسنة في لبنان بموجب التقاسم الطائفي للسلطة بالبلاد. ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية عن المرعبي دعوته إلى "الدفاع عن السراي الحكومي في بيروت والذود عنها ومنع احتلالها من قبل مجموعات حزب إيران وسرايا المقاومة" كما دعا أبناء الشمال إلى "الاعتصام الفوري في ساحة النور في مدينة طرابلس (ثاني أكبر مدن البلاد)، للتعبير عن رفضهم لما يجري ويحاك من مؤامرات تستهدف السراي الحكومي بما تمثل." وكانت التحركات التي تنظمها حملة "طلعت ريحتكم" قد بدأت قبل أيام، مع إصرار منظميها على رفضهم لتحميلها الطابع الحزبي أو المذهبي، وتطورت التحركات إلى صدامات تبرأت منها الحملة. ويعيش لبنان تحت وطأة أزمة نفايات غير مسبوقة مع تكدس المخلفات في شوارع بيروت وعدة مدن أخرى في ظل شلل سياسي مع شغور منصب الرئاسة وتمديد مجلس النواب لنفسه وتعطل عمل الحكومة. حذرت دولة الكويت، ليلة الاثنين، مواطنيها من السفر إلى لبنان، بسبب الاحتجاجات التي تشهدها بيروت منذ يومين، بسبب عدم تحرك الحكومة اللبنانية لحل مشكلة النفايات المتفاقمة في العاصمة منذ أسابيع. وناشدت سفارة الكويت لدى لبنان في بيان الكويتيين الموجودين في الكويت ب"عدم البقاء في هذا البلد الشقيق، وذلك حفاظا على أمنهم وسلامتهم"، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية "كونا".
وحثت السفارة جميع المواطنين الكويتيين في لبنان، على "ضرورة أخذ الحيطة والحذر بشكل عام، والتواصل مع السفارة عند الضرورة" ودعت السفارة في بيانها "المواطنين الموجودين (في لبنان) إلى عدم الاستمرار بالبقاء (هناك) في ظل هذه ظل الظروف الأمنية الحرجة التي يشهدها لبنان". تجدر الإشارة إلى أن عدد جرحى المواجهات التي اندلعت على مدار الأيام الثلاثة الماضية بين متظاهرين وقوى الأمن في العاصمة بيروت، ارتفع حتى ليلة الاثنين إلى 49 جريحا.