في إطار بزوغ نجم إيران بقوة علي الساحة الدولية وتجنب القوي العظمي الدخول في صراعات معها، صرح وزير الخارجية الأمريكي (جون كيري) الجمعة الماضية بأن قيام اسرائيل بهجوم عسكري أو الكتروني علي ايران رداً علي ما تم التوصل اليه بخصوص برنامجها النووي سيكون " خطأً جسيماً يحمل في طياته عواقب وخيمة لإسرائيل والمنطقة". وكان (كيري) قد رد علي أعضاء الكونجرس المشككين في الاتفاق الذي ابرمته القوي العظمي مع ايران بشأن برنامجها النووي، بأن رفض الاتفاق كان سيكون بمثابة "الضوء الأخضر" لإيران لتسريع برنامجها النووي، وصرح بأن المعترضين علي الاتفاق يدفعون نحو بديل غير واقعي وهو "وهم يقتضي رضوخ إيران بالكامل". وقال (كيري) للكونجرس أن رفض الأخير لهذا الاتفاق قد يعني "أن الولاياتالمتحدة ستتخلي عن كل القيود التي توصلنا إليها"، مضيفاً: " سنكون عندها ضيعنا أفضل فرصة لحل المشكلة بطريقة سلمية" . يُذكر أن الكونجرس يسيطر عليه الجمهوريون المعترضين علي الاتفاق حيث يرون أنه يعزز قوة إيران ويهدد إسرائيل، حليفة الولاياتالمتحدة. ومن المنتظر أن يتخذ الكونجرس قراره بشأن الاتفاق بحلول سبتمبر المقبل. ومن جانبه قال (جون ماكين) رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي ان الاتفاق النووي مع إيران يمكن أن يحولها إلي أكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط مما قد يهدد واشنطن. مضيفاً في جلسة استماع حول الاتفاق النووي عقدت في 29 يوليو: "لن تكون فقط لدى إيران مليارات الدولارات لشراء الأسلحة بحرية من السوق العالمية للتسليح، والتي حتما ستجد دولاُ كثيرة تريد بيعها الأسلحة، ومن هذا المنطلق لن يمهد الاتفاق الطريق لتعزيز القدرات النووية الإيرانية فقط بل سيجعلها الدولة العسكرية الأولى في المنطقة". واعتبر أن ايران تشكل تهديداً مباشراً للولايات المتحدة خاصة مع عدم الوثوق في قدرة الولاياتالمتحدة علي التصرف إذا لم تنفذ إيران الاتفاق، معتبراً أن الاتفاقيات : "تعزز إمكانيات إيران لردعنا بدلاً من أن تعزز قدرتنا لردعها" أوروبياً كان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف قد عقد محادثات مع رئيسة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي (فيدريكا مورجيني) حيث اتفقت ايران والاتحاد والاوروبي علي عقد عدد من النقاشات علي مستوي عالٍ حول ملفات هامة من ضمنها ملفات الطاقة والتجارة الدولية وحقوق الإنسان.، تقول (مورجيني) : "نريد تعاونا وثيقا في كل المجالات بدلا من المواجهة. وأضافت أن الاتفاق النووي ليست النهاية، بل بداية عملية جديدة". وكانت (موجريني) قد أكدت أن البدء في تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني سيمهد الطريق للتعاون بين إيران والاتحاد الأوروبي. ومن جانبه قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أنه : "يأمل بأن تلعب المانيا دوراً إيجابياً في تحسين العلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي اسوة بدورها الإيجابي في المحادثات التي أجريت بشأن البرنامج النووي الإيراني" أما عربياً فقد قام وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف الأحد 26 يوليو بزيارة إلي الكويت في مستهل رحلته إلي المنطقة التي تشمل العراقوقطر، في زيارة هي الأولي من نوعها منذ الاتفاق النووي الإيراني. وقد دعا وزير خارجية قطر في ابريل الماضي دول المجلس إلي اجراء حوار جاد لبحث ملف أمن المنطقة خاصةً الهواجس الخليجية بتدخل إيران في الشئون العربية الداخلية. وكان الرئيس الأمريكي أوباما قد أكد: "ذكرت لحلفائنا الخليجيين أن لديهم شريك قوي في الولاياتالمتحدة" وأن حل قضايا الشرق الأوسط سيعتمد علي تعزيز قدرتهم علي حل قضاياهم السياسية والاجتماعية التي قد تقدم سبباً لإيران للتدخل وإثارة البلبلة لدي المواطنين الشيعة، كما يجب عليهم مواجهة العوامل التي أدت إلي وجود داعش. وكما أكد أوباما أن حوار السعودية والدول العربية مع ايران هي افضل فرصة للحد من الصراع الطائفي في المنطقة.