حي السيدة زينب في العاصمة القاهرة، أكبر سوق للفوانيس، حيث تعرض الفوانيس المصرية التي تباع على مدار أيام الشهر الفضيل، وقد اختلفت أحجامها وأنواعها لتناسب جميع استخداماتها، فالصغار يلهون بها، والكبار يحرصون على تزيين الشوارع والنوافذ والبيوت بها. ويتنافس الأهالي في الأحياء والشوارع والحواري المصرية على "حجم الفانوس" إلى جانب جمال الزينة الورقية. ويعود تاريخ تعليق فوانيس رمضان للزينة إلى العصر الفاطمي، حين وصل المعز لدين الله إلى مشارف القاهرة كي يتخذها عاصمة، فخرج سكانها لاستقباله عند صحراء الجيزة، وبحوزتهم فوانيس رافقته حتى القصر. ويتفنن التجار والباعة في "رص" الفوانيس بشكل جذاب يرغمك على الشراء، رغم ارتفاع أسعارها بعد قرار الحكومة بعدم استيراد الفوانيس الصينية وقد ارتبطت أغنية "وحوي يا وحوي" خلال شهر رمضان بالفانوس المصري الحقيقي، المصنوع يدويا من الصاج المصقول، والزجاج الملون ذي النقوش العربية، والمضاء بالشموع. إلا أن مصر شهدت منذ نحو عقدين فوانيس تضاء بالبطارية مصنوعة من البلاستيك، وعلى هيئة ألعاب الأطفال، وهي الفوانيس الصينية التي تغني، وتم استيرادها من الخارج، وهي مقارنة بالمصرية التقليدية رخيصة ومتنوعة في أشكالها. وتقول نجلاء محمود (مهندسة) إنها تفضل شراء الفوانيس المصرية لأبنائها الثلاثة، ليس فقط عملا بمبدأ "شجع صناعة بلدك، وإنما للأشكال الفريدة والجميلة للفوانيس المصرية"، مشيرة إلى أن أسعارها لا تختلف كثيرا عن أسعار الفوانيس الصينية.