تفيد تقديرات ديبلوماسية باستعدادات دول الجوار الليبي لتنفيذ عملية عسكرية جوية واسعة في ليبيا خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان، في أعقاب الضربات الجوية الأخيرة التي نفذتها طائرات أميركية في أجدابيا، وأخرى مجهولة الهوية تمت ليلة الاثنين الثلاثاء في محيط مصراتة، وتستند هذه التقديرات إلى تقارير استخباراتية كشفت عن تحركات وُصفت ب"الحثيثة" داخل القاعدة العسكرية الجوية الأميركية "مورون" الواقعة جنوب غرب أسبانيا، التي تحولت إلى مركز لقيادة قوة الرد السريع الأميركية للتعامل مع الأزمات في أفريقيا وأماكن أخرى. وفي المقابل بدأت ميليشيا فجر ليبيا الموالية للمؤتمر الوطني الليبي العام المنتهية ولايته، الذي تُسيطر عليه جماعة الإخوان المسلمين، في حشد قواتها على وقع التقدم الملحوظ للجيش الليبي بقيادة الفريق أول ركن "خليفة حفتر" نحو طرابلس، بعد أن نجح في السيطرة على غالبية المحاور بجنوب غرب طرابلس، مقتربا من معبر "رأس جدير" الحدودي مع تونس،حيثنظمت ميليشيا "فجر ليبيا" مساء الاثنين الماضي، استعراضا عسكريا كبيرا وسط العاصمة طرابلس، أثار الرعب في صفوف المواطنين. وأعلنت فجر ليبيا على موقعها الرسمي على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن تنظيم هذا الاستعراض العسكري، وقالت إن "القوات العسكرية التي قامت باستعراض عسكري في طرابلس وفي ميدان الشهداء تحديدا، هي القوات المتبقية حقيقة ولا تتبع أيّ أجندات حزبية أو جهوية أو قبلية أو أيّ أيديولوجيات منحرفة"، وأضافت أن تلك القوات ستتشكل على سبعة ألوية لحماية العاصمة ولحماية مؤسسات الدولة الحيوية في العاصمة، وقد تمت تسمية هذه القوات ب"جبهة الصمود". ويتوقع المحللون العسكريون وصول قوات الجيش الليبي إلى معبر "رأس جدير" الحدودي مع تونس اليوم الأربعاء أو غدا الخميس على أقصى تقدير، حيث تجري حاليا مفاوضات مع المُسلحين في بلدة "زوارة" للاستسلام دون قتال. وكانت قوات الجيش الليبي قد تمكنت قبل ذلك من السيطرة على بلدات "رقدالين" و"جميل"، ولم يعد يفصلها عن المعبر سوى 30 كيلومترا فقط، ما يعني أن ميليشيا فجر ليبيا ستكون محاصرة على مستوى طرابلس، ولن يكون لها أيّ منفذ حدودي، خاصة وأن المنفذ الحدودي الثاني مع تونس، أي "الذهيبة – وازن" يخضع لكتائب الزنتان المعادية لفجر ليبيا. ويرى مراقبون أن التطورات العسكرية للجيش الليبي على الأرض يسمح بعمليات كبيرة الأسبوع المقبل خاصة في ضوء وصول العملية السياسية إلى طريق مسدود في أعقاب رفض غالبية الأطراف الليبية لمسودة الحل التي عرضها المبعوث الأممي "برنادينو ليون" وتزايد الأصوات التي تُرجّح ضربات جوية واسعة تُنفّذها طائرات غربية ضد معاقل الميليشيات. واستهدف الطيران الأمريكي ميليشيات فجر ليبيا علىمدى اليومين الماضيين حيث قتلت الاحد المتشدد المنتمي لتنظيم القاعدة "مختار بلمختار"وأعلنت ميليشيا فجر ليبيا أمس أن طائرات غربية استهدفت ليلة الاثنين الثلاثاء رتلا عسكريا من "القوة الثالثة" التابعة لها كان متوجها من مصراتة إلى سبها. ولا يستبعد المحللون أن تكون تلك الضربات الجوية مُقدّمة لعمل عسكري جوي واسع تُشارك فيه دول الجوار الليبي التي تخشى تنامي الإرهاب جراء تمدد داعش في ليبيا، لا سيما وأنها ترافقت مع تسجيل تحركات كبيرة في القاعدة العسكرية الجوية الأميركية بمدينة مورون بأسبانيا، ذكرت تقارير استخباراتية أن تلك القاعدة التي كان يُنظر إليها على أنها مقر قيادة الأسطول الجوي الأميركي 496، أصبحت مقرا لقوة الرد السريع الأميركية للتعامل مع الأزمات في أفريقيا، وقد تم نشر 3 آلاف من المارينز فيها، وأكثر من 40 طائرة بموجب اتفاق مع الحكومة الأسبانية.