حذر مجموعة من كبار المحلليين الغربيين الرئيس الأمريكي باراك أوباما من مغبة السياسة التى يتبعها فى عملية مكافحة الإرهاب فى اليمن.. مشددين على أن هذه الحملة العسكرية يمكن أن تؤدى إلى نتائج عكسية تهدد الأمن القومى الأمريكي. ونقلت صحيفة (وورلد تريبيون) الأمريكية - فى سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم الاثنين - عن كبار محللي السياسة الخارجية قولهم إن الأوضاع فى اليمن تتطلب إصلاحات على الصعيدين الاقتصادي والديمقراطي بدلا من قيام واشنطن بتكثيف هجماتها ضد عناصر تنظيم القاعدة هناك. وأوردت الصحيفة الأمريكية خطابًا بعثه 27 محللاً غربيًا لأوباما. حذروا فيه من أن الاستراتيجية الأمريكية الحالية فى اليمن تعرض الأمن القومي لواشنطن للخطر على المدى الطويل.. مؤكدين فى الوقت نفسه أهمية قيام أمريكا بمثل هذه الهجمات ردا على الهجمات التى يخطط لها عناصر تنظيم القاعدة ضد أهداف أمريكية فى شتى أنحاء العالم، وفق المعلومات الاستخباراتية الأمريكية. وحذر الخطاب - الذى أعده المجلس الأطلنطى ومشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط - من تنامى مشاعر الكراهية لدى الشعب اليمنى تجاه الولاياتالمتحدة واعتبارها دولة "متحجرة القلب".. معتبرين أن الغارات الأمريكية بواسطة الطائرات بدون طيار ليست حلاً، فضلاً عن أنها لا تعالج الأسباب الكامنة التي دفعت هذه العناصر الإرهابية لاتخاذ اليمن ملاذًا آمنًا لمزاولة أنشطتهم الإرهابية. وذكرت صحيفة (وورلد تريبيون) الأمريكية أن المساعدات المالية الأمريكية إلى اليمن زادت فى عام 2012 بنحو 70% لتصل إلى 170 مليون دولار، بالإضافة إلى العديد من المعدات العسكرية، كما كثفت فى العام ذاته الغارات الجوية ضد تنظيم القاعدة فى اليمن، حيث تشن الطائرات الأمريكية بدون طيار هجمات يومية على عناصر القاعدة فى شرق وجنوب اليمن. وشدد الخطاب - الذى بعثه محللون غربيون لأوباما - على أن الشعب اليمني في حاجة إلى تأكيد من جانب واشنطن بأن بلادهم ليست مجرد ساحة للمعركة التى تقودها أمريكا ضد تنظيم القاعدة.. لافتا إلى ضرورة تأكيد الولاياتالمتحدة على التزامها على المدى الطويل بإرساء الاستقرار وتحقيق التنمية فى اليمن بمثل نفس أهمية خطتها الرامية للقضاء على تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية. ودعا الخطاب الإدارة الأمريكية لإعادة النظر فى حجم المساعدات الاقتصادية التى تقدمها إلى اليمن مقارنة بحجم المساعدات العسكرية والأمنية التى تهدف للقضاء على تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.. مؤكدين ضرورة التركيز على النهوض بالعملية الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان في اليمن فضلاً عن إعادة هيكلة الجيش اليمنى. وشدد المحللون، فى ختام خطابهم، على ضرورة التواصل مع الشعب اليمنى وتبديد مخاوفهم من العمليات الأمريكية والتأكيد على تحقيق الاستقرار الأمنى والانتقال الناجح للسلطة والنهوض بالمنظومة الاقتصادية والسياسية وأخيرًا التنمية الاجتماعية فى اليمن.