كشف مسئولون افغان وغربيون عن تكثيف طهران، ببطء وهدوء، لإمداداتها من السلاح والذخيرة والتمويل إلى حركة طالبان، وتتولى طهران كذلك تزويد طالبان بالمقاتلين وتدريبهم، في تهديد جديد لأمن أفغانستان . نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن دبلوماسي غربي قوله أن "إيران تراهن على عودة طالبان، والإيرانيون لا يعرفون إلى اين تتجه أفغانستان، لذا يتحوطون بأخذ كل الاحتمالات في الحسبان"، بينما يقول مسؤول أفغاني سابق أن "الإيرانيون ينفون هذا الدعم كلما نناقشه معهم". ويشكل التحالف الجديد بين إيران وطالبان تحديًا جديدًا لخطط الرئيس الامريكي "باراك اوباما" سواء في الشرق الأوسط أو في أفغانستان، حيث تعمل الولاياتالمتحدة على تحجيم طالبان قبل الانسحاب المقرر في نهاية رئاسته عام 2016. وحذر "ايد رويس" رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الامريكي من أن "دعم إيران لطالبان سيزداد بعد التوصل إلى اتفاق نووي معها، يتضمن رفع العقوبات المفروضة عليها"، موضحا أن "إيران تصعد دعمها لجماعات مسلحة ومتمردة في عموم المنطقة، وهذا الدعم سيزداد بالمليارات التي سيوفرها تخفيف العقوبات". أعلن "جون ماكين" رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أن "دعم إيران المتزايد لطالبان أفغانستان يعد استمرار لنهجها العدواني في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، وهو دليل آخر على تجاهل الادارة المتعمد للحقائق على الأرض في ضوء العدوان الإيراني في المنطقة". وقال مسئولون افغان وغربيون إن "الحرس الثوري اصبح حليفًا مهمًا لطالبان أفغانستان، فطهران تستخدم المهاجرين واللاجئين الأفغان على أراضيها، وهو تكتيك استخدمته لتجنيد هؤلاء الأفغان وارسالهم للقتال مع قوات نظام بشار الأسد في سوريا"، ونقلت الصحيفة عن القائد العسكري "عبد الله" وهو واحد من هؤلاء، أنه عندما سأله ضابطًا في الاستخبارات الإيرانية عن كم يبلغ دخله، وقال له انه سيضاعف هذا الدخل إذا ذهب للعمل معهم في أفغانستان، وأضاف أن مهربين يتعاملون مع إيران ينقلون الامدادات إلى طالبان عبر الأراضي الباكستانية، وأن مقاتليه يتلقون اسلحة بينها مدافع هاون ورشاشات خفيفة وقاذفات آر بي جي ومواد لتصنيع عبوات ناسفة. وكان تحالف إيران مع طلبان اتخذ بعدًا كبيرا في صيف 2013 عندما وجهت طهران دعوة رسمية إلى وفد من طالبان للمشاركة في مؤتمر حول الاسلام ولقاء مسؤولين إيرانيين كبار. ويقول مسؤولون امنيون افغان أن أدلة واضحة توافرت لهم بحلول خريف 2013 أن إيران تدرب مقاتلي طالبان داخل اراضيها، وبحسب مسؤولين افغان وعبد الله القائد العسكري في طالبان أن طهران "تدير اربعة معسكرات تدريب على الأقل في طهران ومشهد وزاهدان وفي اقليم كرمان". ونقلت وول ستريت جورنال عن مسؤول افغاني رفيع قوله: "في البداية كانت إيران تدعم طالبان ماليًا، لكنها الآن تدربهم وتسلحهم ايضًا"، وقال مسؤول غربي إن إيران اضفت طابعًا رسميًا على تحالفها مع طالبان بالموافقة على فتح مكتب لها في مشهد منذ اوائل 2014، واكتسب المكتب نفوذًا واسعًا، حتى أن بعض المسؤولين الأجانب يشيرون اليه الآن بوصفه "شورى مشهد"، تسمية تُطلق عادة على هيئات طالبان القيادية.