اعتبر تقرير للمعهد الهولندي للعلاقات الدولية "Clingendael"، أن الثورات العربية، وما نتج عنها حروب أهلية، فى سوريا، والعراق، واليمن، مع زيادة فى وتيرة الإرهاب، طرحت العديد من التحديات الاستراتيجية للغرب وأوروبا، تحديدًا، فى منطقة الشرق الأوسط، خاصة مع صعود جماعات إرهابية جديدة أكثر تطرفاً ودموية، أبرزها تنظيم "داعش" الذي لا يمثل تهديداً أمنياً للمنطقة فقط، ولكن لأوروبا وغيرها من مناطق العالم. المعهد الهولندي للعلاقات الدولية، أصدر تقريراً في شهر أبريل 2015 بعنوان: "المحنة والفرصة.. مواجهة تحديات السياسة والأمن في الشرق الأوسط"، ينقسم إلى 6 أجزاء، أعده كل من مدير البحوث في مركز سياسة الشرق الأوسط بمعهد بروكينجز، دانيال بايمان، وشادي حميد، زميل بمركز سياسات الشرق الأوسط بمعهد بروكنجز، ويتناول التحديات الإقليمية الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، مع تقديم بعض التوصيات للاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، والجهات الفاعلة المعنية الأخرى لمواجهتها.
وحدد "بايمان" في الجزء الأول، العوامل الأمنية والإنسانية المحركة للصراعات الجارية، في سوريا والعراق واليمن وليبيا، مشيرًا إلى أن في كل هذه الدول أدت التصدعات العرقية والدينية والقبلية والعقائدية، بالإضافة إلى وجود عجز واضح في مقومات وآليات الحكم، لنشوب صراعات أهلية دامية، كما يتسبب امتداد النزاع - بما يتضمنه من زيادة الأعباء الاقتصادية والاجتماعية التي فاقمت أزمات اللاجئين وانتشار التطرف - في زعزعة استقرار الدول المجاورة، مما يزيد من مخاطر التدخل العسكري وردود الأفعال العنيفة. ولمواجهة استمرار أعمال العنف في سوريا والعراق، يرى التقرير، أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي وشركائه الدوليين النظر في كيفية تقديم دعم أفضل وأكثر جدية للجهات الفاعلة الرئيسية، سواء المناهضة لنظام "الأسد" أو لتنظيم "داعش" على حد سواء، على أن يكون هذا الدعم في شكل بعثات تدريبية، وتوفير المعدات اللازمة، وغير ذلك من الدعم المادي المطلوب، كما أن توفير المساعدات الإنسانية والأمنية للدول التي تستضيف تجمعات كبيرة من اللاجئين، يعد أمراً حيوياً لاحتواء الأزمات وتهدئة التوترات الاقتصادية والاجتماعية في مجتمعات اللاجئين.