كان في البداية يحمل اسم مهرجان الإذاعة والتليفزيون، ثم أطلقوا عليه هذا العام مهرجان القاهرة للإعلام العربي، وبغض النظر عن الاسم الذي يحمله، فالمقصود هو الاحتفاء بالمبدعين في كل مجالات الإعلام، ومايهمني بشكل خاص هو ماتقدمه الدراما التليفزيونية "سواء كانت اجتماعية أو تاريخية أو كوميدية"، ولأني أحرص كل عام علي متابعة جوائز" إيمي" الامريكية التي تتسابق من خلالها المسلسلات التليفزيونية بأنواعها وتنقسم الي فئتين فقط الأولي المسلسلات الدرامية سواء كانت اجتماعية أو تاريخية"والمسلسلات الكوميدية أو الموسيقية، ثم تنقسم الدراما نفسها الي مسلسلات طويلة وأخري قصيرة لأن المسلسلات عندهم في "أمريكا والدول المتقدمة" لايوجد إلتزام بتقديم ثلاثين حلقة! أما عندنا فالمسلسل الذي تقل حلقاته عن اثنتي عشرة حلقة لايحق له دخول المسابقة وكأنه رجس من عمل الشيطان! المهم أن متابعتي لجوائز إيمي تمنحني حالة من المتعة والبهجة، وخاصة وأنا أتابع الجوائز وهي تذهب لمستحقيها فقد كنت أقوم دائما بلعبة التوقعات، ومن خلال مشاهدتي للمسلسلات الامريكية والافلام التليفزيونية أضع توقعات عن قائمة الفائزين وكان يسعدني أن تكون توقعاتي ، صحيحة بنسبة ثمانين بالمائة علي الاقل! وعندما تلقيت هذا العام دعوة للمشاركة في لجان تحكيم مهرجان القاهرة للإعلام العربي، شعرت ببعض السعادة وكثير من المسئولية، فمن خلال تجاربي السابقة في التحكيم من خلال المهرجان القومي للسينما أو مهرجان جمعية الفيلم أو المهرجان الكاثوليكي ، كنت أشعر بالرضا التام عندما تصل الجائزة للمبدع الذي يستحقها، وتصورت أن الأمر سوف يكون كذلك في مهرجان القاهرة للاعلام العربي ولكن الأمر كان مختلفاً تماماً، ويمكن أن تصفه بالكارثة! عشوائية في البداية وجدت اسمي بين مجموعة زملاء يشكلون لجنة المنوعات، مما أثار دهشتي ، فكيف لعاقل أن يضع ناقدًا سينمائيا متخصصًا في متابعة السينما ومسلسلات التليفزيون في لجنة لبرامج المنوعات؟ كيف تم هذا التصنيف ؟؟ومن صاحبه؟ وكان لابد لي من الاعتراض، وقلت لدكتور" فاروق أبو زيد" رئيس لجان التحكيم أن وضعي في لجنة المنوعات لن يكون مفيدا، وطالبت بنقلي الي لجنة المسلسل الاجتماعي، ولكن رئيس لجان التحكيم أخبرني أن هذا التقسيم نهائي ، وإن هناك اتفاقا علي عدم نقل أي عضو من لجنة الي أخري حتي لاتحدث فوضي!! وإن كلمته "مش حاتنزل الأرض"، وبعد دقائق كنت خلالها قد اتخذت قرارا بعدم المشاركة في لجنة المنوعات رغم أن أعضاء تلك اللجنة كانوا مجموعة ظريفة جدا من الشخصيات المصرية والعربية، وجاءني الناقد الكبير يوسف شريف رزق الله وأخبرني بالموافقة علي نقلي الي لجنة المسلسل الاجتماعي بعد أن طلب الناقد أحمد صالح نقله منها إلي لجنة الأفلام القصيرة! وعندما قابلت د.فاروق أبوزيد علي الغذاء قلت له يعني فيه نقل من لجنة إلي أخري أمال إيه حكاية "كلمتي ماتنزلش الأرض" !! وبدأت العمل في لجنة المسلسلات الاجتماعية التي تضم سبعة أعضاء غيري بينهم أربعة من الزملاء العرب من السودان، والعراق وقطر وسوريا وآه من هذا العضو السوري الذي كان وللأسف الشديد محراكاً للشر ولبداية الازمة التي حدثت بعد ذلك! نهاية رجل شجاع طبعاً أنا مش محتاجة أثبت حماسي الشديد للدراما السورية، فقد كنت من أوائل النقاد الذين لفتوا النظر إليها منذ أن شاهدت "أخوة التراب" للمخرج السوري نجدت أنزور في عام 1997تقريباً ، ثم تبعها بمسلسل "الجوارح" و"نهاية رجل شجاع"، والمخرج هيثم حقي ومسلسله "خان الحرير"، وباسل الخطيب ومسلسله "هولاكو" وغيرهم، المهم أن حماسي للمسلسل السوري التاريخي او الاجتماعي ليس في حاجة الي دليل، وإذا بي أواجه بتهمة عداء الأعمال السورية من الاستاذ زعبور! أيوة اسمه كدة نضال زعبور، ويبدو أنه تصور نفسه مندوباً عن الدراما السورية في مهرجان القاهرة للإعلام العربي!! ومهمته أن يعود لبلاده بأكبر قدر من الجوائز ولو علي حساب المبدعين من بقية الدول المشاركة في المهرجان!! شارك في مسابقة المسلسل التاريخي 29 مسلسلاً مصريا بينها خمس مسلسلات إنتاج شركة "صوت القاهرة" خد بالك من هذه النقطة جيدا سوف نأتي لها فيما بعد! و12 مسلسلاً سوريا ، ومسلسلات من دول الخليج "قطر، البحرين، الإمارات" بالإضافة لمسلسلات من العراق وتونس والمغرب! وبلغ عدد الأعمال المشاركة في مسابقة المسلسل الاجتماعي خمسة وخمسين مسلسلاً!! وهذا ماكان يضطر اللجنة للعمل من الساعة العاشرة صباحاً حتي الثانية عشرة مساء وأحيانا إلي مابعد ذلك! المفروض بقي تسألني عن بقية أعضاء اللجنة من الزملاء المصريين، أحدهم الفنان الكبير عمر الحريري الذي اكتشفت خلال المدة التي قضيناها معا في اللجنة التي امتدت الي عشرة ايام أنه رجل مهزار، ومرح أكثر من اللازم بحيث لايمكن أن تأخذ مايقوله علي محمل الجد، بأية حال، ثم وهذا مربط الفرس أنه كان يشعر بالإرهاق أثناء مشاهدة بعض المسلسلات، وهو أمر لايلام عليه ، ولكن كل اللوم يقع علي رأس من اختاره لهذه المهمة الشاقة، أما العضو الأكثر خطورة فكان شخصًا يدعي صلاح أحمد حسين وفي بطاقة تعارفه يؤكد أنه صحفي ومؤلف دراما، وعندما سألت عنه عرفت أنه كان يكتب مسلسلات للإذاعة في السبعينات، ولكني فشلت في معرفة الجريدة التي يكتب فيها صحافةّّّ!! أما خطورة وضعه فهي تأتي من كونه عضوًا مزمنًا في لجنة الدراما الاجتماعية وهو يفاخر بأنه في اللجنة منذ 13 سنة يعني تقدر تقول إنه ساكن ومقيم فيها طوال هذا العمر!! وهو الأمر الذي جعله علي معرفة بكل شركات الانتاج في مصر وسوريا، وتستطيع أن تدرك أنه ضابط إيقاع اللجنة ومحركها، ورغم أنه لم يكن رئيس اللجنة بل كان المخرج الكبير إبراهيم الشقنقيري ولسبب لم أفهمه "إلا بعدين" ترك رئيس اللجنة للاستاذ صلاح حسين كل المهام الشاقة، المتعلقة بالتأثير علي أعضاء اللجنة في الاتجاه الذي يريده وفق أجندة خاصة لم أدركها "برضه إلا بعدين خالص في اليوم الأخير"نسيت أن اقول لكم إني كنت السيدة الوحيدة في اللجنة"!! والمشكلة إني افتكرت الحكاية جد وأننا بنحكم الاعمال الفنية، بضمير وحرفة وحكمة ولكن اتضح أننا جايين نوزع الجوايز علي الأخوة العرب ، ونهين الدراما المصرية ونضربها في مقتل! ! ولامانع من منح أعمال شركة صوت القاهرة بعض الجوائز لتمرير الصفقة في سلام وأمان! مصر هي أمي إذا كنت تعرفني جيدا من خلال ما أكتبه فلابد وأن تكون قد أدركت أني لست من هذا النوع الذي يتاجر بشعارمصر هي أمي، بل أنا شديدة الحماس لكل صاحب إبداع مصري سوري هندي ماشي! ! وبين الأعمال الكثيرة التي شاركت بها الدراما المصرية لم أتحمس إلا لعدد محدود من المسلسلات وجدت أن بها عناصر تستحق الإشادة والاهتمام والتكريم ايضا! ومع ذلك كنت أشعر بالضيق والغضب من تعليقات الاستاذ زعبور الساخرة أثناء متابعة بعض المسلسلات المصرية، والغريب أن أعضاء اللجنة من الزملاء المصريين كانوا يشاركونه السخرية والضحك، حتي بلغت الوقاحة مداها عندما اقترحنا شهادة تقدير خاصة لنور الشريف عن دوره في الرحايا، ثم ونحن نتابع مسلسل "مجنون ليلي" ونضع بين المرشحين لجائزة التمثيل خالد ابو النجا فإذا بالاستاذ زعبور يطلق تعليقًا شديد الوقاحة "!! ووجدت أني لابد وأن أرد الاهانة بما أدي الي حدوث حالة احتقان! أرجع وأقول العيب علي من اختارأعضاء اللجنة وخاصة وأن زعبور يعمل لدي إحدي شركات الإنتاج السورية! وكذلك كل من الزميلين العراقي والقطري ! رغم أن قوانين المهرجان تحتم استبعاد أي صاحب عمل مشارك في المسابقات من عضوية أي لجنة كانت، إلا أن معظم المشاركين العرب يعملون لدي جهات إنتاج والأهم من ذلك أن أمين عام المهرجان الاستاذ إبراهيم العقباوي يترأس شركة صوت القاهرة التي تشارك بعدد من المسلسلات الاجتماعية! ! وهو الامر الذي يضرب مصداقية النتائج التي تحولت بقدرة قادر في نهاية الامر لصالح مسلسلات صوت القاهرة التي لم تكن في حسابات الجوائز حتي الساعات الأخيرة! نظرا لخصوصية مهرجان القاهرة للابداع الذي يتحول الي ساحة قتال بين شركات الإنتاج المشاركة والتي تستخدم كل منها كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لضمان الفوز، أقترح أن يضاف لأعضاء كل لجنة شخص يقوم بكتابة محضر يومي عن سير المناقشات بين الاعضاء، وكيف انتهت الامور لضمان الموضوعية والامانة وخاصة وأن النتائج التي توصلنا إليها في لجنة الدراما الاجتماعية قد تبدلت في آخر لحظة، دون أن يكون هناك أي دليل علي النتائج الصحيحة قبل أن يحدث تدخل من عدة أشخاص لتغيير النتائج! ! التي رفضت التوقيع عليها وقررت أن أبريءساحتي من تبعاتها! ! كنا قد أنتهينا الي ترشيح الفنانة ليلي علوي لجائزة افضل ممثلة عن دورها الرائع في مسلسل مجنون ليلي فإذا بالنتيجة تتغير وتصبح الفنانة السورية سلافه معمار هي الفائزة عن دورها في مسلسل زمن العار، أما جائزة أفضل وجه صاعد فقد كانت من نصيب الفنان الشاب شريف سلامة عن دوره في مسلسل حرب الجواسيس فإذا بالجائزة تتجه الي الممثل العراقي خليل فاضل! ! ونفس الحال مع جائزة افضل ممثلة دور ثان التي كانت تستحقها الفنانة جيهان فاضل عن أدائها البديع في مسلسل مجنون ليلي فإذا بالجائزة تذهب في اللحظات الاخيرة الي اللبنانية "كارمن لبوس" عن دورها في "البوابة الثانية" إنتاج صوت القاهرة! وكانت الجائزة الفضية من نصيب مسلسل حرب الجواسيس فإذا بها تذهب الي مسلسل "الهروب من الغرب" إنتاج صوت القاهرة ! ! وكانت جائزة التصوير من حق سامح سليم عن مسلسل "خاص جدا" فإذا بها تذهب الي محمد حبيب السوري عن مسلسل"رجال الحسم" ! ! وحصل محمد الغيطي عنوة علي جائزة أفضل كاتب سيناريو رغم أن الجائزة كانت لكل من حسن سامي يوسف ونجيب نصير عن المسلسل السوري زمن العار! ! رسالة إلي الوزير أما الجوائز التي لم يطرأ عليها أي نوع من التغيير فهي جائزة افضل ممثل التي استقرت عند خالد الصاوي عن دوره في مسلسل قانون المراغي، وجائزة أفضل ممثل مساعد للممثل السوري باسم ياخور عن دوره في "حرب الجواسيس"، وجائزة الموسيقي التصويرية "لرعد خلف" عن حرب الجواسيس، وجائزة افضل مخرج للمغربي" محمد علي المجبود "عن مسلسل ساعة في الجحيم ، والجائزة الذهبية لمسلسل هدوء نسبي! وكنت قد إقترحت أن تكون هناك جائزة خاصة أو شهادة تقدير تمنح لافضل أغنية تتر، بحيث تمنح لنانسي عجرم عن "إبن الارندلي" أو جنات عن تتر "حكايات وبنعيشها" لكن حتي الشهادات التقديرية لم يتركوها في حالها وتغيرت نتائجها ليحصل عليها كاتبة المسلسل القطري "قلوب للبيع" وبطل العمل بالذمة فيه جائزة واحدة تحصل عليها الكاتبة والممثل ؟ ونفس الشيء حدث مع آخر شهادة تقدير تلك التي منحت الي المسلسل الي كل من المسلسل العراقي الحب والسلام والمسلسل السوري رجال الحسم ! إزاي مسلسلين من دولتين مختلفتين يشتركان في جائزة واحدة؟ بعد كل هذا العك كان لابد وأن أرفض التوقيع علي تلك النتائج المخزية التي تمثل حالة هائلة من عدم الموضوعية والعار الذي سوف يلحق بالمهرجان وهذا مادفعني لإرسال فاكس لوزير الإعلام أنس الفقي أطلعه علي كل ماحدث في لجنة المسلسل الاجتماعي لعله يتمكن من إعادة الحق لمن يستحق وينقذ سمعة المهرجان وسمعة الإعلام المصري!