ننشر تفاصيل اجتماع مجلس التعليم التكنولوجي    شاهد.. الحوار الوطني يناقش المقترحات الخاصة بتطوير مرحلة الثانوية العامة    "محاكمة" الحكومة تثير أزمة في البرلمان.. ومعيط: أرقامنا أدق من صندوق النقد -تفاصيل    مد الخدمة لهؤلاء.. بيان حكومي مهم بشأن مسابقة ال30 ألف معلم    العمل: 3537 فُرصة عمل جديدة في 48 شركة خاصة تنتظر الشباب    ورش مجانية تعليمية وتدريبية بمركز تكنولوجيا المعلومات في دمنهور    محافظ قنا يتابع الموقف المروري في نجع حمادي    "زراعة النواب" تطالب بدعم استثمارات قطاعَي الزراعة والري بالموازنة الجديدة    محافظ أسوان يستقبل وفد الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات    تراجع جماعي لمؤشرات البورصة مع نهاية تعاملات اليوم الأحد    سرايا القدس تعلن استهداف دبابة ميركافا إسرائيلية في رفح    الاحتلال الإسرائيلي يواصل قصفه قرى وبلدات جنوبي لبنان    برلماني أيرلندي ينفعل بسبب سياسة نتنياهو في حرب غزة (فيديو)    الهيئة الوطنية الصينية للفضاء تعلن هبوط المسبار تشانج آه-6 على القمر    تشيلي تنضم لجنوب أفريقيا في الدعوى القانونية ضد إسرائيل    ختام اختبارات ناشئي الأهلي في القاهرة والتصفيات في يوليو    أبرز المحترفين الراحلين عن الدوري المصري نهاية الموسم    محمد الشيبي.. هل يصبح عنوانًا لأزمة الرياضة في مصر؟    وزير الشباب يطلق شارة بدء البرنامج التدريبي لمدربي المنتخبات الوطنية    إجراء مقابلات شخصية لاختيار أخصائي تخاطب بمراكز شباب القليوبية    مصرع شخصين في حادث تصادم سيارة ملاكى مع دراجة نارية بالشرقية    النشرة الجوية.. هيئة الأرصاد: الصيف بدأ وذروة الحرارة الشديدة بعد ساعات    قرار عاجل من تعليم الغربية بشأن غرق تلميذ داخل حمام سباحة بإحدى المدارس الخاصة    أول تطبيق لتحذير النائب العام من تجاوز السرعة.. قرار ضد سائقي حافلتين مدرستين    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل مسن في روض الفرج    حقيقة تدهور الحالة الصحية لسلطان الطرب جورج وسوف    تكريم محمود رشاد وسوسن بدر ونشوى جاد بعد عرض "أم الدنيا 2" في الكاتدرائية    "قصف جبهة" و"سينما 30" يختتمان الموسم المسرحي لقصور الثقافة بمحافظات شرق الدلتا    أحمد حلمي بمهرجان روتردام: الفنان يجب أن يتحمل مسؤولية تقديم الحقيقة للعالم    قبل قدوم عيد الأضحى 2024.. «الإفتاء»: ما يُستحب فعله وما يُكره بعد الأضحية    4 أعمال مستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة.. احرص عليها    مركز سموم بنها: استقبلنا 377 حالة خلال مايو    «الوزراء» يعرض جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال مايو    كوريا الشمالية ترسل 600 بالون إضافي محملين بالقمامة عبر الحدود    وزير الإسكان ومحافظ الإسكندرية يتفقدان مشروع إنشاء محور عمر سليمان    الكلمة هنا والمعنى هناك: تأملات موريس بلانشو    الوكرة يكشف ليلا كورة.. حقيقة طلب التعاقد مع أليو ديانج    تأجيل نظر طعن المتهمين بقتل شهيدة الشرف بالمنصورة    مفتي الجمهورية: يجوز للمقيمين في الخارج ذبح الأضحية داخل مصر    حج 2024| «الأزهر للفتوى» يوضح حكم الحج عن الغير والميت    توجيه جديد لوزير التعليم العالي بشأن الجامعات التكنولوجية    وزير المالية: مشكلة الاقتصاد الوطني هي تكلفة التمويل داخل وخارج مصر    تحرير 139 مخالفة للمحلات غير الملتزمة بقرار الغلق لترشيد الكهرباء    غرفة الرعاية الصحية باتحاد الصناعات: نتعاون مع القطاع الخاص لصياغة قانون المنشآت الجديدة    في زيارة أخوية.. أمير قطر يصل الإمارات    وزير الري يبحث مع السفير التنزاني تعزيز التعاون بين القاهرة ودار السلام    توريد 125 طن قمح لمطحن الطارق بجنوب سيناء    نسرين طافش تكشف حقيقة طلبها "أسد" ببث مباشر على "تيك توك"    طريقة عمل الفطير المشلتت الفلاحي، الوصفة الأصلية    تحرير أكثر من 300 محضر لمخالفات في الأسواق والمخابز خلال حملات تموينية في بني سويف    «الداخلية»: ضبط قضايا اتجار في النقد الأجنبي ب9 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    محافظ كفر الشيخ يعلن أوائل الشهادة الإعدادية    وزيرة التخطيط ل"النواب": الأزمات المتتالية خلقت وضعًا معقدًا.. ولابد من «توازنات»    رسمياً.. منحة 500 جنيه بمناسبة عيد الأضحى لهذه الفئات (التفاصيل والموعد)    ل برج الجوزاء والعقرب والسرطان.. من أكثرهم تعاسة في الزواج 2024؟    الزمالك يستأنف تدريباته اليوم في غياب 12 لاعبا    عمرو السولية: هدفي الاستمرار في الأهلي حتى الاعتزال    قصواء الخلالى ترد على تصريحات وزير التموين: "محدش بقى عنده بط ووز يأكله عيش"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سوريا علي مشارف حرب أهلية
نشر في القاهرة يوم 12 - 06 - 2012

تواصلت الجهود الدولية حول الملف السوري بعقد جلستي الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن في 7 / 6 لكن دون إحراز أي تقدم في تقريب وجهات النظر بين الدول الكبري حول وسائل وقف العنف الدموي والمجازر في سوريا، بالرغم من وقوف الجميع وتمسكهم بخطة المبعوث الدولي كوفي أنان . كان الموقف الدولي تجاه الأزمة المتصاعدة في سوريا قد دخل مرحلة جديدة عبر طروحات الاختيار الحاسم بين التدخل الدولي العسكري في إطار الأمم المتحدة، أو اتخاذ موقف مباشر لوقف العنف الدموي الذي يقوم به النظام السوري من خلال اتفاق جماعي، حتي لو كان ذلك خارج نطاق المنظمة الدولية . ففي تصريح أخير لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أكدت صراحة "ان الوقت قد حان للتدخل في سوريا لوقف الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان"، من جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا " إن الجيش الأمريكي مستعد لأي عمل عسكري ضد سوريا قد يكون ضروريا "، فيما أضاف الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون إلي هذا الموقف قوله: "إن تدهور الوضع في سوريا يشبه في بعض جوانبه مشكلة البوسنة في عامي 1993، 1994، والتي تعامل معها كلينتون بالتدخل المباشر أثناء فترة رئاسته . ويأتي هذا التبلور في الموقف الأمريكي بينما أعرب الموفد الأممي لحل الأزمة السورية كوفي أنان عن إحباطه ويأسه من فشل جهود الانتقال السلمي للسلطة في سوريا، مشيرا إلي أنه " إن لم تكن الخطة التي نطرحها هي الحل المناسب، يجب أن يكون هناك حل آخر، وهذا عمل مجلس الأمن "، وبينما تطالب بعض الدوائر كوفي أنان بأن يعلن فشل مهمته في سوريا، فإن دوائر أخري تري أن ذلك سيعني الإعلان عن فشل المجتمع الدولي في حل المشكلة السورية . إلي ذلك، جاءت إدانة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للمذبحة المروعة التي وقعت في بلدة الحولة في سوريا، وراح ضحيتها 100 شخص، منهم مايزيد علي 40 طفلا، وطالب المجلس بتحقيق دولي شامل في هذه المذبحة من خلال لجنة تحقيق دولية مستقلة، وبينما دعت نافي بلاي رئيسة مفوضية حقوق الإنسان مجلس الأمن الدولي لبحث تحويل قضية مجزرة " الحولة " إلي المحكمة الجائية الدولية، فقد فجع العالم بمجزرة جديدة في قرية "القبير" راح ضحيتها 87 شهيدا . وكان وقف إطلاق النار في سوريا قد أعلن في 12 ابريل، ووصلت إلي البلاد طلائع بعثة المراقبين التي توسعت ووصلت إلي 260 مراقبا للتثبت من وقف أعمال العنف، وحدد مجلس الأمن مدة مهمة المراقبين الدوليين بتسعين يوما، تنتهي في منتصف يوليو القادم، غير أن وقف إطلاق النار لم يحترم يوما واحدا . وفي غمار الورطة الدولية تجاه أزمة سوريا، جاء إعلان روسيا والصين أن بقاء بشار الأسد ليس شرطا ضروريا لترتيبات المستقبل في سوريا، ليفتح باب الأمل في تطور دولي جديد تجاه الأزمة . استقطاب دولي علي مدي أربعة عشر شهرا من عمر الثورة السورية التي اندلعت في مارس 2011 في سياق ثورات " الربيع العربي "، لم يتشكل موقف دولي " متوافق " إزاء المواجهة الدموية بين النظام السوري والشعب الذي يمارس حقه الطبيعي في الاختيار السياسي، بل يمكن القول إنه ليس ثمة ما يمكن اعتباره موقفا دوليا إزاء الأزمة السورية أصلا، حيث اتجه كل قطب دولي، منذ بدايات الأزمة وعلي مدي الشهور التالية، إلي حساب مصالحه الاستراتيجية، وفقا للتوازنات السياسية والعسكرية، وتكييف موقفه من الأحداث، بناء علي هذا المعيار وحده، بغض النظر عن حقوق وطموحات الشعب السوري وحقه في التغيير، وحتي بلا أي اعتبار لانتهاكات حقوق الإنسان، وسفك الدماء البريئة، وممارسة التعذيب والتنكيل بالمدنيين، والجرائم التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه علي مدار الساعة . ومن هذا المنطلق، ينظر السوريون إلي المجتمع الدولي (عربيا وعالميا) علي أنه تخلي عن واجبه، ولم يقم بمسئولية الدفاع عن شعب مناضل، ولم يمارس تجاه الشعب السوري ما يجب من دعم وتعزيز لآماله في الحرية والديمقراطية، ولم يقم بدور فاعل لمنع العنف والقهر والقمع الذي يتعرض له، ما شجع النظام السوري علي مواصلة غباءه السياسي، وتنكيله الفاضح بالشعب السوري الباسل . لقد اتسم الموقف الدولي تجاه " الربيع السوري " بنظرة براجماتية شائنة، فالجانب الأمريكي قامت حساباته منذ البداية علي أساس الحفاظ علي مصالح إسرائيل في استمرار نظام بشار الأسد لضمان استمرار كل المعطيات والعلاقات القائمة، حتي لا يأتي التغيير في المنطقة بما يمكن أن يهدد الأمن الإسرائيلي، في الوقت نفسه، ارتكز الموقف الروسي والصيني، علي حسابات المصالح الاستراتيجية لكل دولة، وضرورة الاحتفاظ بمواقع التميز التي تتمتع بها في ظل " الصيغة والمعادلات القائمة " في منطقة الشرق الأوسط، هذا، بينما ركزت أوروبا والولايات المتحدة نسبيا علي اتخاذ قرارات بفرض العقوبات الاقتصادية علي النظام السوري، الأمر الذي لم يجد فتيلا في تغيير توجهاته الدموية، وقد أدي ذلك كله إلي عرقلة صدور قرارات إدانة قوية من جانب مجلس الأمن ضد النظام السوري بالرغم من بشاعة الجرائم التي يرتكبها علنا، وعلي مسمع ومرأي من المجتمع الدولي، الذي بدا عاجزا ومتفرجا علي شعب يتم ذبحه بدم بارد علي أيدي أبشع نموذج للاستبداد في عالمنا المعاصر . وأخيرا، عندما ارتكب النظام مجزرة " الحولة " البشعة، تحركت عواصم العالم، وطردت سفراء سوريا لديها في محاولة يائسة لممارسة الضغط عليه، ولكن مع استمرار حالة الارتباك والانقسام والاستقطاب في تكييف الموقف الدولي عموما من الأزمة السورية، وزاد علي ذلك تبادل الاتهامات بين مختلف الأقطاب حول مجريات الأحداث، فوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تتهم روسيا بتزويد نظام بشار الأسد بالأسلحة التي يستخدمها ضد الشعب السوري، كما تتهم إيران بالقيام بدور شرير في سوريا، وفي اللحظة الراهنة، تزداد المخاوف الأمريكية من تطورات الموقف في سوريا إلي ما لا تحمد عقباه، فالمتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني يحذر العالم من نشوب " حرب بالوكالة " في سوريا تكون فيها إيران مجرد طرف خارجي، ووزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا يطالب المجتمع الدولي بالتحرك للإطاحة بالأسد، قبل أن يفوت الأوان، بينما يؤكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه " لا يمكن فعل شيء بالقوة " في سوريا، ويطالب وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيلي موسكو بتغيير موقفها تجاه نظام بشار الأسد، ولكنه يحذر من أي تدخل عسكري خارجي في سوريا، وتطالب بكين مجددا باتباع الوسائل السياسية والدبلوماسية لحل الأزمة السورية . وفي غمار ذلك كله، جاء تصريح جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي بأن روسيا لا تعتبر بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة شرطا مسبقا لتسوية النزاع في سوريا، فيما قال سفير الصين في الأمم المتحدة إن الصين لا تسعي لحماية الرئيس السوري بشار الأسد، لينفتح باب الأمل نسبيا أمام تبلور موقف دولي جديد تجاه الأزمة وسط ترحيب دولي عام بالموقف الجديد لموسكو وبكين، وهو ما لم يتم التوصل إليه في جلستي الجمعية العامة ومجلس الأمن الأخيرتين . مبادرات جانبية في إطار موقف دولي مختلط، طرح إيجور يورغينس مدير معهد التنمية المعاصرة في روسيا مبادرة تقضي بإيفاد قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة بلدان معاهدة الأمن الجماعي لمساعدة كوفي أنان في تنفيذ خطته حول إقرار السلام في سوريا، ويركز يورغينس علي قرار الأمم المتحدة حول "المسئولية عن الحماية" والذي ينص علي "حق الأسرة الدولية في التدخل العسكري باعتباره خطوة أخيرة في حال عجز الدولة عن حماية مواطنيها من الجرائم الموجهة ضد الإنسانية والإبادة الجماعية وغيرها من الجرائم" وكما يبدو، فإن هذا الطرح لا يتفق مع الموقف الروسي الرسمي الذي يعارض أي تدخل عسكري خارجي، ويعود ذلك إلي النقد الموجه إلي موقف روسيا بأنه ينحدر إلي درجة "الضعف" بإصراره علي دعم نظام بشار الأسد علي طول الخط، بالرغم من المؤشرات التي تدل علي قرب انهيار هذا النظام . وفي إطار بحث مدي إمكانية تنفيذ هذه المبادرة، يؤكد نيكولاي بورديوجا الأمين العام لمنظمة بلدان معاهدة الأمن الجماعي التي تضم روسيا ومعظم بلدان الاتحاد السوفييتي السابق أن رجال حفظ السلام للمنظمة يمكن استخدامهم بموجب تفويض من مجلس الأمن الدولي، سواء في أراضي الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي أو خارجها، وبالرغم من ذلك، فإن الدول الأعضاء في المعاهدة أعربوا عن تحفظاتهم إزاء الاقتراح، ومن ضمن مواقفهم التي أعلنوها في موسكو في شهر مايو الماضي أن حل التناقضات الحالية في البلدان العربية يجب أن يأتي من داخل هذه الدول، وليس من خارجها . وفي سياق الأزمة السورية المتصاعدة، فإن النغمة التي تغلب علي الدوائر الغربية حاليا هي تحذير روسيا من نشوب " حرب بالوكالة "، وتقول السفيرة الأمريكية لدي الأمم المتحدة سوزان رايس إنه إذا لم يتخذ مجلس الأمن الدولي اجراءات سريعة للضغط علي سوريا لإنهاء حملتها، فإن الدول الأعضاء في المنظمة الدولية قد تضطر للتحرك (خارج إطار الأمم المتحدة)، وتضيف رايس: "إن سوريا هي دولة غالبية سكانها من المسلمين السنة، وزعيمها العلوي متحالف مع إيران الشيعية، والبلد قد تصبح ساحة لحرب بالوكالة مع تدفق الأسلحة من جميع الاتجاهات، ثم تؤكد رايس: "إن القوي العالمية قد تفكر في اتخاذ اجراءات أحادية" . أما علي الجانب العربي، فالموقف أكثر سوءا، حيث اقتصر التحرك العربي علي رسالة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لمطالبة مجلس الأمن الدولي بزيادة حجم بعثة الأمم المتحدة في سوريا، ومنحها سلطات موسعة لحماية الناس في مواجهة العنف المتصاعد، وفهم من هذه الرسالة بأنها تعني تسليح المراقبين في سوريا، الأمر الذي تكتنفه صعوبات جمة، من بينها رفض النظام السوري لذلك، فضلا عن الرفض القاطع من جانب روسيا . من ناحية أخري، فلم يخرج الاجتماع الوزاري العربي في الدوحة في 2 يونيو بموقف قوي تجاه سوريا، اللهم إلا دعم خطة كوفي أنان مجددا، والدعوة إلي اجتماع للمعارضة السورية بأسرع وقت ممكن، والعمل علي تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلي جميع مستحقيها بالتنسيق مع دول الجوار، وتقديم الدعم للدول التي تستضيف لاجئين سوريين، ودعوة مجلس الأمن الدولي لتحمل مسئولياته لضمان التنفيذ الفوري لخطة كوفي أنان التي تدعو لوقف فوري لإطلاق النار، وفي إطار زمني محدد، بينما طالبت قطر المبعوث الدولي بنقل خطته الخاصة بسوريا إلي الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة . غباء النظام في تطور له أهميته، أدان مجلس الأمن الدولي بالإجماع مقتل 108 أشخاص فيما عرف باسم " مجزرة الحولة " مما تعد أول إدانة أممية تجاه النظام السوري منذ اندلاع الثورة، ويبدو أن هذه الواقعة أدت إلي قلب جميع المواقف رأسا علي عقب، وقد جاء في البيان غير الملزم الذي أصدره المجلس مايدين بأقوي العبارات عمليات القتل التي أكدها مراقبو الأمم المتحدة لعشرات من الرجال والنساء والأطفال، وإصابة مئات آخرين في الحولة قرب حمص في هجمات شملت قصفا بالمدفعية والدبابات الحكومية لحي سكني، وقالت نافي بيلاي مسئولة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في بيان آخر إن ماجري هي جرائم في حق الإنسانية، أو جريمة حرب . ويبدو أن المسألة التي لم يتحسب لها النظام السوري أن مذبحة الحولة أعادت إلي أذهان الكثيرين ذكري مذبحة " سريبرينتسيا " في أثناء أحداث البوسنة في صيف 1995، إثر ذبح أكثر من 8 آلاف مسلم علي يد قوات صرب البوسنة، مما يؤكد أننا نعيش في عالم لاتزال فيه المذابح ممكنة، كما يقول مايكل دوبس في الواشنطن بوست . وبالرغم من الغضب الجماعي الذي أثارته مذبحة الحولة في سوريا، غير أنها لم تؤد إلي بلورة الموقف الدولي، أو توصله إلي أي إجماع بشأن سوريا، ومع ذلك، تبدو المفارقة في أن التذكير بمذبحة "سريبرينتسيا " قاد الجميع للتذكير بأن الرئيس الأسبق بيل كلينتون، ظل ينأي بالولايات المتحدة عن التدخل، حتي تعرض لانتقادات قاسية، جعلته في نهاية الأمر يأخذ قراره بالتدخل في حرب البوسنة، وهو نفس الموقف الذي يتعرض له الرئيس باراك أوباما حاليا، والذي يواجه انتقادات داخلية حادة لتأخره حتي الآن عن التدخل لمنع المذابح في سوريا . ولا يبدي النظام السوري اهتماما يذكر باحتمالات التدخل الدولي لمنع العنف ضد المدنيين في سوريا،
ويصر الرئيس السوري بشار الأسد علي أن "الأمن" خط أحمر في سوريا وأنه سيمضي في المواجهة إلي نهايتها، وكأنه يقصد حتي آخر مواطن سوري، وعندما يتحدث جهاد مقدسي الناطق باسم الخارجية السورية عن المبعوث الأممي كوفي أنان فإنه يطلق عليه عبارة "المبشر بالحروب الأهلية"، ويصر نظام الأسد علي اتهام مايسميها بالمجموعات الإرهابية بارتكاب مذبحة الحولة، علي الرغم من الشهود والإثباتات التي أصبحت واضحة وضوح الشمس بشأن مسئولية النظام عن واقعة الحولة المأساوية . فالمجزرة حدثت في ثلاثة أماكن هي الحولة وتلدو وقرية الشومرية، حيث تم قصف المنطقة بالمدفعية، وتم إخراج العلويين من القرية، وإحراق وتدمير المنازل، وفي الشومرية تم ذبح 15 طفلا بالسكاكين علي أيدي شبيحة النظام، وهم من أقذر أنواع المرتزقة المجرمين الذين يوظفهم النظام السوري، وهناك شهود قاموا بتوثيق الأحداث، ومنهم من العلويين، حيث اتهم أكثر من 150 مثقفا وناشطا من أبناء الطائفة العلوية النظام السوري بارتكاب المجزرة، ووقّعوا علي بيان بصفتهم أبناء الشعب السوري، وقد أدانوا القتل والانتهاكات التي يقوم بها النظام ضد المحتجين، واعتبروها جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية، يتم ارتكابها بلا غطاء (أخلاقيا أو دينيا أو اجتماعيا)، يحمي من المساءلة والقصاص العادل، واتهم البيان النظام الذي يقوم باستخدام المأجورين والمرتزقة للقتل باسم الطائفة العلوية وغيرها، لتحويل الثورة العادلة إلي حرب طائفية تؤدي إلي تدمير البنية الاجتماعية للمجتمع السوري . وهنا، لابد من الاهتمام بما أكدته رئيسة المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة من أنه لن يكون ممكنا إصدار أي عفو عام بشأن الجرائم المرتكبة في سوريا بحجة توفير ملاذ آمن للرئيس السوري بشار الأسد، شريطة تركه للسلطة، وقالت نافي بيلاي إن الزعماء عادة ما يميلون إلي حل سياسي " نفعي " يشمل العفو أو التعهد بعدم الملاحقة، ولكن ذلك يكون في الحقيقة مخالفا للقانون الدولي، لأنه لا يمكن العفو عن الجرائم الخطيرة، ولابد أن تكون هناك مساءلة . وكان تقرير لجنة الأمم المتحدة لمكافحة التعذيب قد كشف أن قوات النظام السوري وميلشياته قد عذبت مدنيين من بينهم أطفال، وأحدثت بهم عاهات مستديمة بناء علي "أمر مباشر" من مسئولي النظام، وأدان التقرير الاستخدام الواسع للتعذيب والمعاملة القاسية للمحتجزين والأفراد الذين يشتبه في مشاركتهم في المظاهرات وللصحفيين ومدوني الإنترنت والمنشقين عن قوات الأمن وأشخاص مصابين وجرحي من النساء والأطفال . لقد أثبت النظام السوري أنه نموذج صارخ لدولة الاستبداد التي تعتمد القهر وسياسة البطش والجبروت وقمع مواطنيها بلا تردد، واستمرار لوبي الفساد المنتشر في كل المؤسسات في التمسك بكل امتيازاته، ورفضه التنازل عن مصالحه مهما كانت النتائج،فالنظام السوري يرفض الاعتراف بالثورة وحقوق المواطنين السوريين، ويخوض معركة البقاء الأخيرة بضراوة معتمدا علي ماكينة الأمن بكل شراستها، فيمارس القتل والتعذيب بدم بارد، وينشر الخوف والرعب في جميع الأجواء، مستغلا مناخ العجز والتردد والسلبية ومواقف التراجع المشين لدي المجتمع الدولي، ووفقا للشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن شهداء الثورة السورية وصلوا حتي الآن إلي أكثر من 15 ألف شهيد، عدا آلاف الجرحي والمصابين، وعشرات الآلاف من المعتقلين، ويتغابي النظام عن حقائق اللحظة التاريخية ومتغيرات الروح الجديدة لدي الشعب السوري أسوة بروح التحرر الجديدة لدي شعوب المنطقة العربية التي تنفض عن كاهلها نير الاستبداد الذي راهن علي حياتها لعدة عقود، وكلما ازداد النظام قسوة، يشتعل لهيب الثورة السورية التي لم تخمد، ويبذل النظام السوري جهدا خارقا لتعميق الشرخ المذهبي والطائفي وخلق حقائق مذهبية قاتلة علي الأرض لتقود البلاد إلي حرب أهلية مدمرة، حيث يوقن نظام بشار الأسد أنه أساسا لا يستند إلي شرعية حقيقية، منذ تاريخ وصول حزب البعث إلي السلطة عن طريق انقلاب عسكري في 1963، وفرض شرعية تقوم علي القتل والتخلص من جميع المعارضين، ولم تفلح يافطة العروبة والممانعة المباعة للسوريين في إقامة نظام سياسي شرعي في سوريا، وتعددت تواريخ المذابح التي ارتكبها النظام في عهدي الأسد الأب والإبن، وصولا إلي مذبحة الحولة التي تثبت استمرار مغامرة النظام السوري ورهانه الأخير علي آلة الحرب الشرسة في مواجهة صدور أطفال سوريا وثوارها . سيناريو الهاوية أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن هناك مساعي في الأمم المتحدة لمعالجة الوضع في سوريا عن طريق تطبيق البند السابع في ميثاق الأمم المتحدة، وأن هناك اتصالات مع دول المنطقة لاتخاذ خطوات تجنب سوريا نشوب حرب أهلية كاملة يمكن أن تجر المنطقة كلها إلي ما لا يمكن التنبؤء به . وفي سياق ذلك، تستمر الاتصالات بين واشنطن وموسكو، وبين موسكو ودول الاتحاد الأوروبي، ويبذل كوفي أنان جهدا كبيرا مع روسيا لتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف، ويبدو أن طرح "النموذج اليمني" لتغيير السلطة في سوريا أصبح مقبولا حتي لدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفيما تؤكد الشواهد أن خطة كوفي أنان تواجه فشلا ذريعا، فإن الاتصالات والمشاورات تجري علي مدار الساعة بين أنان، وواشنطن، وموسكو، والأمم المتحدة، وبروكسل، ويقول اندرو باتلر الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني "لقد أصبح الجميع مقتنعين بعدم جدوي كل الجهود الدولية الحالية لوقف العنف الدموي في سوريا"، ويضيف باتلر "إن أي عمل سيجري الآن سيكون من خارج مجلس الأمن الدولي"، ويمكن أن تكون مجموعة "أصدقاء سوريا" التي تضم دولا عربية وأخري غربية، هي "منصة الانطلاق"، ومع ذلك، كان ملفتا أن يعلن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة عنما أطلق عليه "اجراءات سريعة" بشأن الوضع في سوريا، سيتم اتخاذها في وقت لاحق . وفيما تشير مجمل التطورات إلي سيناريو معين يجري اعداده في مواجهة الأزمة السورية، يمكن ملاحظة عدة مؤشرات علي النحو التالي : 1- تعلق روسيا موقفها النهائي من النظام السوري علي ما سيطرحه المبعوث العربي والدولي لسوريا كوفي أنان، خاصة تقريره حول مذبحة الحولة الأخيرة، وكانت موسكو قد صوتت ضد مشروع القرار الصادر عن الجلسة الطارئة لمجلس حقوق الإنسان التابع لمجلس الأمن بشأن سوريا، وعللت ذلك بأن النص المطروح لم يتسم بالتوازن وتضمن تقديرات أحادية الجانب . ومع ذلك، يلاحظ أنه بالتدريج، بدأ ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسية يؤكد أن بلاده لا تستبعد تطبيق النموذج اليمني في سوريا (وهو نموذج طرحته دول مجلس التعاون الخليجي، وأيده مجلس الأمن الدولي بالإجماع) وتوالي موسكو اتصالاتها مع عناصر من المعارضة السورية، ولكن تعنت موقف موسكو عموما من الثورة السورية دفع برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المستقيل للتهديد بإعلان روسيا (عدوة للشعب السوري) إذا ما استمر موقفها ضد طموحات الشعب السوري في تغيير النظام السياسي وبناء دولة ديمقراطية حديثة في سوريا، وتبدو المؤشرات علي تغير الموقف الروسي وعدم الالتزام التام بحماية بشار الأسد . 2- بعد مذبحة الحولة والتطورات الأخيرة في سوريا، بدت مؤشرات تغيير في الموقف الدولي عموما، فمن ناحية بدت بوادر تقارب روسي - أوروبي علي أساس قناعة شبه تامة بأن نظام الأسد الغارق في مستنقع الدم يمهد لسقوطه، ويبدو أن موسكو دخلت في مرحلة البحث عن بديل لبشار الأسد تحديدا، ومن ناحية أخري، بدت مؤشرات "قناعة مشتركة" روسية - أمريكية - أوروبية علي السعي لتجنب انهيار الدولة السورية وتحولها إلي "دولة فاشلة" علي غرار أفغانستان، الأمر الذي يحولها إلي مرحلة الحرب الأهلية وجعلها بؤرة جديدة للإرهاب، وهو ما لا يتفق مع مصالح جميع الأطراف . 3- وتبدو العقبات الرئيسية في هذا المسار في أن روسيا، العائدة بقوة كقطب دولي عالمي، تريد الحفاظ علي مكانتها وصورتها ونفوذها علي الساحة الدولية، ولا تتنازل عن اعتراف الغرب لها بهذه المكانة، وبما لها من مصالح تتعلق بسوريا تحديدا ومنها : قاعدتها البحرية في طرسوس، وعقود بيع الأسلحة إلي سوريا، واستثمارات النفط، وضمان سلامة مسيحيين أرثوزكس في سوريا، أما من ناحية الولايات المتحدة، فإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليس لديه أي استعداد للتدخل في سوريا، وهو يخوض معركة انتخابات الرئاسة ويواجه ضغوطات داخلية متعارضة، فالشعب الأمريكي ليس في وارد القبول بأي تدخل عسكري امريكي في أي منطقة جديدة وهو بصدد غسل يديه من حربي أفغانستان والعراق، وفي الوقت نفسه يشن سياسيون انتقادات حادة ضد أوباما لعدم تدخله لمنع مذابح وحفلات سفك الدماء في سوريا، وهكذا، يبدو الجميع في ورطة للبحث عن بديل للأسد ويديه الملطخة بالدماء، والبحث عن بديل لخطة كوفي أنان التي تواجه فشلا ذريعا، ومحاولة التوصل إلي حل يجنب سوريا الحرب الأهلية درءا للدخول في مرحلة "فشل الدولة" . 4- ووفقا لمصادر فرنسية، فقد بدت فكرة التخلص من بشار الأسد وعائلته الحاكمة عن طريق "انقلاب عسكري"، ووفقا لهذه المصادر، تجري حاليا توافقات روسية - أمريكية في هذا الصدد، علي أن تقوم روسيا بالتداخل في ثنايا الجيش السوري، الذي تعرف تركيبته جيدا، وتقوم الفكرة علي أساس استرضاء قادة الجيش السوري من العلويين، وإقناعهم بالتخلي عن بشار الأسد، مقابل استمرارهم في مراكز القوة التي تمكنهم من حماية الطائفة العلوية، وفي الوقت نفسه، التخلص من سيطرة الأسد ورفاقه علي الحكومة والحزب والأمن والإدارة، بما تنطوي عليه هذه السيطرة من كافة صنوف الفساد . 5- ولا يمكن أيضا إغفال الوجه الآخر للموقف الدولي والمتمثل في سعي روسيا لرعاية مؤتمر دولي حول سوريا، بمشاركة جميع الأطراف، وترتيب إشراف دولي علي عملية نقل السلطة، وتسليمها إلي طرف آخر بديل لبشار الأسد، وطمأنة الأقليات حول أمنها وسلامتها وضمان عدم تعرضها لعمليات انتقامية، وهكذا يبدو أنه في كل الحالات، يرتب الجميع حساباتهم علي أساس مغادرة بشار الأسد للسلطة مع استمرار كيان سوريا كدولة . 6- وهناك التوجه الذي يؤيد فكرة فرض "منطقة حظر جوي" في سوريا علي غرار ما كان في العراق وليبيا، حيث يؤدي فرض الحظر الجوي إلي منع قوات الأسد من قصف المدنيين بدون تمييز، وقد يساعد الحظر المعارضة في التوصل إلي برنامج سياسي ديمقراطي حيث يتمكن زعماء المعارضة من السفر واللقاء مع المدنيين دون خشية التعرض للقتل، ويمكن أن يؤدي فرض الحظر الجوي إلي منح الجيش السوري الحر مساحة أكبر للعمل، ويقترن بذلك النداء الموجه للخارج بمساعدة الجيش السوري الحر ومده بالأسلحة بصورة مدروسة ومنظمة . 7- ومن المؤكد أن جميع الأطراف تقيم حسابا دقيقا لما تملكه سوريا من قدرات دفاعية قوية، بالرغم من أن الخبراء يقدرون أنها لن تصمد أمام الضربة العسكرية الجوية سوي بضعة أيام، كما يجري تحليل موقف سوريا فيما إذا قررت دمشق استخدام ما لديها من مخزون الأسلحة الكيميائية في غضون لحظة انتحارية، وفي هذه الحالة سيكون التدخل العسكري الدولي مصيرا حتميا لا مناص من تجنبه . 8- ولا تعول الأطراف الدولية علي قوة المعارضة الداخلية في سوريا، فالمجلس الوطني السوري يعاني انقسامات عميقة وخلافات واسعة، بالرغم من وحدة الهدف الذي يجمعه وهو إسقاط نظام بشار الأسد الاستبدادي وإقامة دولة ديمقراطية يستظل الجميع تحت لوائها في إطار سياسي يصون الحريات والحقوق وفقا لمبادئ المواطنة وسيادة القانون والمساواة. كما أن الجيش السوري الحر لا يسلم هو الآخر من ظواهر الضعف والتشتت التي تجهض تحركاته في مواجهة آلة الحرب الشرسة للحكومة السورية، وقد لا يغير من هذا الواقع كثيرا الخطوة التي أعلنت مؤخرا، وتمثلت في إعلان تشكيل "جبهة ثوار سوريا" في اسطنبول كبوتقة تتوحد فيها جميع الفصائل الثورية المسلحة، عبر تنفيذ خطة الحسم التي "ستقضي علي النظام"، ووفقا لما أعلن، ستتبني الجبهة أي كتيبة بغض النظر عن توجهها الفكري أو الأيديولوجي، وهي تضم حاليا ما يزيد علي 100 كتيبة، وقد أيدها المجلس الوطني السوري، ورئيس مجلس القبائل العربية في سوريا .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.