قال نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية ، بعد لقائه مع بشارالأسد ( لايحق لأحد سحب الشرعية من زعيم وأنّ الجامعة العربية ترفض أي تدخل في الشئون الداخلية للبلاد العربية) وكان من الطبيعي أنْ يُرحّبْ الإعلام السوري والميديا العروبية بهذا التصريح المعادي للشعب السوري وبالتالي للشعبيْن اليمني والليبي . الأمين العام توقفتْ بوصلة عقله علي مؤشرالأنظمة التي تموّل الجامعة ، وبالتالي تجاهل أكثرمن 2400شهيد واعتقال أكثرمن 20ألفاً وأكثرمن 10آلاف لاجئ وأكثرمن 5آلاف مفقود من أبناء الشعب السوري ، ناهيك عن التمثيل بالجثث واقتحام البيوت لاعتقال النساء والشيوخ والأطفال . وبفضل التكنولوجيا سأل الثوارعلي المواقع الإلكترونية نبيل العربي (هل شاهدتَ الثورة في مصر؟ هل قتل مبارك قدرما قتل بشار؟ هوّإنت من مصرولاّمن إيران ؟) موقف نبيل العربي وفر للعقل الحرالحقيقة التي يرفضها العروبيون ، وهي أنّ الجامعة العربية ليس لها أي موقف لصالح الشعوب العربية منذ إنشائها وإنما لدعم الأنظمة الحاكمة ، رغم أنّ ميزانيتها ومرتب الأمين العام وتنقلاته وجيش الموظفين من عرق الشعوب. كما أنّ قانون الجامعة يُكرّس للاستبداد (القرارات بالاجماع ، الأمين العام من دولة المقرإلخ) أما دليل الإدانة الدامغ فهوموقفها المعادي للشعوب العربية. في فبراير1982 قال رجال الدين في خطبة الجمعة بمدينة حماة السورية أنه لايجوزللكفرة أنْ يحكموا سوريا ، فردّ حافظ الأسد بإرسال عشرات الدبابات إلي حماة ، فدهستْ الحي بكامله. وفي غضون 36ساعة قتل نحو30 ألف سوري (مسلم) ماذا فعلتْ الجامعة العربية ؟ أغلق الأمين العام عقله وحواسه لأنّ ماحدث (شأن داخلي ويخرج عن اختصاص الجامعة) ولعلّ غزوجيش صدام للكويت أنْ يُساعد العقل الحر في اتخاذ موقف لوقف استنزاف أموال الشعوب ، فقبل الغزو ملأ صدام الدنيا بتصريحاته المصحوبة بالتهديد حول حق العراق في بعض آبارالبترول الواقعة داخل الكويت . فهل نجحتْ الجامعة في حل النزاع دبلوماسيًا بين دولتيْن عربيتيْن ؟ وبعد الغزوهل كان لها دورفي أنْ يكون انسحاب جيش صدام (عربيًا) وليس أمريكيًا ؟ ولماذا فشلتْ في (توحيد) الأنظمة العربية لمنع احتلال أمريكا للعراق ؟ وإذا كان الخطاب السياسي للجامعة يدّعي أنّ أمريكا هي الداعم الأول لسياسة إسرائيل التوسعية ، فماذا فعلتْ لمنع إقامة القواعد العسكرية الأمريكية في أكثر من دولة عربية؟ وهل يحق للجامعة (من حيث المبدأ) التدخل في هذا الشأن ؟ إذْ ذكروزيرخارجية قطر أنّ (علي دول الخليج ألاّتخجل من الاحتماء بأمريكا ولاتخجل لوجود القوات العسكرية الأمريكية في المنطقة) (أهرام 12/1/2004ص8) وفي نفس العدد كتب أ. سلامة أحمد سلامة (قال سيف الإسلام القذافي أنّ بريطانيا وافقتْ علي تدريب الجيش الليبي في إطارصفقة تاريخية. ولم يُمانع سيف الإسلام في منح قواعد عسكرية لقوات بريطانية وأمريكية قائلا "إننا نتخلي عن أسلحتنا ومن ثم فنحن نحتاج إلي مظلة دولية لحمايتنا" وقال إنه أقام علاقات وثيقة مع المخابرات الأمريكية والبريطانية وتساءل أ. سلامة المظلة الدولية (الأمريكية) لحماية ليبيا ستكون ضد من ؟ وماذا فعلتْ الجامعة لوقف تقسيم العراق إلي ثلاث دول (كردية وسنية وشيعية) وهوالمخطط الذي وافق عليه مجلس الشيوخ الأمريكي يوم 26/9/ 2007؟ وماذا فعلتْ لوقف ظاهرة اللاجئين العراقيين الذين هربوا من جحيم المذابح اليومية وعددهم أكثرمن 4ملايين؟ تتعري الجامعة أمام موقفها من الأقليات العرقية ، فلايكون لها أي دورفي وقف المذابح التي ارتكبتها الميليشيات العربية (الجنجويد) المدعومة من النظام السوداني ضد شعب دارفور(مقتل أكثرمن 300 ألف) هل لأنه يتمسك بدياناته ولغته وثقافته الإفريقية وبحقه في موارده الطبيعية وضرورة إقامة نظام علماني يكون أساس الانتماء فيه للوطن وليس للدين ، أم لأنّ السودان (الدولة) هي التي تُساهم في ميزانية الجامعة؟ أم هي كل هذه الأسباب ؟ وإذا كان أهالي دارفور أفارقة وغيرمسلمين ، فلماذا الصمت التام عن مأساة الشعب الأحوازي الذي يخضع للاحتلال الإيراني منذ عام 1925؟ ويرفض النظام الإيراني الاعتراف بحقهم في استخدام لغتهم العربية. ومعاقبة كل من يتحدث بها في الشارع. وتفرض عليهم اللغة الفارسية بالإكراه. وهذا الموقف القمعي يُنفذه آيات الله ضدهم كما فعل الإمبراطوررضا شاه بهلوي . الشعب الأحوازي عدده 8 ملايين إنسان ليس لهم حق المواطنة أوحق الترشيح لرئاسة الدولة. وقامتْ حكومة الآيات باحتلال أراضيهم والاستيطان بها وذلك بزرع كتل سكانية فارسية للسيطرة علي ثرواتهم الطبيعية بالضبط كما تفعل إسرائيل مع الفلسطينيين. فهل تعرف الجامعة (العربية) شيئًا عن هؤلاء (العرب المسلمين السنة) وإذا كانت تعرف فماذا قدّمتْ لهم ؟ وإذا كان الرد الدبلوماسي هوأننا لانملك التدخل في الشأن الإيراني ، فلماذا تصمت علي دور سوريا التي تتولي تسليم المناضلين الأحوازيين للحرس الثوري الإيراني لمواجهة أحكام الإعدام أوالاعتقال؟ (د. أحمد أبومطر- الخطرالإيراني : وهم أم حقيقة- شركة الأمل للطباعة2010ص 47) طرَدَ الشعب اللبناني المحتل السوري فكتبتْ الكاتبة نادية علوبي (سوريا أغاظها نجاح الانتفاضة اللبنانية في معركة الاستقلال ونجحتْ في طرد قوات الاحتلال السوري للبنان ، ظلتْ سوريا تُحيك المؤامرات ضد هذا البلد ، بل إنها ظلتْ تتحين الفرص من أجل الانتقام من لبنان الحر، ولم تجد أداة أفضل من عملائها لخوض الانتقام الذي جاء علي يد حزب الله) (حزب الله- الوجه الآخر- المكتبة الوطنية بالأردن عام 2008ص60) فلماذا غاب دورالجامعة طوال سنوت الاحتلال السوري للبنان؟ والنظام السوري الذي يرفع شعار (فلسطين حرة) ماذا كان موقفه من الفلسطينيين الهاربين من جحيم العراق ولجأوا للحدود السورية ؟ فتحتْ سوريا حدودها ودخل 90لاجئًا فلسطينياً فقط ثم أقفلتْ الحدود نهائيًا وبقي المئات عالقين علي الحدود السورية العراقية. وكان تعليق الشاعرالفلسطيني أحمد أبومطر(لقد استغل النظام السوري معاناتهم لبعض الوقت عبرتصريحات فلسطينية مجاملة ثم عاد لدوره المعروف عنه) (إيلاف 16/7/2006) فلماذا لم تتدخل الجامعة لدي سوريا لإنقاذ باقي الفلسطينيين؟ وإذا كان رد النظام السوري برفض التدخل ، فما أهمية وجود الجامعة أصلا ؟ فشل الجامعة تُقدّمه وقائع عديدة منها ما أعلنه عمرو موسي أنه حقق تقدمًا لإقامة حكومة وحدة وطنية والتمهيد لإجراء انتخابات رئاسية في لبنان . وبعد ساعات قلائل أعلن فشله (سلامة أحمد سلامة- أهرام 28/6/2007) وماذا فعلتْ الجامعة عندما قتل فلسطينيون مصريين داخل مصر؟ وماذا قدّمتْ لصالح الشعب الفلسطيني غيرالخطب الإنشائية لإدانة (العدوالصهيوني) وهل النهاية تختلف عن البداية حيث رفضتْ خطة برنادوت لتوحيد فلسطين وشرق الأردن في وحدة من جزءيْن (عربي ويهودي) ويكون معظم (النقب) للعرب ومعظم الجليل لليهود وتبقي القدس ضمن القسم العربي . اعترض اليهود علي خطة برنادوت واغتالوه يوم 17/9/48فلماذا توحّد موقف الجامعة (العربية) مع موقف (الصهاينة) الذين اغتالوا صاحب هذه الخطة؟ وذكرالمؤرخ الفلسطيني عبدالقادرياسين أنّ مثقفين عرب موالين لأمريكا أنشأوا (المكتب العربي) علي رأسهم (موسي العلمي) الذي كان محورنشاطه الدعوة للتعاون مع الإنجليزوالأمريكان وأوصي مكاتبه- كتابة- بعدم نشرالأنباء التي تُسيء للإنجليزوالأمريكان. وتجنب كل ما يؤدي إلي تشجيع أعمال الجهاد . المفاجأة التي لاتُدهش العقل الحر، أنّ موقف هذا الشخص تعزّزبعد أنْ اختارته الجامعة العربية مندوبًا لفلسطين في الجامعة (كفاح الشعب الفلسطيني ص 204، 205) فلماذا اختارت الجامعة العربية هذا العميل الأمريكي والمعادي لكفاح الشعب الفلسطيني ليكون مندوب فلسطين بها؟ وإذا كانتْ وقائع التاريخ تمتلئ بالكثيرمن الأمثلة علي دعم الجامعة لأنظمة الحكم وعدم وقوفها مع الشعوب العربية ، فهل يملك العروبيون شجاعة الاعتراف بهذه الحقائق وينضمون للعقل الحرالمُطالب بإلغاء الجامعة العربية لوقف استنزاف أمول الشعوب العربية ؟ ولنستمع إلي أ. طارق البشري الذي ذكرأنّ بريطانيا استهدفتْ بناء كيان تُسيطرعليه وحدها ، يقوم علي أساس دعم الحكومات الاستبدادية في المنطقة وجمعها من خلال الجامعة العربية (الحركة السياسية في مصر45/52 دارالشروق ط2عام 83ص283) وصدق أ. جلال عامر في قوله الحكيم (منذ قرّرسياد بري إدخال الصومال في الجامعة العربية ، ضاعتْ الصومال) (صحيفة القاهرة 6/2/2007) .