جرت العادة علي أن المؤمن، بغض النظر عن دينه، يمكنه الصلاة بشكل مفرد أو جماعي، خلال مراسم صغيرة أو كبيرة ولكن مؤخراً قام الفاتيكان بتدشين موقع إلكتروني مخصص للصلاة عبر شبكة الانترنت. وكانت وكالات الأنباء قد نقلت عن مصدر بالفاتيكان انه اصبح بإمكان المؤمن الصلاة عبر شبكة الانترنت أيضا، عبر تلاوة صلاة الوردية المسجلة رقمياً علي الشبكة الاجتماعية الجديدة المخصصة للصلاة من خلال هاتف محمول او كمبيوتر. وكان قد جري الإعلان عن هذه الشبكة الاجتماعية المتخصصة في االصلاة، وعن الصلاة المسجلة رقمياً في إطار مؤتمر تحت عنوان"الإيمان والتكنولوجيا: تقارب لدعم الصلاة"، الذي عقد في أحد الأماكن الأكثر رمزية في العالم الكاثوليكي "مزار البيت المقدس" في لوريتو "شمال ايطاليا"، حيث يقف المئات يومياً للصلاة أمام بيت حجري صغير كانت تسكن فيه مريم العذراء، حسب التقليد. عن هذا الأسلوب الجديد للصلاة والذي يعتمد أساساً علي التكنولوجيا والذي ربما يفقد الصلاة بعضا من روحانيتها وقدسيتها التي قد ترتبط بالمكان بشكل او بآخر قامت القاهرة بلقاء عدد من الأقباط لمعرفة رأيهم. في البداية يوضح المهندس ماجد الراهب المهندس المعماري ورئيس جمعية المحافظة علي التراث المصري: المستفيد من هذا الأسلوب أساساً هم كبار السن والمعوقون الذين قد تمنعهم إعاقتهم من الذهاب للصلاة بالكنيسة وإعطاء الفاتيكان الصلاحية لهذا الأسلوب الجديد في الصلاة جعله ينتشر في اماكن اخري كثيرة مثل الأردن و القدس وذلك عبر"شركات مدفوعة الاجر" حيث يتم دفع حوالي 10 دولارات للصلاة و يتم اختيار الكنيسة التي يرغب الصلاة فيها إختيار الصلاة نفسها اذا كانت صلاة باكر او صلاة الغروب او صلاة النوم او غيرها ويضيف م. ماجد انه يمكن للمصلي الذي يري الكنيسة ومكان الصلاة عبر الإنترنت ايضاً ان يطلب من القس بالكنيسة ان يضيء له شمعة. وعما إذا كان اقباط مصر يتمنوا تطبيق مثل هذا الأسلوب تقول مني رمزي موظفة: لا احبذ تطبيق مثل هذا الأسلوب لأن الوجود في الكنيسة ذاته له أثر عظيم في نفس وروح المصلي لا يمكن ان يتحقق في الصلاة عن طريق الإنترنت وبخصوص كبار السن والمرضي هناك كثير من كبار السن عندنا يجهلون ابسط قواعد استخدام الإنترنت ولم تعد لديهم الطاقة والقدرة علي تعلمه ليصلوا من خلاله فيفضلون الجلوس في منازلهم والصلاة عن طريق بعض القنوات التليفزيونية المخصصة لذلك. ويضيف م. ماجد: لا شيء يعادل الوقوف امام الأيقونة وجهاً لوجه اوالركوع للمذبح أو إضاءة شمعة باليد، فهذا جانب روحي لا يمكن إغفاله ونحن كشرقيين لا غني لنا عنه، ويستطرد م. الراهب قائلاً: هناك اثنان من القنوات التليفزيونية مثل (سي تي في) و(أغابي) التي تبث علي النايل سات فتنقل كثيرًا من الصلوات مثل صلاة باكر او صلاة الغروب أو صلاة النوم وكذلك أجزاء من المزاميراوصلوات التأمل وهذا يمكن كثير من كبار السن والمرضي من اداء الصلوات عن طريق تلك القنوات. لكن ماذا عن رأي الشباب وهم اكثر الفئات تصالحاًً مع عصر التكنولوجيا والإنترنت في هذا الأسلوب الجديد في الصلاة؟ فاجأنا بولا ماجد الطالب بكلية الحاسبات والمعلومات، جامعة حلوان بإجابته قائلاً: ارفض تماماً هذا الأسلوب الجديد في الصلاة فنحن كشباب نحتاج الي الذهاب الي الكنيسة ومعايشة أجوائها المقدسة. ويستطرد بولا: رغم ان معظم الشباب الآن علي دراية تامة بالإنترنت الا اني لا اعتقد ان الصلاة من خلاله يمكن ان تقبل وخاصة من الشباب والقادرين علي الذهاب الي الكنيسة.