لم تكن ثورة الشباب مجرد أعلام مرفوعة، أو شعارات قد تتفرغ من مضمونها بمرور الزمن، أو أصوات تتلاشي في الهواء دون صدي بل أقل ما يقال عنها إنها أروع القيم الإنسانية التي يسطرها تاريخ الإنسان المصري الذي ظل بلا حراك مدة ثلاثين عاماً ثقيلة مضت، و ها هم شباب الفنانين التشكيليين يبدأون أولي خطوات التغيير من نقابتهم فيعقدون الاجتماع الثاني ليلة الثلاثاء قبل الماضي بمناسبة انتهاء الدورة الانتخابية الحالية لمجلس إدارة النقابة العامة للفنانين التشكيليين الذي كان يرأسه الفنان مصطفي حسين لدورتين متتاليتين لم يضف فيهما مجلس النقابة أي انجازات حقيقية تفيد الأعضاء بشكل ملموس وكانت بداية الشرارة يوم الخميس الموافق 17 فبراير عندما قام مجموعة من الفنانين بوقفة احتجاجية أمام نقابة التشيكليين بمقرها الكائن بساحة دار الأوبرا لعدم موافقة المجلس المنتهية دورته بصرف معاش استثنائي لزميلهم الراحل أحمد بسيوني الذي استشهد في أحداث ثورة 25 يناير وفوجئ الجميع ان الشهيد الفنان أحمد بسيوني غير مقيد بجدول العضوية وبناءً عليه فليس له معاش أو أي مستحقات وبعد عقد اجتماع مصغر مع التشكيليين قررت النقابة منحه عضوية شرفية واستحقاق أسرته لمعاش شهري وتم أيضاً في هذا الاجتماع تشكيل لجنة لتسيير أعمال النقابة مكونة من كل من الفنانين الشباب: محمد المصري، حمدي رضا، مروة الشاذلي ومحمود مختار. وقد صدر في هذا الشأن بيان يضم 18 توقيعاً من الفنانين السكندريين يدعون لسحب الثقة من النقيب والمجلس المنتهية دورته منذ أكثر من شهرين تقريباً وتم تأسيس ائتلاف شباب التشكيليين الذي صوت له من الأعضاء حوالي 250 عضواً تقريباً كما يقال وهو رقم صغير بالنسبة لعدد الفنانين الذي يصل إلي 16000 «ستة عشر ألف» عضو وهذا بناء علي إحصائية قام بها شباب الائتلاف وقد تم كل هذا بشكل سريع جدا ويبدو ان صحوة هؤلاء الشباب وحماسهم الذي رأيته بنفسي في الاجتماع الثاني داخل القاعة المستديرة بالنقابة والتي ضمت أكثر من 100 عضو تقريباً قد تخمد إذا لم يدعمها التفاهم بين جميع الأطراف حيث حضر بعض خريجي وخريجات كلية التربية النوعية لعرض طلبهم بشأن أحقيتهم في الحصول علي عضوية النقابة وفي حالة رفض طلبهم سوف يعتصمون ورد بعض أعضاء المجلس السابق أنه لابد من اجتياز الشروط الخاصة بذلك ومنها انه يمارس الفن ويشارك في المعارض لمدة لا تقل عن 7 سنوات ثم يحصل علي عضو منتسب لمدة لا تقل عن سنتين ثم يتقدم بعد ذلك بطلب جديد للحصول علي عضو عامل وأشار الفنان مصطفي حسين النقيب السابق إلي ان الحديث في هذا الموضوع سابق لأوانه فيؤجل عرضه بعد انتخاب المجلس الجديد للنقابة. وتمت مناقشة القانون رقم 100 لسنة 1993 المعدل بالقانون رقم 5 لسنة 1995 والذي قضت المحكمة الدستورية العليا بعدم دستوريته في حكمها رقم 198 لسنة 23 قضائية ولأجل غير مسمي ويقول كل من الفنان دكتور حمدي أبو المعاطي والفنان دكتور محمد العلاوي ان الدورة الماضية كانت تسير وفقاً للقانون الجديد. وبعد حكم المحكمة سوف يتم العمل بالقانون الأصلي للنقابة وكانت هذه النقطة موضع خلاف وجدل بين شباب الائتلاف وأعضاء المجلس السابق وقد قام هذا الائتلاف بإصدار بيانات تحصر بعض مشاكلهم ومنها قصور اللائحة الخاصة بالنقابة وعدم وجود صفة مهنية شرعية لخريجي الكليات الفنية، كما قاموا بتحديد المطالب الأولية للائتلاف ومنها استقلال النقابة وعدم تبعيتها لوزارة الثقافة وتفعيل الدور الرقابي علي الشركات والهيئات والمجتمع لحماية الذوق العام وأيضاً السماح للأعضاء المنقطعين عن تسديد الاشتراكات بالسداد علي أقساط مريحة وقد قرأت كل المطالب التي يحلمون بتحقيقها وما أخشاه حقاً هو صراع الأجيال التشكيليين خاصة ان بعض الشباب يرفض ترشيح أي عضو من المجلس السابق لم يحقق أي انجازات لأعضاء النقابة واتهامهم لبعض الفنانين انهم من النظام السابق وأنا أندهش أين كان هؤلاء الشباب من قبل عندما كان لا يكتمل النصاب القانوني للجمعية العمومية، أتمني التوصل للغة حوار بين التشكيليين تتناسب مع ثقافتهم ومحاولة تنشيط تواصل الأجيال وسد الفجوة الهائلة بينهم. وقد قرر مجلس النقابة تحديد موعد إجراء الانتخابات علي النحو الآتي: أولا: فتح باب الترشيح لمنصب نقيب وأعضاء مجلس إدارة النقابة لمدة 15 يوماً تبدأ من يوم السبت الموافق 12 مارس وتنتهي يوم السبت الموافق 26 مارس. ثانياً: إعلان أسماء المتقدمين للترشيح وكشوف أسماء الناخبين يوم الأحد الموافق 27 مارس. ثالثا: تقديم الطعون والتنازلات عن الترشيح والاعتراضات علي قيد الأسماء في كشوف الناخبين أو إهمال قيدها بدون وجه حق أو تصحيح البيانات الخاصة بالقيد خلال أربعة أيام وذلك من يوم الاثنين الموافق 28 مارس وحتي الخميس الموافق 31 مارس 2011.