(لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالاً وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) التوبة74. يقول ابن منظور: خبل: الخَبْلُ، بالتسكين: الفسادُ. ابن سيده: الخَبْل فساد الأَعضاء حتي لا يدْري كيف يمشي فهو مُتَخَبِّل خَبِل مُخْتَبَل. ومنها قوله تعالي (يا أَيهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَىَّنَّا لَكُمُ الْآَىَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) آل عمران. (118) الآن وبعد أن انقضت المرحلة الأولي من ثورة الخامس والعشرين من يناير، ثورة تحرير مصر ظهر فريق التخبيل والخبلان ليمارس دوره في تخريب الثورة وإفساد مسارها متذرعا بأنهم خرجوا فيها وناضلوا معها يبغون الفتنة خاصة أن من بين الناس سماعين لهم دون أن تكون لهم قدرة التمييز بين صوت الحكمة والعقل وأصوات الناعقين بالخراب والفساد في الأرض من الأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. في بدء الثورة لم يكن سهلا علي أحد أن يميز بين هؤلاء وهؤلاء علي أسس نظرية أو حتي تاريخية رغم الأهمية القصوي للتاريخ في تحديد مسارات السلوك البشري إلا أنه ومع بدء انتقال الثورة من الشارع إلي مجال التطبيق بدأت العورات والمثالب في التكشف والظهور. التزوير والبلطجة الإخوان المسلمون الذين طالموا جأروا بالشكوي من التزوير الذي مارسه النظام الساقط ضدهم بدأوا في ممارسة سلوك جلاديهم تحت شعار الخوف من الفتنة وفرض الوصاية علي مجتمع (جاهل) من وجهة نظرهم!!. فقد ذكرت الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية في تقريرها عن يوم الاستفتاء علي الدستور أن الإخوان والسلفيين يلعبون أدوار أجهزة الأمن القديمة. وأن الصورة المبهرة للمصريين التي مارسوا فيها الديمقراطية بشكل حضاري راق لم يشذ عنها إلا تصرفات جماعة الإخوان المسلمين ومعهم السلفيون الذين أصروا علي الدعاية داخل وخارج اللجان ومحاولات إجبار المواطنين للتصويت بنعم إجبارا معنويا بدعاوي الاستقرار وحشد المسلمين في مواجهة الأقباط بدعوي إنقاذ المادة الثانية من الدستور والتي لم تطرح للتعديل. وبحسب الجمعية تمادي الإخوان والسلفيون للسيطرة علي اللجان كما كانت تفعل الأجهزة الأمنية في انتخابات ما قبل ثورة 25 يناير. من ناحية أخري فالجماعة (الوحيدة التي والتي والتي) وضعت برنامجا لحزبها زعمت فيه أنها تؤسس لدولة مدنية ذات مرجعية دينية (علمائية أزهرية منتخبة ومجمع عليها) حادت عن التزامها المزعوم عندما جاءت ببعض الشيوخ من مؤيديها لتعلن أن التصويت بنعم علي التعديلات الدستورية واجب شرعي أي أنها تريد فرض (ولاية الفقيه) علي دولتها المدنية المزعومة!!. الإخوان المسلمون يريدون الحلول مكان نظام مبارك والذي طالما عير المصريين وابتزهم بفقرهم مستخدمين نفس أساليبه الوضيعة حيث ذكرت تقارير المنظمات أن (الإخوان تعاملوا بشكل سيئ للتأثير علي الناخبين في الاستفتاء للموافقة علي التعديلات الدستورية، وكان ذلك من خلال تقديم بعض الهدايا). وأوضح التقرير أن الهدايا "كانت عبارة عن سي دي لكتب دينية، بالإضافة إلي مواد تموينية تم توزيعها علي الناخبين في بعض اللجان مثل السكر والزيت. حالة خبلان إن هذه السلوكيات التخبيلية الإفسادية تشير إلي أن الآتي ربما يكون أسوأ بكثير من خبالات نظام مبارك وأن علينا أن ننتظر ما سيفعله الإخوة الإخوان المتحالفون مع السلفيين المدعومين بمليارات النفط أسوة بما فعله أقرانهم في لبنان والعراق في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة. أما عن (وليهم الفقيه) الشيخ يوسف القرضاوي فقد أطلق لسانه مصدرا فتوي بقتل القذافي مطالبا من يقدر من ضباط الجيش علي قتل القذافي ألا يتأخر في فعلها، وقتله. وقال القرضاوي في حديث لقناة الجزيرة الإخبارية: "أنا هنا أفتي، من يستطيع من الجيش الليبي أن يطلق رصاصة علي القذافي أن يقتله ويريح الناس من شره". وبينما كان الشيخ يصدر فتاوي القتل في ليبيا مقدما للطاغية الذريعة ليمارس القصف والإبادة الجماعية وقف الرجل مناهضا لانتفاضة البحارنة المسالمين الذين تلقوا الرصاص في رءوسهم وصدورهم من مسافة متر ينقص ولا يزيد لا لشيء إلا لأنهم شيعة متهما إياهم بالطائفية والعمالة لإيران رغم أنهم اختاروا قبل أربعين عاما الاستقلال في إطار ملكية دستورية بدلا من الانضمام لإيران!!. في نفس الوقت الذي كان الشيخ يصدر فتاوي القتل كان القائد (عبود) يتنقل بين الفضائيات مؤكدا علي شبقه ورغبته في سفك المزيد من الدماء طالما أفتي (علماء الجنرالات أو جنرالات العلماء) بإباحة دماء (المستفتي في حقهم) حيث تأتي كل ممارسات الخبال في إطار (دولة المواطنة والعدالة والمساواة) التي استيقظ هؤلاء بعد نوم طويل طويل ليعلنوا إيمانهم بها وكفرهم بغيرها!!. من ناحية أخري فقد جاءت التسريبات عن لائحة اغتيالات أعدها جهاز أمن الدولة السابق (المنحل) أخلاقيا وليس عمليا لتشير للدور البشع الذي اضطلع به بعض أصحاب العمائم في ترويج ثقافة القتل والإبادة حيث تفاخر أحد هؤلاء قبل أكثر من عامين وهو الشيخ محمد عبد المنعم بري بدوره القذر في التحريض علي القمع والقتل في لقاء مع صحيفة "المصري اليوم" المصرية الخميس 3-7-2008، ان وزارة الداخلية استدعته مع عدد من العلماء المتخصصين في دراسة المذهب الشيعي، لإلقاء محاضرات لضباط مباحث أمن الدولة في مقار الجهاز، وعدد من السجون، حول الفكر الشيعي ومذاهبه، و"خطط اختراق البلاد السنية". لماذا لم يحاسب هذا المتعاون المجاهر بعمالته كما حوسب من استخدمه ووظفه وأعطاه من أموال هذا الشعب الفقير؟!. نحن أمام حفنة من دعاة الخراب، عشاق القتل والدمار الذين لا يعرفون ماذا يريدون، حيث لا هم لهم إلا تحريك الفتن والاسترزاق من سفك الدماء وعلي عشاق العدالة والرحمة الخائفين علي مستقبل بلدهم أن يوقفوهم عند حدهم ويضعوهم في حجمهم الحقيقي.