بعد يومين من انتشارها في فضاء الانترنت، نفي موقع "فيس بوك" الشائعة عن إغلاقه نهائياً في 15 مارس 2011، مؤكداً استمرار العمل بالشكل المعتاد، فبجملتين مختصرتين، قال المشرفون علي الموقع، في صفحته الخاصة، إنهم "لن يذهبوا إلي أي مكان لقد بدأنا للتو"، ساخرين من شائعة الإغلاق بالإشارة إلي أنهم "لم يتلقوا مذكرة بذلك". وأثار هذا التأكيد ارتياح وإعجاب أكثر من 51 ألفاً من متتبعي الصفحة الخاصة بالموقع، والذين يقارب عددهم الإجمالي ال32 مليون شخص، من أصل نحو 500 مليون هم مجمل مشتركي الموقع الاجتماعي، وكانت شائعة إغلاق "فيس بوك" انتشرت بعدما نشر موقع ترفيهي أمريكي، يسمي "ويكلي وورلد نيوز"، تصريحًا لمؤسس الموقع مارك زوكربيرج، أشار فيه إلي أنه سيتم إغلاق الموقع "لأنه خرج عن نطاق السيطرة"، معتبراً أنه "يجب أن يضع حدا للضغوط التي تمارس علي إدارة الشركة التي دمرت حياته". وأكد زوكربيرج في المقابلة الهاتفية التي قال "ويكلي وورلد نيوز" إنه أجراها معه، أن قرار إغلاق "فيس بوك" لم يكن سهلاً، وإن كان يعتقد أن أحداً لن يحزن علي خطوة كهذه، وقال "بصراحة، أعتقد أنها خطوة للأفضل فمن دون "فيس بوك" سيتجه الناس للخروج وتكوين صداقات حقيقية، وهذا أفضل"، وتابع الموقع الحديث مع نائب رئيس "فيس بوك" للشئون الفنية أفرات هيومارثي، الذي أكد مسألة الإغلاق، مشيراً إلي أن "من يريد الاحتفاظ بصوره وفيديوهاته وبياناته الشخصية الموجودة علي الموقع فعليه رفعها من الإنترنت، لأنه لن يتمكن من استعادتها مرة أخري". لكن يبدو أن موقع "ويكلي وورلد نيوز"، الذي يصف نفسه بأنه "المصدر الوحيد للأخبار الموثوقة"، يفتقد للمصداقية بنظر كثيرين، بعدما نشر أخباراً ثبت عدم صحتها، أبرزها أن ميشيل أوباما زوجة الرئيس الأمريكي تنتظر قدوم مولود جديد، بالإضافة إلي سفر زوجها إلي مكة لأداء فريضة الحج، رغم كونه مسيحياً. كما سبق أن "تنبأ" الموقع باجتياح من الفضاء الخارجي لكوكب الأرض، خلال عام 2011 الجاري. لكن صحفاً عالمية اعتبرت الخبر مجرد إشاعة كاذبة. واستدلت صحيفة "إبوتش تايمز" الصينية علي ذلك بأن شركة الاستثمار العالمية "جولدمان ساتش" استثمرت في الموقع بقيمة 500 مليون دولار، الأمر الذي يعني أن قرار الإغلاق لا يمكن أن يكون فرديا، وفق مؤسس الموقع مارك زوكر بيرج، والذي بالتأكيد لن يهدر القيمة المالية الضخمة الآتية. وأحد الأسباب لعدم صحة الخبر التي ذكرتها صحيفة "هافينجتون بوست" الأمريكية أن شركة البحث الإلكتروني "ياهو" الأمريكي أعلنت الشهر الماضي، أن قسمها المخصص للفيديو سيغلق في 15 مارس2011، وليس "فيسبوك"، مما يؤكد أن الصحيفة التي نشرت الشائعة لم تنقل الخبر بدقة. وقبل نفي الموقع رسمياً خبر إغلاقه، انتشرت في "فيس بوك" عشرات المجموعات التي تدعو لعدم إغلاق الموقع، وللمفارقة فقد كان أول من التقط النبأ هو موقع "تويتر". يشار إلي أن موقع "فيس بوك" انطلق عام 2004، وخلال الأعوام الماضية، نال مؤسسه عدة جوائز وألقاب كأبرز شخصية مؤثرة في العالم في وسائل التواصل مع الغير، وصولاً إلي إنجاز هوليوود فيلم خاص يتحدث عن قصة نجاح هذا الموقع.