من الشائعات التي انطلقت في هوليوود مع الأيام الأولي من العام الجديد بدايةعلاقة عاطفية قوية بين النجمة ساندرا بولاك-44سنة - والنجم الشاب ريان رينولدز- 35 سنة - وكان الاثنان قد اشتركا في العام الماضي في بطولة فيلم"عرض خطوبة" أو the proposal الذي قدمت من خلاله ساندرا شخصية مديرة في إحدي المؤسسات، تواجه خطر الإبعاد عن العمل نظرا لنهاية تأشيرتها في أمريكا لأنها من أصل كندي. تقرر ان تتقدم لخطبة أحد مرئوسيها، حتي تحصل علي الجنسية الامريكية! واسباب انطلاق الشائعة هو حرص ساندرا بولاك علي التواجد مع ريان رينولدز في كل مكان يذهب اليه، حتي أنها حضرت معه العرض الخاص لاحدث افلامه "مدفون" أو buried وهو الفيلم الذي أخرجه الأسباني "رودريجو كورتيه" وتم عرضه في شهر سبتمبر الماضي، وحقق إيرادات فاقت المائة مليون دولار، رغم ان ميزانية إنتاجه لاتزيد عن عشرة ملايين دولار! ووصلت عدد المقالات التي كتبها نقاد الصحافة الامريكية عن الفيلم إلي 264 مقالة خلال الشهر الماضي فقط! فيلم مدهش وفيلم "مدفون" يعتبر من الأفلام المدهشة حقا، حيث تدور كل أحداثه داخل تابوت خشبي "مدفون" تحت الارض في صحراء العراق! ويبدأ المشهد الاول بحالة ظلام دامس، "كحل" يستمر عدة ثوان، حتي تكاد تظن أن هناك خللا ما في الصورة أو عيبا في شريط الفيلم، ولكن مع بداية سماع صوت أنفاس شخص هو البطل "بول كونروي" أو ريان رينولدز، سوف تكتشف مثله أنه "مدفون" في تابوت خشبي، يبدأ "بول" في الحركة التي يتيحها المكان الضيق جدا، "مترين طول في متر عرض"، ويضع يده في جيب بنطاله، ويخرج ولاعة، يحاول أن يتبين منها حقيقة الأمر، وطبعا أنت كمشاهد لاتعرف أي معلومات عن الموضوع وسوف تقتلك الحيرة، وتحاول أن تعرف من الذي وضع هذا الرجل في هذا المكان؟ ولكن الحيرة تتبدد بعد دقائق معدودة، عندما يسمع "بول" صوت رنين تليفون محمول، ويمد يده بصعوبة ليلتقط جهاز الموبايل، ويسعفه ذكاؤه بالاتصال برقم 911 وهورقم النجدة في امريكا، ويقول للصوت الذي يرد عليه، أرجوك حاول ان تساعدني أنا مدفون في تابوت خشبي تحت الأرض، أنا سائق شاحنة كنت أعمل في العراق، وتعرضت شاحنتي للضرب من بعض الشباب العراقيين الذين قذفونا بالقنابل وقتلوا مجموعة من زملائي، ويبدو أن أحدهم ضربني علي رأسي ففقدت الوعي، ولاأعرف لماذا تم دفني حياً في هذا التابوت! ولكن صاحب الصوت يرد عليه في برود"آسف لا أستطيع مساعدتك"فأنا في أمريكا، ويصرخ الرجل المدفون ويستنجد بصاحب الصوت، ويطلب منه ان يوصله بالبنتاجون أو أي مسئول، ولكن الخط يغلق في وجهه. صورة بالموبايل ينظر" بول" إلي إشارة الموبايل ويدرك أن البطارية سوف تنقطع بعد ساعتين علي الاكثر، يحاول الاتصال بزوجته ولكنه يجد بدلا منها جهاز الرد الآلي، يترك لها رسالة ويرجوها أن تحاول انقاذه بإبلاغ المسئولين لتعقب المكالمة، ومعرفة مكانه، ثم تحدث المفاجأة ويتصل به علي الموبايل الشخص العربي "العراقي" الذي قام بدفنه في التابوت، ويطلب منه أن يصور نفسه بكاميرا الموبايل، وهو علي هذا الوضع، ويرسل له الصورة حتي يرسلها الي قناة الجزيرة، ليعرف العالم ماذا وصل اليه حال الجنود الأمريكان الذين جاءوا لغزو ارض العراق، يحاول بول ان يقنع الرجل العربي أنه ليس جنديا ولكنه مجرد سائق شاحنة في شركة مقاولات، جاء للعراق من أجل لقمة العيش، ولكن الرجل العربي يمهله عدة دقائق ليقوم بتصوير نفسه، ويطلب منه دفع فدية خمسة ملايين دولار؟ ويجيبه "بول" أنا لاأملك هذا المبلغ ولاأي فرد من عائلتي، فيكون رد الرجل العربي ولكن الحكومة الامريكية يمكن ان تدفع، إذا نشرنا صورتك وأنت مدفون تحت الارض! يحاول بول بشتي الطرق وباستخدم الموبايل أن يتصل بأي شخص يمكن ان ينقذه، ويصل فعلا لأحد المسئولين عن تحرير الرهائن في العراق، ويطمئنه انه يتتبع المكالمة وسوف يستطيع خلال دقائق محدودة أن يحدد مكانه، ويطلب منه ألا يستجيب لطلب الارهابي العربي، ولكن "بول"، يضطر لتصوير نفسه، بعد ان يعرض عليه العربي كليباً يصور عملية قتل إحدي المجندات الأمريكيات ثم إطلاق الرصاص علي رأسها، ويرسل بول صورته وهو مدفون في التابوت وعاجز عن الحركة الي العربي وفي ثوان تصبح صورة "بول" علي قناة الجزيرة واليوتيوب ويخبره المسئول عن إنقاذه أن عدد الذين دخلوا علي موقع اليوتيوب وقاموا بمشاهدة الكليب وصل الي اربعين ألف شخص في دقائق معدودة. أصوات فقط كل هذه الأحداث تدور دون ان تخرج الكاميرا من نفس اللوكيشن وهو التابوت الخشبي المدفون فيه بول، أما بقية شخصيات الفيلم فنتعرف عليها من خلال أصواتها فقط، التي تأتي عبر الموبايل، ومما يزيد الأمر تعقيدا أن قوات البحث تصل الي مكان قريب الي حد ما من المكان المدفون فيه بول، وتقوم بمحاولة تصفية الارهابيين، وتؤدي الانفجارات المتلاحقة، الي دخول الرمال الي التابوت الخشبي بسرعة فائقة، مما يعرض " بول" للاختناق، وتضيق المساحة التي يتحرك فيها والهواء القليل الذي يتنفسه، ثم يزداد الأمر سوءاً مع وجود علامة واحدة في الموبايل مما يدل علي قرب انقطاع الخط الذي يوصل بين الرجل المدفون وبين الحياة الخارجية، فتقل فرص إنقاذه. فيلم عبقري فيلم عبقري بجميع المقاييس، وأداء مميز جدا للنجم "ريان رينولدز"، أما المخرج الاسباني رودريجو كورتييه، فقد تمكن من عمل فيلم مليء بالمفاجآت والانقلابات الدرامية، من خلال شخص موجود في مساحة ضيقة للغاية، وإضاءة خافتة ومحدودة تصدر عن ولاعة وجهاز موبايل، ومع ذلك فهناك حركة كاميرا، واستخدام لقطات مختلفة غير المشاهد القريبة، والمتوسطة والعامة والمدهش أن الفيلم يعتبر من افلام الحركه"حسب تصنيف بعض النقاد" رغم أن حركة البطل تكاد تكون معدومة أو مقيدة، لأن فيلم الحركة ليس هو الذي يطارد فيه البطل آخرين أو يطاردونه، ولكن أن يوضع البطل في مأزق ما، يحاول الخروج منه باستخدام كل مايتاح له من قدرات حركية أو أدوات حتي لو كانت مجرد موبايل وولاعة، ويصبح العدو الاول للبطل هو الزمن والمكان الضيق والعوامل الخارجية المتمثلة في الإرهابي الذي حبسه داخل التابوت واصبح عليه أن يحرر جسده ويحاول الخروج حياً من المكان، كل تلك العناصر مجتمعة تضع "مدفون" تحت تصنيف افلام الحركة، ساعة ونصف الساعة من الإثارة والترقب والتوتر، دون أن نخرج من التابوت، إعجاز حقيقي فعلاً! وعليك أن تحرص دائما أن يكون موبايلك مشحونا حتي تنقذ نفسك إذا تعرضت لموقف مشابه!