أن تكون رئيسا فذا وكبيرا لتحرير (الأمة وصوتها) مثل الأستاذ وائل الابراشي فهذا يعطيك الحق ألا ترد علي الاتصالات الهاتفية الواردة إليك من العامة أو تلتفت إلي شكاواهم من الأخطاء الفادحة التي يرتكبها محررو الجريدة خاصة إن كان المتظلم من عامة الناس مثل كاتب هذه السطور. قبل أيام اتصلت بي محررة الجريدة طارحة بعض الأسئلة عن تلك المجموعة التي ألقي القبض عليها بتهمة الانتساب إلي هذا الدجال الذي منح نفسه لقب (الإمام اليماني)!!. نود أولا أن نقرر أننا نرفض القبول بمبدأ القبض والاعتقال كأداة للتعامل مع قضايا الفكر حتي ولو كان منحرفا لأن الفكر لا يواجه إلا بالفكر ولأن المتهم بريء حتي تثبت إدانته. أبدينا وجهة نظرنا في ذلك الدجال وقلنا إن التاريخ شهد العديد ممن ادعوا المهدوية ومنهم مهدي السودان وأن الإيمان بالمهدي المنتظر لا يعني الاعتقاد بالخرافات والأكاذيب لأن الظهور المهدوي حدث كبير يتعلق بمجموع الأمة ومن المستحيل عقلا أن يكون الأمر عهدة هؤلاء المجاهيل. كما أوضحنا أن بعض الأجهزة ومن بينها الموساد تسعي لإحداث البلبلة والتشتت من خلال الدفع ببعض الحمقي لطرح هذا النوع من الادعاءات وهذا أمر يعرفه كل متابع للشأن العراقي بعد سقوط نظام صدام. قامت جريدة صوت الأمة وللأسف الشديد بإخراج الموضوع في الصورة التالية: (رموز الشيعة لا يستبعدون أن يكون اليماني المقبوض عليه هو المهدي المنتظر)... (المهدي المنتظر عند أهل السنة والجماعة هو رجل من هذه الأمة يبعثه الله مع بداية العلامات الكبري ليوم القيامة «وهو رجل عادي» ينصر الله سبحانه وتعالي به دينه)... (ورغم رفض تلك الفكرة من قبل بعض المفكرين الذين رأوا انها فكرة مجوسية الاصل نجد محمد إقبال ينفي فكرة ظهور المهدي المخلص في الاسلام وبهذا يؤيد فكرة ابن خلدون الذي يعزي فكر ظهور المخلص إلي الفكر المجوسي الذي يتضمن الكفاح التاريخي بين الخير والشر). وكأن أهل بيت النبوة ليسوا من هذه الأمة!!. قلنا لهم ولغيرهم إن منتحل لقب (اليماني) هو دجال تحركه أجهزة النصب العالمي ورغم ذلك يقولون: (زعماء الشيعة لا يستبعدون)!!. طبعا لم تكن جريدة صوت الأمة وحدها هي التي سألت عن الأمر فقد سألت بعض وكالات الأنباء نفس السؤال وأجبنا نفس الجواب. أما أن تصر الجريدة علي إلحاقنا بأتباع الدجال أقله من خلال إبداء عدم الممانعة تجاه ما تطرحه هذه المجموعة من ترهات رغم قيامنا بالتصدي لهم من اليوم الأول لظهورهم في مصر قبل أربعة أعوام ورغم أن جريدة صوت الأمة هي من أوصل صوتنا للناس وقتها مما كلف الأستاذ وائل الإبراشي والدكتور خالد منتصر والعبد لله قضية سب وقذف رفعها علينا أحد رموز هذه المجموعة وهو من سهل لهم دخول الساحة المصرية فهذا هو العجب العجاب! فاصل من العك الصحفي طبعا لم يفت الجريدة (الموقرة) وفي سياق تحريفها لكلام صاحب هذه السطور أن تستعين ببعض (الخبراء؟!) الذين قاموا بالربط بين (المهدي المنتظر) والمجوس استنادا (لابن خلدون) الذي مات وشبع موتا وليس بوسعه أن ينهض من قبره ليرد علي الأكاذيب المنسوبة إليه. الشيء المؤكد أن ابن خلدون لا علاقة له من قريب ولا من بعيد بهذا العك رغم كونه من منكري المهدوية، اعتقادا منه بعدم صحة الروايات والأخبار الواردة في هذا الشأن أما حكاية المجوس هذه فهي من بنات أفكار صوت الأمة، لا أكثر ولا أقل!!. النوع الآخر من العك الصحفي الذي سبقت به صوت الأمة الأولين وبزت به الآخرين هو ادعاؤها بأن (مهدي أهل السنة شخص عادي أو رجل من هذه الأمة) وهو كلام يدل إما علي الجهل أو علي سوء النية وإذا كان العاديون أمثالنا يجري احتقارهم وعدم الرد عليهم فهل يكون العادي المهدي أفضل منا حظا؟!. لو كلفت الأستاذة الكبيرة خاطرها وسألتنا عن حقيقة اعتقاد أهل السنة في المسألة لأرشدناها إلي المراجع التي تقول إن المهدي المنتظر ليس شخصا عاديا بل هو من أهل بيت النبوة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ويمكن لهؤلاء الجهابذة العودة إلي كتاب (عقد الدرر في أخبار المهدي المنتظر) وسيجدون الرواية التالية: عن أم سلمة، رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم، يقول: "المهدي من عترتي، من ولد فاطمة" رضي الله عنها. أخرجه الإمام داود سليمان بن الأشعث السجستاني، في سننه، والإمام أبو عبد الرحمن النسائي، في سننه، والإمام الحافظ أبو بكر البيهقي، والإمام أبو عمرو الداني، رضي الله عنهم. وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتي تملأ الأرض ظلماً وعدواناً، ثم يخرج من عترتي، أو من أهل بيتي، من يلمؤها قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وعدواناً". أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده. ما هو إذن السبب وراء حشر كلمة (مجوس) في أي تحقيق يتعلق بالشيعة وهل يعد هذا امتدادا للحملة البعثية الوهابية التي دشنت بإصدار كتاب (وجاء دور المجوس) في ثمانينات القرن الماضي؟!. وما سبب انقلاب مواقف الأستاذ وائل الإبراشي من الحياد إلي العداء وهل لهذا التحول علاقة بهجومه السياسي (وليس التقني) علي السيارة الإيرانية (المجوسية) في نفس العدد؟!.