في "ليلة من ألف ليلة" حكت عبير سليمان عن " صنعان الجمال" و"جمصة البلطي" و"عبدالله الحمال".. في امتداد جديد لحكايات ألف ليلة وليلة له نفس رائحتها وأشكالها ولكن بطعم الحاضر الملموس ونبوءات المستقبل القريب. فجعلت الراوية تدور في أجواء أفكار وتساؤلات وإفتراضات مختلفة عن القصة التراثية المعروفة..لتذكرنا بأدب الحكي الذي بدأ يندثر مثل معان جميلة كثيرة بحياتنا.. رغم تميز الحدث إلا انني فوجئت بنسبة الحضور العالية-من بينهم اجانب- التي جاءت لتسمع حكاية ليلة من الف ليلة بمكان، وبدأت الامسية بمقطوعة غنائية لعم سيد علي انغام الربابة والطبلة البلدي حتي اطلت علينا عبير سليمان في لوك يشبه شهرذاد لتبدأ حكايتها وسط اداء تمثيلي بسيط ووراءها رسومات معروضة لها علاقة بالقصة التي تحكيها ولا يقاطعها سوي صوت الربابة المصحوب بالغناء الذي يترجم مشاهد عبير وامتدت الليلة لساعتين دون شعور احد بالملل حتي ادركت عبير الصباح وسكتت عن الكلام المباح لتحكي لنا حكايتها مع ادب الحكي........ عبير فتاة موهوبة ومؤمنة بموهبتها لدرجة جعلتها تترك عملها لتتفرغ لمشروع إحياء ادب الحكي ولن يقتصر المشروع عليها فقط بل تحلم بأن يكون هناك جيل من الحكايين والرواة حيث ان لديها المشروع بالكامل، عن بديتها في هذا الطريق تقول: كان لدي الملكة ان احكي لاصحابي الافلام قبل ان يدخلوها بالسينما واحاول تمثيل الحوار مع اضافة إفيهات من عندي وكنت ألاحظ مدي اعجاب اصدقائي بطريقتي في السرد وبدأت اقرأ اكثر عن هذا النوع من الفنون ولذلك بدأت اعد له اكثرمن حفلة اولها كانت قصصا معاصرة من تأليفي بعنوان "اسمي فاطمة" وكانت تتكلم عن العنف بالصعيد ثم عملت قصتين لمكاوي سعيد منها رواية كوميدية بعنوان "السينمائي" وعن تحضيرها لهذا الحدث تقول:اخترت قصة نجيب محفوظ " ليلة من الف ليلة" وعملت لها معالجة في 4 شهور وبدأت اكتب اشعارا نثرية واعطيها لعم سيد فيغنيها علي طريقته بمواويل طربية ولم يكن هذا الحدث يخرج الي النور الا بمساعدة الفنانين الذين ساندوني بدون اجر مثل شهيرة محرز مصممة الازياء وهاني المصري رسام اللوحات والموسيقيين، وتختار عبير حكاياتها بناء علي احساسها بها حتي تستطيع ان تصل بها الي الناس. وعن اختفاء ادب الحكي تقول عبير: الحكواتي ده كان يجلس مع الناس بالقهاوي زمان ليحكي لهم حكاية مسلية لكن للاسف ليس له مكان في حياتنا لان فيه نت ودش فالراوي إن جلس علي القهوة سيشاهد التليفزيون مع الناس. واهم ما يميز اي راو ان يجيد مهارات الاتصال حيث انه يتطلب عمله مهام اصعب من الممثل العادي فيجب ان يفصل بين نفسه وبين الشخصيات التي يحكيها ويجب ان يصل الي كل متفرج فأنا كنت انظر للناس بعينهم حتي أشدهم الي حكايتي لدرجة ان فيه بنت قالت لي بعد انتهاء العرض "حسيت انك بتحكيلي انا لوحدي" غير طبعا ورش التمثيل اللي لازم يثقل نفسه بها. ورغم ان عبير قدمت حكايات معاصرة الا انها لا تفضل حكي قصص كتابها "يوميات عانس" او حتي تمثيلها حيث لم يعجبها تجربة مسلسل عايزة اتجوز، ورغم ان ما تفعله يعتبر تمثيلا ومن النوع الصعب الا انها لا تريد خوض هذه التجربة فقالت: انا لا اريد التمثيل فيما نشاهده من فن هابط ويكفيني هذه الوجبة الثقافية المحترمة التي أقدمها للناس . عبير تعمل الان علي تكملة حكايات نجيب محفوظ التي ستأخذ منها سنة ولديها مشروع اخر بعنوان "القاهرة ليل خارجي" كما تكتب سيناريو لفيلم روائي طويل بورشة السيناريست محمد حفظي.