تعتزم سوريا إطلاق قناة فضائية إخبارية تبدأ بثها التجريبي خلال شهرين أو قبل نهاية العام كحد أقصي، وكشفت المصادر ان القناة التي سيديرها د. فؤاد شربتجي، ستكون ذات محتوي إخباري عربي غير منحاز للحكومات، وستكون مؤسسة إعلامية مستقلة من حيث الخطاب الإعلامي ،فلن تبرر للحكومات قراراتها، وسيقوم المواطن دافع الضرائب السوري بتمويلها علي نسق هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» وقناة «الجزيرة» الفضائية وقناة فرانس 24 الفرنسية والتي يجري تمويلها من دافعي الضرائب. أوضحت المصادر أن البنية التحتية للبث النهائي الأولي للقناة أصبحت جاهزة في مركز الأخبار وسط دمشق والذي قدمته وزارة الإعلام السورية ك«هبة» للقناة، ويجري حالياً وضع الأطر القانونية والإدارية والمالية التي تحقق للقناة استقلاليتها الإعلامية ،والمرونة اللازمة لعملها . من المتوقع أن تكون الميزانية اللازمة للقناة في حدود مليار ليرة سورية. لم يتم الاستقرار بعد علي اسم القناة ، لكن اسمها وفقا للمصادر غالبا سيكون ذا صلة بمفردات العروبة وسوريا والإنسان، وستعمل لمدة 24 ساعة بفريق عمل في حدود 120 شخصاً بين فنيين ومحررين وشبكة مراسلين. القائمون علي القناة راهنوا علي أسلوب عمل القناة وخطها الإعلامي وكوادرها في منافسة القنوات الإخبارية المعروفة من جهة، وعلي قدرة القناة في إنتاج إعلام مستقل مرتبط بالناس والمجتمع لا بالحكومات من جهة أخري، اما عن كيفية تناول القناة للشأن السوري، فأكدت نفس المصادر أن التعامل سيجري علي أساس أن القناة عربية مستقلة و لن يكون هناك أي مانع من تناول أي حدث سوري إلا "مانع الاحترام للقانون " مضيفة أن القناة لا يمكن أن تدخل في التحريض الطائفي أو التحريض علي الفتنة مثلاً، وأن هدف القناة تنويري تمارسه كمؤسسة إعلامية مستقلة بعيدة عن أي اتجاه . وحول ما يمكن أن يوجه للقناة من اتهامات عن انحياز للسياسة السورية وتسويقها لتلك السياسة ، تقول المصادر إنه "إذا كانت السياسة السورية أو اللبنانية أو التونسية أو غيرها تخدم الأمة العربية كمجتمع والمواطن العربي كفرد وتخدم حريته وسيادته فالقناة ستسوق لها حتماً لكنها لن تبرر لأية حكومة أية ممارسة تقف بوجه حرية وسيادة المواطن" . كان فؤاد شربتجي قد أدار القناة الأولي للتليفزيون السوري سابقاً وأدار قناة «الدنيا» السورية الخاصة منذ تأسيسها وعمل مديراً لمكتب قناة «الجزيرة» في دمشق، ويعكف شربتجي حالياً علي وضع الخطوط الإعلامية والتشغيلية للقناة. تعتبر هذه القناة الأولي من نوعها في سوريا كقناة غير محلية وتشير المعلومات إلي أن اهتماماً عالي المستوي منصب علي تلك القناة وما يمكن أن تحققه من نجاح وانتشار، وقد منح شربيجي، بموجب قرار تكليفه برئاسة القناة صلاحيات واسعة، وهناك تكهنات بأن القناة ستؤول في وقت لاحق إلي جهة عليا، علي الأقل رئاسة مجلس الوزراء. كان مصدر يعمل ضمن فريق عمل قناة «الدنيا» مع شربجي، قد صرح أن القناة الجديدة ستعمل علي اظهار الصورة المغلوطة عن سوريا في القنوات الأخري «التي تعمد أحيانا إلي التلاعب بالتصريحات لتشويه المواقف»