يرأس ماريو مونتي حكومة تكنوقراط تسلمت الحكم اواخر العام الماضي حققت احزاب يسار الوسط والاحزاب التي تسلك منحى احتجاجيا تقدما في الانتخابات المحلية في ايطاليا التي يسود ناخبيها غضب شديد من سياسات التقشف التي تتبعها حكومة ماريو مونتي. وتبين بعد فرز معظم الاصوات ان حزب شعب الحرية (يمين الوسط) الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني قد مني بهزيمة كبيرة. وفاز حزب (خمس نجوم) الاحتجاجي الذي يتزعمه الممثل الكوميدي بيبيه غريلو بعشرين بالمئة تقريبا من مجموع الاصوات في مدينة بارما الشمالية، مما يؤهله للمشاركة في الجولة الثانية من التصويت. وتعتبر هذه الانتخابات التي تشمل اكثر من تسعمئة مدينة وبلدة الاختبار السياسي الاول لحكومة التكنوقراط التي يترأسها ماريو مونتي والتي تسلمت مقاليد الحكم في نوفمبر / تشرين الثاني. وكانت الانتخابات التي جرت في فرنسا واليونان الاحد الماضي قد افرزت هي الاخرى تحولات كبيرة نحو اليسار. فقد تمكن حزب يسار الوسط الرئيسي في ايطاليا، الحزب الديمقراطي، وهو جزء من الائتلاف الذي يقوده مونتي، من تعزيز موقعه في هذه الانتخابات، الا ان حزب شعب الحرية الذي اسسه برلسكوني ويتزعمه احد مقربيه لم يتمكن من الفوز باكثر من 11,3 بالمئة من مجموع الاصوات. وعلل احد نواب الحزب، وزير الدفاع الاسبق اغنازيو لا روسا، سبب تعثر حظوظه بالقول "لقد اخطأنا باختيار مرشحينا، فنحن مهووسون بالمظهر على حساب الخبرة بينما يريد الناخبون مرشحين يمكنهم الاعتماد عليهم." وكان الكوميدي بريلو قد استخدم شبكات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع للترويج لحملته المعارضة لعضوية ايطاليا في منطقة اليورو. وعقب الانتخابات، قال بريلو – المعروف بمعارضته للمؤسسة السياسية الحاكمة في ايطاليا – في رسالة سجلها وبثها عبر موقع يوتيوب "إن الانتخابات مثلت تغييرا ملحميا." ومضى للقول "ليست هذه سوى البداية، فالاحزاب تذوب في اسهال سياسي بينما يستعيد المواطنين مؤسساتهم." ويقول آلان جونستون مراسل بي بي سي في روما إن غريلو قد اثار رعب النظام السياسي ويبدو انه سيترك اثرا كبيرا في المشهد السياسي الايطالي. وفي بالرمو مركز اقليم صقلية، سيتنافس مرشحان من يسار الوسط في جولة الانتخاب الثانية للفوز برئاسة بلدية المدينة، اما في ميناء جنوه شمال غربي البلاد فقد فاز يسار الوسط ب 49 بالمئة من مجموع الاصوات تقريبا. وتخضع نتائج هذه الانتخابات المحلية بانتباه واهتمام كبيرين كمؤشر للانتخابات العامة التي ستجرى في العام المقبل. وجرت عملية التصويت على مدى يومين – الاحد والاثنين – وبلغ عدد من يحق لهم التصويت فيها زهاء تسعة ملايين ايطالي. ولم ينجح حزب العصبة الشمالية اليميني – المنشغل بفضيحة تمويل بطلها زعيمه السابق امبرتو بوسي – في تحقيق نتائج طيبة الا في مدينة فيرونا حيث اعيد انتخاب مرشحه فلافيو توسي لمنصب عمدة المدينة. Digg Digg مصدر الخبر: بي بي سي