ازداد نشاط المسلحين الإسلاميين في مالي مؤخرا أعلن وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أن مسلحين مجهولين يحتجزون قنصل بلاده في مدينة غاو بشمالي مالي، وستة آخرين من العاملين في القنصلية. وقال مدلسي إن الحكومة الجزائرية تكثف جهودها لإطلاق سراح المحتجزين. ووقعت عملية الاحتجاز بعدما سقطت المدينة في قبضة متمردي الطوارق ومسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة، يبسطون سيطرتهم حاليا على النصف الشمالي من مالي. واكدت الجزائر ان "القنصلية الجزائرية في غاو في مالي تعرضت لهجوم نفذته مجموعة غير معروفة، لقد اقتيد القنصل وستة من عناصر القنصلية الجزائرية الى جهة مجهولة". وتأتي هذه التطورات بينما دعا قادة الانقلاب العسكري في مالي المواطنين في الشمال إلى مقاومة المتمردين. ودعت المجموعة العسكرية السكان في الشمال الى "مقاومة المجموعات المتمردة وغيرها من المهاجمين المتطرفين". وقال شهود عيان إن المسلحين كانوا يرفعون الراية السوداء التي ترمز إلى السلفيين، وهي الراية التي رفعها المقاتلون السلفيون الذين استولوا على تمبكتو ومدن أخرى في شمال مالي. وقالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان "سيبذل كل جهد ضروري لتأمين عودة مواطنينا سالمين". وكانت منظمة العفو الدولية حذرت في وقت سابق من أن المناطق الشمالية في مالي تواجه كارثة إنسانية بعد أن نهب المتمردون الغذاء والإمدادات الطبية في المنطقة التي تعاني أصلا من شح في المواد الغذائية. وقالت المنظمة إن بعض الفتيات تعرضن للخطف والاغتصاب. يذكر أن مالي شهدت في 22 من مارس/ آذار الماضي انقلابا عسكريا بقيادة الكابتن أمادو سانوغو ومجموعة صغيرة من الجنود، حيث أطاحو بالرئيس أمادوا توماني توريه قبل عدة أسابيع فقط من موعد تنحيه عن السلطة. وبرر قادة الإنقلاب الاستيلاء على السلطة بأن نظام الرئيس السابق توريه فشل في السيطرة على انتفاضة الطوارق. لكن متمردي الطوارق استغلوا فراغ السلطة واجتاحو أنحاء واسعة من شمال البلاد. واعلنت المجموعة العربية في شمال مالي تشكيل حركة سياسية عسكرية متعددة الاثنيات قريبا لمواجهة "انعدام الاستقرار في مناطقنا في الشمال" التي تعاني من الفوضى وضمان امن السكان ايا كان اصلهم. وقال وزير خارجية بوركينا فاسو جبريل باسولي موفد وسيط المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا "نحن نعمل معا لتوفير الشروط من اجل رفع" العقوبات الاقتصادية التي فرضتها المجموعة منذ الاثنين. من جهتها, اعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا ايضا تشكيل قوة مؤلفة من 2000 الى 3000 آلاف رجل وضعوا في حالة استنفار, على ان تناقش هذه المسألة خلال اجتماع لرؤساء اركانها بدأ الخميس في ابيدجان. وأجرى قادة دول المجموعة الاقتصادية مشاورات في ابيدجان بشأن شروط انتشار هذه القوة التي لم يعرف بعد ما اذا كانت ستستهدف الانقلابيين ام متمردي الطوارق في الشمال ام الاثنين معا. مصدر الخبر: بي بي سي