سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على إعلان القاهرة البدء فى محاكمة المتهمين الأمريكيين ال19 فى قضية التمويل الأجنبى لمنظمات المجتمع المدنى يوم الأحد المقبل. تقول إن هذا الملف هوى بالعلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة إلى أضعف مستوياتها على مدى العقود الثلاثة الماضية. وقالت الصحيفة إن المحاكمة المنتظرة صعدت من حدة المواجهة بين القاهرةوواشنطن على نحو أدى لزعزعة التحالف بينهما والذى يمثل حجر الزاوية لنظام المنطقة الذى تدعمه الولاياتالمتحدة منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978. وأشارت الصحيفة إلى ما صرح به المسئولون الأمريكيون خلال الأيام الماضية بشأن تأثير هذه المحاكمة على المعونة الأمريكية لمصر، والتى يذهب معظمها لدعم الجيش المصرى الذى يتولى مقاليد الحكم فى البلاد منذ تخلى الرئيس السابق حسنى مبارك عن منصبه قبل عام مضى. ولفتت الصحيفة إلى الاتهامات الموجهة إلى 43 متهما من جنسيات مختلفة والتى تتمثل فى تشغيل مكاتب محلية لمنظمات دولية دون الحصول على التراخيص اللازمة وكذلك تلقى التمويل لأجنبى بطرق غير مشروعة. وأوضحت الصحيفة أن المتهمين الأمريكيين فى هذه القضية يعملون لدى أربع جهات مقرها الأصلى فى الولاياتالمتحدة، منها المعهد الوطنى الديمقراطى والمعهد الدولى الجمهورى الموثقين بصفتهما منظمات لبناء الديمقراطية والذين يتمتعان بعلاقات وطيدة مع قيادات بالكونجرس الأمريكى، إلى جانب منظمة فريدوم هاوس والمركز الدولى للصحفيين، وتواجه المنظمات الأربع اتهاما بانتهاك السيادة المصرية. وذكرت أن 7 من المتهمين الأمريكيين التسعة عشر متواجدون فى مصر حيث اتخذت الحكومة المصرية قرارا بمنعهم من المغادرة. وقالت "نيويورك تايمز" إن الملاحقات القضائية تأتى فى الوقت الذى تشهد فيه مصر تفشيا لظاهرة إرهاب الأجانب وتزايدا فى حدة التصريحات المناهضة للولايات المتحدة على لسان كبار المسئولين المصريين، والتى ألقت باللوم فيما يتعلق بالمشكلات التى تمر بها البلاد على العملاء الأمريكيين الذين يتلقوا تمويلا من الخارج لإشاعة الفوضى فى الشارع المصرى. وتابعت الصحيفة بقولها أن المسئولين الأمريكيين سعوا لاحتواء الأزمة مع القاهرة بالسبل الدبلوماسية، حيث طالبوا المسئولين فى مصر بإرجاء القضية أو السماح على الأقل للمتهمين الأمريكيين بمغادرة البلاد. وأفادت بأن الرئيس الأمريكى باراك أوباما ووزيرى الخارجية هيلارى كلينتون والدفاع ليون بانيتا، وكذلك رئيس الأركان الجنرال مارتن ديمبسى قاموا جميعا إما بلقاء أو التحدث مع قادة بالجيش المصرى خلال الأسابيع القليلة الماضية على خلفية هذه القضية. مشيرة فى هذا الصدد إلى الزيارة المتوقعة لوفد من الكونجرس لمصر خلال الأسبوع الجارى برئاسة السناتور جون ماكين. ونقلت الصحيفة عن متحدثة باسم وزارة الخارجية ما أشارت إليه من عدم تلقى واشنطن لتأكيدات بشأن موعد المحاكمة، قائلة أن العمل فى هذا الملف لا يزال جاريا مع الجانب المصرى. وأردفت الصحيفة تقول إن المسئولين الأمريكيين هددوا بقطع المعونة السنوية عن مصر التى تمثل عماد العلاقات الثنائية بين البلدين، وفى المقابل هدد قادة حزب الحرية والعدالة صاحب التواجد الأكبر فى البرلمان المصرى بمراجعة اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل. واختتمت الصحيفة بقولها إن الولاياتالمتحدة ردت على الاتهامات التى وجهتها إليها وزيرة التعاون والتخطيط الدولى فايزة أبو النجا باختطاف الثورة المصرية لتحقيق مصالح أمريكية وإسرائيلية باستخدام كافة موادرها وأدواتها لاحتواء الموقف مع مصر ودفعه لاتجاه يتناسب مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية على حد سواء.