كتب أسامة جمال مشهد 25 يناير 2011: الشعب يريد إسقاط النظام...عيش حرية عدالة اجتماعية... يسقط يسقط حسني مبارك. مشهد 25 يناير 2012: الشعب يريد إسقاط النظام...يسقط يسقط حكم العسكر...قول متخافشي العسكر لازم يمشي. هذا هو هتاف القلة المندسة التي تريد فرض إرادتها على مصر، نعم قلة وليست أغلبية والصورة لم تختلف عنها كثيرا من عام مضى، فمن خرج في 25 يناير الماضي لم يتجاوزوا في تقديري 100 ألف مصري في أنحاء مصر كلها، و لايزيدوا على 30 ألف مصري في ميدان التحرير، ومعظم الأصوات تعالت في وقتها "مصر ليست تونس" ولم نكن نعلم في وقتها "آخرتها إيه" ولكني أدعي أن كل من نزل في الميادين يومها كان مليئا بالأمل والإصرار أن تتغير مصر، وقد ساعد على نجاح هذه الحركة الشبابية المصرية عوامل كثيرة أهمها على الإطلاق غباوة النظام في التعامل مع الموقف، هذا الغباء في قمع الشباب وتفريقهم الذي حول هذا الشباب المحتج إلى كتلة من الغضب والتحدي والإصرار على الثأر لكرامته وكرامة كل المصريين، واستمرت كتلة الغضب في التدحرج والكبر حتى استطاعت بفضل الله وحده تحقيق الكثير من الإنجازات منها الإطاحة برأس النظام. ما أريد أن أقوله أن الميادين لم تكن مليئة بغالبية الشعب المصري إنما كانت أقلية بالفعل، أما المليونيات الحاشدة فكان الكثير ممن يحضرونها على الحياد – مترقبين الموضوع هيوصل لإيه – ورغم ذلك فكنا نسعد بوصول الملايين المؤيدة والمتفرجة في نفس الوقت، وكان الكثير من هؤلاء الزائرين يسعدون بالتنازلات التي يقدمها النظام في سبيل فض الاعتصام، ولن أنسى أننا عندما كنا نخرج من ميدان التحرير لمدة نصف ساعة لشراء أكل أو شرب كنا نسمع السباب والشتيمة بالأب والأم من جماهير مصر العظيمة "هما عايزين إيه؟ عيال فاضية ومورهاش حاجة!! أصل دول مرتاحين ومش وراهم أكل عيش!! أستذكر هذه اللحظات لأوجه رسالة لكل من الشعب المصري، وأصدقاء الميدان من الإخوان، والمجلس العسكري. رسالتي للشعب المصري: إن ثورتنا لهدف ورسالة صريحة وواضحة هي ما خرجنا من أجلها منذ عام، نريد حريتنا دون قيود أو رقابة أو خطوط حمراء أو غيرها من الألوان، ومستعدون لبذل كل ما نملك حتى نستعيد حريتنا وكرامتنا كامله دون انتقاص، نريد مصر دولة مدنية ليس لأي جهة أو شخص فيها موقع فوق الشعب، لا نريد لمصري أو مصرية أن يهان أو يسحل أو يضرب بالبيادات. أما رفقاء الميدان من الإخوان المسلمين: أتفهم إصراراكم على انهاء انتخابات مجلس الشعب والوصول إلى سلطة شرعية من الشعب المصري، ولكن تعلمت وتعلمنا أن الملك والسلطة تنتزع ولا تعطى طواعية، وإصراركم على الحفاظ على اتخاذ المسار "المحافظ" في ظل اللحظة الثورية هو خطر شديد عليكم قبل أن يكون على مصر كلها، فأفيقوا قبل أن تجدوا أنفسكم (وحدكم) في مواجهة شبيهة بما حدث لكم من نصف قرن. أما جنرالات المجلس العسكري: فأنتم تعلمون أكثر من أي مصري أنكم غير مرغوب في بقاءكم، وأن وجودكم في موقع الحكم يسيئ إلى الجيش المصري الذي تقودونه، ففي الأيام الماضية انتكس الجيش المصري انتكاسته تفوق ما حدث له في 1967، فضلا عن الخسارة الاقتصادية والسياسية للبلاد، فاستجيبوا طواعية لنبض المصريين "القلة" من وجهة نظركم فهذه القلة التي تحمل هم مصر هي التي أطاحت بمن سبقكم. وأخيرا لكل شاب وفتاة مصرية ما زال يعيش اللحظة الثورية، ويحمل هم الوطن ويصر على الإطاحة بمن يريد الاستبداد به، ولا يرجو لنفسه أي منصب أو موقع أو سلطة فقط يريد لثورته التي صنعها أن تكتمل، ولأهدافها أن تتحقق، سننتصر..سنقهر الاستبداد...سنزيل أوهام الخوف وذل الاستعباد من كل مصري حتى لو اتهمنا أننا نعبث أو أننا "فاضيين ومرتاحين وأننا شوية عيال مش فاهمين حاجة وعجبتنا اللعبة" وأخيرا احرصوا أن يكون عملكم لوجه الله وحده لا ترجون به جزاء ولا شكورا.