كتب عاطف قمر الدولة كل حاوي ولديه جراب، وكم يحتوي هذا الجراب من حيل وألاعيب، حتي أنه ليخيل للبعض أن جراب الحاوي يحوي من الإبرة للصاروخ من كثرة الحيل التي يقدمها هذا الحاوي، وان كنت لست من المؤمنين بتبني نظرية المؤامرة علي اطلاقها، الا انني لا استبعد في ظل هذا الظرف الملتبس الذي تمر به مصرنا العزيزة، تلك النظرية بالكلية ولماذا استبعدها فبالنظر لواقعنا الحالي نري انه قد اختلط كل شيء حتي لم نعد نستطيع التمييز بين الغث والثمين، الحرية والبلطجة، الاستقرار والفوضى. وشئنا أم أبينا فمصر بما لها من دور ومكانة وثقل علي المستويين الإقليمي والعالمي – حتي وان تراجع مؤخرا – لها من الأعداء الكثير وان كنا نعلم اعداء الخارج أو هكذا نظن، فالأخطر علي مصر الأن هم اعداء الداخل، حيث أنه رغم انهم يعيشون بيننا الا اننا لا نعلمهم بل الأدهى اننا يمكن أن نكون نتعامل معهم ولا نعرف انهم اشد خطرا علي بلادنا في تلك المرحلة الدقيقة التي تمر بها مصر، اذ يبدو أنهم يعطوننا من طرف السنتهم حلو الكلام في نفس الوقت الذي يكيدون فيه المكائد لمصر ويضمرون لها شرا وحقدا أسودا، لا ندري سببه ! ولا ندري هدفهم ! فهل هؤلاء هم حقا من الفلول؟ أم انهم ممن تمولهم جهات أجنبية؟ أم هم مجموعة من العملاء والخونة؟ أم هم مجموعة من البلطجية؟ للأسف لا ندري، ألا اننا علي ثقة بأنهم ليسوا ثوارا بل لا ابالغ ان قلت انهم ليسوا بمصريين، فهم نزعوا عن أنفسهم الانتماء لهذا الوطن حين تجاوبوا مع دعاة الفتنة والتضليل، ممن يحاولون اللعب بمقدرات بلدا بحجم مصر. فيقينا أن من حرق المجمع العلمي ليسوا ثوارا وليسوا بمصريين، فالثوار بالتحرير، ويقينا أن من حاولوا اقتحام وزارة الداخلية واحرقوا مدرسة الفلكي ليسوا ثوارا وليسوا بمصريين، فالثوار بالتحرير، ويقينا ان من حاولوا اقتحام مجلس الشعب وحطموا اسواره وحرقوا مبني وزارة النقل ليسوا ثوارا وليسوا بمصريين، فالثوار بالتحرير هم من حموا المتحف المصري بأجسادهم في جمعة الغضب، وهم من دافعوا عن حرية وطنهم بأرواحهم حتي سالت دمائهم الطاهرة الذكية في سبيل تلك الحرية، ومازالوا علي استعداد ليفتدوا مصر بأرواحهم، ولا يبحثون من وراء ذلك عن تلميعا وظهورا اعلاميا يصل بالمشاهدين حد الملل، كما لا يبحثون عن منصبا أو جاها أو عضوية مجلسا استشاريا كان أو برلمانيا، فهدفهم مصر ومصر فقط. ولنا عند المجلس العسكري وعند الثوار حق، فحقنا عند المجلس العسكري أن يعلن وعلي الملأ من يقف وراء كل تلك الأحداث سواء كان مسئولا حاليا أو سابقا أو ناشطا سياسيا أو حزبا أو جماعة أو حتي ان كان ثائرا أو هكذا يقدم نفسه للناس وهو عن الثورة والثوار ببعيد، فقد ولي عهد التستر والكتمان ومن حق الشعب أن يعرف حتي يتبين شخصية ذلك الحاوي الذي لا يفرغ جرابه من مخططات لتدمير هذا الوطن الذي لا يريد له خيرا مطلقا بل يستكثر عليه أن ينعم بما يستحق من حرية وديموقراطية، ويحاول أن يغرقه في الفوضى والانفلات. أما حقنا عند الثوار بل عند الثوار الحقيقيين الذي يحملون هذا الوطن في قلوبهم وينظرون لصالحه وصالح شعبه وتلك هي غايتهم، نتمنى منهم أن يعلنوا عن هدنة مؤقتة، هدنة من أجل مصر يعلقون فيها اعتصامهم ولو لأسبوع ويغادرون الميدان بل ويعلنون تبرؤهم من أي شخص يبقي بالميدان لنفرق بين الثوار ومن يندس بينهم من البلطجية وعندها يكون للشرطة والجيش أن يتعاملوا علي أرض الواقع مع هؤلاء البلطجية دونما لبس أو الصاق صفة الثوار بهم وهم منها براء وأري أن هذا الحق ليس بكثير علي الثوار تحقيقه فما نطلبه هو هدنة مؤقتة والميدان موجود. وللحاوي كائنا من كان أقول احذر من جراب المصريين فان كان في جرابك الكثير فجراب المصريين يحوي الكثير والكثير، شعب كان وما زال عصيا علي كل الغزاة والطغاة، لن يكون مستكينا أمام حاويا لا يملك الا جرابا من الحيل والمخططات التي لن تجدي أمام حيل المصريين وامكانياتهم، فمصر اليوم ليست مصر الأمس، كيف؟ وقد خرج المارد من قمقمه، وعادت مصر الفتية القوية الثائرة لشعبها فعاد شعبها فتيا، قويا، ثائرا، واصبحت مصر أمانة في اعناق ابنائها الثوار فثورة 25 يناير كانت ثورة شعب وعندما يثور الشعب يكون هو الثائر الحق الذي يثور ليهدم الفساد ثم لا يلبث أن يعود ليبني الوطن.